المحتوى الرئيسى

ولسه قادر رغم الحزن أفرح

11/21 08:17

كدت أن أتخذ لهذا المقال عنوان « أسبوع الأحزان » ولكنى تراجعت وقلت لنفسى البلد يكفيه مافيه من كآبة فنحن نستيقظ كل يوم على خبر حزين، كما أن الرسائل الإخبارية على الموبايل أصبحت نذير شؤم، واليوم الذى ينتهى دون فاجعة نحمد الله عليه ونقلق على غده.

وها هو حادث قطار دهشور يأتى فى ذكرى قطار أسيوط، لينبهنا إلى أن حوادث القطارات أصبحت سبة فى جبين مصر، مهزلة بمعنى الكلمة، والحل ليس فى إقالة وزير المواصلات أو رئيس هيئة السكة الحديد، فماذا يفعل شخص أمام هيئة خربة وحكومات متعاقبة غير قادرة على توفير ميزانية لهذا المرفق الهام الذى يستخدمه الملايين من أبناء هذا الشعب. فوزير النقل والمواصلات ليس ساحر أوز الذى سيمر بعصاه السحرية فينظف هيئة السكة الحديد من العنكبوت الذى انتشر فى ربوعها عاما بعد عام، ويحول قطاراتها التى شاخت إلى قطارات فتية وذكية.

فى حديث المهندس حسين زكريا، رئيس هيئة السكة الحديد، مع «المصرى اليوم» وجدته محقا حين قال «إقالتى لن تصلح المزلقانات»، فالهيئة تحتاج على مدى عشر سنوات إلى 50 مليار جنيه حتى يتم تجديد وتحديث وصيانة هذا المرفق الذى كان فى يوم من الأيام الثانى فى الترتيب على مستوى العالم، ونتيجة عدم قدرة الحكومات المتتالية على توفير الميزانية اللازمة لتحويل الهيئة إلى مرفق يؤدى خدمة تصلح للاستهلاك الآدمى، فالدم على القضبان لا يكاد يجف حتى يسيل من جديد.

دماء المصريين أصبحت تسيل فى كل شارع وحارة وعلى مدار الساعة، ضباط وجنود الشرطة والقوات المسلحة لم تعد أسلحتهم تقيهم من الضربات الغادرة، وها هو الشهيد المقدم محمد مبروك ينضم لطابور طويل من شهداء الواجب، قتل مبروك أدى إلى نوبة حزن وغضب فى الشارع.

ووسط هذا الجو المشحون بالأحزان، تأتى ذكرى أحداث محمد محمود لتضفى مزيدا من مسحات الحزن على وجه الوطن المتعب، فمازالت ذكرى الراحلين حية فى نفوس أهاليهم وأصدقائهم ورفقاء الدرب والطريق.

قلبى يعتصره الألم والحزن لموت أى مصرى يقتل غدرا ودونما ذنب اقترفه، أشعر بكآبة شديدة وأنا أتابع مظاهرات تتحول لجنازات، وشباب مازال ثائرا لأن أحلامه أجهضت، والغد الذى كان ينتظر طلوع فجره متعثر، شهرين تقريبا ونحتفل بذكرى ثورة 25 يناير، ولم يشعر أحد أننا وضعنا خريطة للتغييرالثورى للمجتمع مثلما فكرنا فى خريطة طريق تهدف لوضع مواعيد محددة للإجراءات التى شغلتنا عن الأهم وهو المفهوم، فلم نحدد حتى الآن، ومن خلال نقاش مجتمعى واسع، ما هى ملامح مصر خلال السنوات العشر القادمة، على أى أساس سننتخب رئيس مصر القادم؟ فنحن لم نحدد حتى الآن مطالبنا الشعبية من رئيسنا المقبل. إذا كان الشعب المصرى فى 30 يونيو قد رفض مبدأ الدولة الدينية وتمسك بالدولة المدنية، فهو لم يحدد باقى القواعد التى سنبنى عليها مصر الثورة، حتى الآن لا يوجد قرار اقتصادى ثورى واحد قد اتخذ من الحكومات المتعاقبة يحقق العدالة الاجتماعية والعيش بكرامة لأغلبية الشعب المصرى من الطبقات المتوسطة والدنيا. فهل ستبقى مصر على نفس النهج الاقتصادى السابق، الذى يزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا، ماذا سيتم مع عقل المواطن، الذى تكونه منظومة التعليم والثقافة والإعلام؟ صحة المواطن المصرى إلى أين؟ التفاصيل التافهة التى تلهينا بها وسائل الإعلام تمنعنا من وضع استراتيجية لـ«مصر بكرة»، نحقق فيها أحلام شعب لا يريد إلا حقه فى حياة كريمة له ولأولاده وأحفاده.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل