المحتوى الرئيسى

15 مليون جنيه لترميم مراقد الشيعة بمصر

11/14 11:28

في ذكرى عاشوراء وهي ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه يحتفل الشيعة في الكثير من دول العالم بهذه الذكرى على الطريقة الشيعية المعهودة التي يتخللها عادات شيعية توارثوها، منها لطم الخدود وإسالة الدماء، حزنا وكمدا وندما على مقتل الإمام الحسين بن علي، إلا أن مثل هذه الاحتفالات محظورة تماما في مصر منذ سقوط الدولة الفاطمية عام 567 هـ. / 1171 م على يد صلاح الدين الأيوبي، غير أن عددا من التنظيمات الشيعية في مصر قررت هذا العام تنظيم أول احتفال شيعي بمناسبة عاشوراء على الطريقة الشيعية وحددت عددا من المواقع والمراقد الشيعية التي تضم رفات وأضرحة آل البيت عليهم السلام للاحتفال بها.

وحفاظا على عدم الصدام مع الأنظمة الأمنية والجماعات السلفية وبناء على فتوى من المستشار الدمرداش العقالي أحد أبرز القيادات الشيعية في مصر قرر عدد من الشيعة أن تبدأ مراسم الاحتفال بزيارة قصيرة لمقام الإمام الحسين بالأزهر الشريف، يتوجه بعدها جميع الشيعة إلى مستشفى الحسين الجامعي للتبرع بالدم للمرضى بدلا من إراقة دمائهم في مقام سيدنا الحسين تجنبا للصدام مع قوات الأمن أو الجماعات السلفية المتشددة.

كما تضمن البرنامج أن تقتصر الاحتفالات الشيعية على زيارة ثلاثة مراقد مقدسة، الأول مقام سيدنا الحسين يعقبه زيارة مقام الإمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق للإمام الحسين بمنطقة باب الوزير بالقرب من القلعة، على أن تنتهي الاحتفالات بزيارة مقام الإمام مالك الأشتر قائد جيوش الإمام علي بن أبي طالب في موقعة صفين والجمل ووالي مصر الذي قتل قبل أن يتولي عرشها.

وقد نجحت كاميرات "بوابة القاهرة الإخبارية" في رصد عدد من المقامات الشيعية التي تم ترميمها مؤخرا بتكلفة بلغت نحو 15 مليون جنيه استعدادا للاحتفال بذكرى عاشوراء ونبدأ بمقام الأشتر.

الإمام مالك الأشتر هو مالك بن الحارث النخعي المعروف بالأشتر الذي كان قائد جيوش الإمام على رضي الله عنه في معركة صفين والجمل وأول والٍ لمصر يعينه سيدنا علي بن أبي طالب عقب فتنة سيدنا معاوية بن أبي سفيان، إلا أن عملاء معاوية بن أبي سفيان نجحوا في قتل الأشتر بالسم في ضاحية عين شمس قبل أن يصل إلى عرش مصر، ودفن بمنطقة الجبل الأصفر بالمرج بالقرب من مكان مقتله.

ويعد ضريح الأشتر من أقدس الأماكن لدى الشيعة في جميع دول العالم وتفد إليه الوفود الشيعية من كافة الدول العربية والأجنبية، ولديه مكانة خاصة لدى طائفة البهره وهم الشيعة الإسماعيلية الفاطمية التي كانت موجودة في مصر إبان الدولة الفاطمية.

وبدأت عملية ترميم مرقد الإمام مالك الأشتر على يد أحد أبرز رجال الأعمال الشيعة وهو مصري الأصل هندي الجنسية من التجار البهرة وهم الطائفة الشيعية الفاطمية الإسماعيلية والذي يحمل الجنسية المصرية حيث تقدم بطلب لوزارة الأوقاف المصرية لترميم أحد الأضرحة القديمة الهالكة بزمام الجبل الأصفر بالمرج القديمة التابعة لمحافظة القليوبية على نفقته الخاصة فوافقت وزارة الأوقاف على طلبه، فقام أحد رجال الأعمال "البهرة" بشراء جميع الأراضي والمنازل المجاورة للضريح وحصل على ترخيص من وزارة الأوقاف بترميم المقام وأعاد بناءه على أحدث طراز معماري إسلامي وقام بنقشه بمياه الذهب وكتب عليه اسمه الحقيقي "مقام الإمام مالك الأشتر" وكتب عليه دعوات وعبارات شيعية حتى أصبح صرحا فريدا من نوعه بعد أن كان ضريحا مهملا ومغمورا بين الأتربة والعشوائيات ويعد من أخطر العتبات الشيعية المقدسة في مصر.

أما المرقد الثاني، الذي قام الشيعة بإعادة ترميمه وتجديده دون علم أو موافقة وزارة الأوقاف فهو ضريح الأمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق للإمام الحسين وابن الإمام علي بن أبي طالب أي أنه ليس من أبناء السيدة فاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسلام.

وقد كان هذا الضريح مجهولا ومغمورا بين أكثر من خمسة ملايين مقبرة بمقابر باب الوزير بالدرب الأحمر ولم يكن أحد يعرف مكانه الأصلي إلا أن عددا من القيادات الشيعة الذين يمتلكون خرائط بجميع المراقد المنسوبة لآل البيت فى مصر– وحسب رواية عمال الضريح أنفسهم – فقد نجحوا في تحديد مكان الضريح.

وأكد العمال أن الضريح تم ترميمه على أحدث طراز وتم نقشه بماء الذهب وتم تزويده بعدد من الكتب والمصاحف والأوراد والأدعية وتم تزويده بقاعة لاستقبال الزوار وتلقى فيها الدروس الشيعية.

ضريح زين العابدين ومقام أم كلثوم

أما الضريح الثالث والذي تم ترميميه استعدادا لاحتفالات عاشوراء فهو مقام الإمام العجمي بالمرج أيضا وبالقرب من ضريح الإمام مالك الأشتر ويعود نسبه إلى أحد الصحابة الموالين لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في معركة الجمل وصفين، وقد حضر إلي مصر وعاش ومات بها ودفن في مسجده الذي بناه وكان المصريون يلقبونه بالإمام العجمي حيث كانوا لا يعرفون عنه إلا القليل فأطلقوا عليه لفظ "العجمي" أي الغريب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل