المحتوى الرئيسى

تحليل بول سياسي

11/10 02:32

ماذا لو تصورنا أننا أخذنا عينة بول للحالة المصرية الراهنة إلى أهم مختبر في البلاد  لفحصها ، ثم استلمنا نتيجة التحليل وذهبنا بها إلى أكبر استشاري للمسالك السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ليقرأ علينا الحقائق الدامغة والمؤكدة لهذا التحليل .. بكثير من التفاؤل أتصور أن الاستشاري الكبير سيخبرنا بأن أول نتيجة صادمة لفحص البول السياسي للمصريين  تقول وتقر بأننا ومنذ  أكثر من أربعين عاما قد أصابنا ميكروب تخلف عام اخترق كل خلايانا السياسية والثقافية والاجتماعية وحولنا من مجتمع كان يعلق بصره وبصيرته على تقدم الشمال فإذا به يغوص في صحاري  الجنوب القاحلة التي  لا تعرف إلا العصبية والتوتر والتسليم بأن كل نسمة هي من عند الله وكل نقمة هي من صنع البشر.

وسألنا استشاري مسالك الممالك عن سكة السلامة وسكة المهالك فأخبرنا بأن هناك عاملا وراثيا غريبا يجعلنا نميل للنوم وسكني كهوف الجمود وتحمل جبال الاستبداد والقهر ليس لأننا نملك بنية قوية وجبارة ولكن لأننا نسلم بأن كل شيء بأمر الله ودوام الحال من المحال، ومستبد تعودنا عليه خير من عالم حر نجهله وما دام الحال كذلك فلماذا نثور ونغضب والخير آت آت من رب السموات والأرض.. هنا حاولت أن أضيق الخناق بسؤال ساحق ماحق للاستشاري الكبير.. لقد أنعم الله علينا بدل الثورة ثورتين ومع ذلك مسلسل الألم متصل الحلقات لا ينتهي – فهل كانت الثورتان نعمة من الله أم نقمة صنعناها بأيدينا؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل