المحتوى الرئيسى

«في الشعر الجاهلي».. الدفاع عن «القرآن» يرمي صاحبه بالكفر أحيانًا

10/28 12:01

«لست أزعم أنى من العلماء، ولست أتمدح بأنى أحب أن أتعرض للأذى، وربما كان الحق أنى أحب الحياة الهادئة المطمئنة، وأريد أن أتذوق لذات العيش فى دعة ورضا، ولكنى مع ذلك أحب أن أفكر، وأحب أن أبحث، وأحب أن أعلن إلى الناس ما أنتهى إليه بعد البحث والتفكير، ولا أكره أن آخذ نصيبى من رضا الناس عنى أو سخطهم علىّ، حين أعلن لهم ما يحبون أو ما يكرهون».سبعة وثمانون عاما مرت على النسخة الأولى من كتاب «فى الشعر الجاهلى» لـ«طه حسين»، وهو الكتاب الذى أثرى المكتبة العربية بالبحث والنقد والتجريح والتطاول على صاحبه، وتكفيره، والثناء والتكريم والشكر، والكثير جدا من المتناقضات، وانفض كل هذا، وبقى الكتاب.«المنهج الديكارتى» هو ما استخدمه «حسين» فى الوصول الى نتائج هذا البحث، وهو منهج «الشك سبيلا إلى اليقين» وهو المنهج الذى وضعه وأرساه الفيلسوف الفرنسى «ديكارت» فى القرن السابع عشر الميلادى، ويعتمد على تجرد الباحث من معلوماته قبل بدء عمله، وأن يبدأ بحثه خالى الذهن من الأقوال السابقة فى موضوع بحثه.ما يخلص إليه الكتاب كما يقول «حسين»: «الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية فى شىء، وإنما هى منتحلة مختلقة بعد ظهور الإسلام، فهى إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثل حياة الجاهليين، وأكاد لا أشك فى أن ما بقى من الشعر الجاهلى الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا، ولا يدل على شىء، ولا ينبغى الاعتماد عليه فى استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلى».جل ما وصل إليه «حسين» هو إنكار ما نسب إلى الحياة الجاهلية من شعر، وأثبت أن الشعر الجاهلى تم وضعه بعد الإسلام وتمت نسبته إلى الجاهليين لأسباب سياسية ودينية وعصبية قبلية، ولإثبات القبائل القصص والأساطير خاصتهم، واستدل بذلك من تاريخ اللغة العربية، فلغة عرب الجنوب الحميرية تختلف عن لغة عرب الشمال الفصحى فى ألفاظها وقواعد نحوها وصرفها، فكيف ينسب شعر لشعراء من الجنوب بلغة أهل الشمال؟! أما ما أثار حفيظة الكُتاب ضده بعد أن ألقى «حسين» ما ألقى، أنه استدل على ذلك بالقرآن، يقول: «مرآة الحياة الجاهلية يجب أن تلتمس فى القرآن لا فى الشعر الجاهلى».

«العامة للكتاب» تصدر كتاب «طه حسين مؤرخًا» ردًا على قطع رأس التمثال بالمنيا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل