نبيل فرج يكشف عن لقاء تاريخى بين ثلاثة عمالقة

اتابع بكثير من الاعجاب التطور اللافت في ملحق اهرام الجمعه في الشهور الماضيه، فالاهرام هو قلعه الصحافه المصريه، واي نجاح يحققه يعود علي هذه الصحافه كلها. صحيح ان الصحفي ينتمي الي الجريده التي يعمل بها، ولكنه قبل جريدته وبعدها، يجب ان ينتمي الي المهنه اياً كان مكان عمله.

وفي اطار الاحتفال بالذكري الاربعين لوفاه عميد الأدب العربي طه حسين، كشف نبيل فرج في ملحق اهرام الجمعه عن مقال مشترك كتبه طه حسين مع الشيخ مصطفي عبدالرازق عن لقائهما مع شاعر الهند الاعظم طاغور اثناء زيارته للقاهره في الطريق الي لندن عام 1926، ونشر في جريده «السياسه الاسبوعيه» في 4 ديسمبر ذلك العام، وكان رئيس تحريرها محمد حسين هيكل.

نبيل فرج من رهبان الأدب في مصر، فكما يعتزل الراهب في الدير بعيداً عن الاضواء ليتعبد في صمت، يعكف نبيل فرج في مقالاته وكتبه علي استخراج كنوز مدفونه من الادب العربي، والكشف عنها للاجيال الجديده من صناع وجمهور الادب من القراء، ومن لا يعرف التاريخ لا حاضر له ولا مستقبل وكما تحتفل الهند هذا العام بمرور مائه سنه علي انتاج اول فيلم هندي، تحتفل ايضاً بمرور مائه سنه علي فوز شاعرها طاغور «1861/1941» بجائزة نوبل للأدب عام 1913، وقد احتفلت مكتبة الاسكندرية مطلع العام بالمناسبتين، وعرضت افلام مخرجها الاكبر ساتيا جيت راي الماخوزه عن روايات ومسرحيات طاغور.

الواضح من المقال ان كاتبه هو الشيخ مصطفي عبدالرازق، وانه يحمل اسمه مع اسم طه حسين لانهما اشتركا معاً في الحوار مع طاغور، ونص المقال تحفه ادبيه تجمع بين جمال الاسلوب الي درجه سحر البيان وعمق الفكر الي درجه الرؤيه الفلسفيه الشامله، انه من النصوص التي يجب ان يحفظها التلاميذ في المدارس والطلبه في الجامعات.

وجوهر المقال الذي نُشر عام 1926 يصب مباشره في النقاش الدائر في مصر اليوم عن الدستور الجديد بعد ثوره الشعب في 30 يونيو، والتي طالب فيها بعوده مصر الي مصريتها، ففيه يقول طاغور عن مصر في ذلك الزمان «في مصر ثقافه راقيه جعلت شعبها الاسلامي بمعزل مما يظهر عند الشعوب الاسلاميه الهنديه من الاسراف في الاستمساك بالقديم والاستعصاء علي حركة التجديد وما يستتبع ذلك من الاثار».