المحتوى الرئيسى

يا دنيا يا غرامى

10/27 01:18

«لا يمكن ان نتحكم فيما يمر بحياتنا من احداث، ولكن الحريه الاساسيه الباقيه للانسان هي ان يتحكم في رد فعله تجاه التجارب». كلام سليم. «يتشكل مصيرنا كالعجين في كل لحظه وكل ساعه وكل يوم من خلال القرارات الصغيره التي نتخذها». هذا ما كتبه الطبيب وعالم النفس النمساوي «فيكتور فرانكل» في كتابه الرائع: «البحث عن المعني» الذي تناولته في برنامجي الاذاعي الاسبوعي. وبالفعل اخذتني الجلاله امام الميكرفون وانا اؤكد ان علينا ان نتحكم في مشاعرنا ازاء زعابيب الحياه. عدت الي المنزل قريره العين، هادئه النفس وقبل ان انام تذكرت مقولته: «لا يجب علي الانسان ان يتساءل عن معني حياته لان عليه ان يدرك انه هو من تتم مساءلته من قبل الحياه». ونمت وانا واثقه تماماً من قدرتي في البحث عن المعني.

ولان كلام الليل مدهون بزبده، بدا اليوم التالي بدايه صعبه نسيت فيها كلام الامس، فمنذ ان تركت بيتي في الصباح متجهه لجامعه القاهره، وانا اعافر للتقدم خطوه الي الامام. اضطررت ان الجا الي طريق «رأس الرجاء الصالح». وصلت الي الكليه بعد ساعتين من النضال. وكانت رحله العوده اسوا من رحله الذهاب. عدت الي المنزل وانا منتظره وصول جواز سفري من سفاره الولايات المتحده. فموعد وصول سيادته قد مر منذ ايام، ولا يتبقي علي موعد السفر الا يومان. مر اليوم وانا احمل فوق قلبي طن غم وربع طن توتر.

نمت وجهازي العصبي في اسوا حال. صحوت- ويا للغرابه- في حال مختلف تماماً: كنت هادئه، وصوت داخلي يخبرني انني قد سلمت بما قد ياتي لان غضبي وتوتري لن يغيّرا من الواقع شيئاً. بعد القهوه وجدتني في مزاج «ترويق». شمرت عن اكمامي وربطت راسي ودخلت الي غرفه مكتبي كما المحارب الصنديد، وبدات ترتيب الكتب المتراكمه والاوراق. ضحكت وانا اتساءل: كيف مر عليَّ يوم بهذا السوء علي الرغم من نبره اليقين في صوتي وانا اريد ان اقنع المستمع ان حياتنا هي في الاساس صنيعه اختياراتنا؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل