المحتوى الرئيسى

هالدور لاكسنس .. رمز أيسلندا الأدبي

10/26 14:32

تحمل ايسلندا في طياتها الغازًا متعدده لطبيعتها الجغرافيه و الجيولوجيه لتطرح اسئله متنوعه تبحث عن اجوبه و اذ بتلك الاسئله تُعرض بالادب الايسلندي الذي وجد كاتبًا استطاع الاجابه علي العديد منها ليكون ماركه ايسلندا المسجله بادبه الذي يضاهي معلمًا جغرافيًا و سياحيًا بايسلندا و هو الكاتب الكبير هارولد لاكسنس الفائز بجائزة نوبل للآداب في العام 1955.

ولد هالدور لاكسنس يوم الثالث و العشرون من ابريل العام 1902 بالعاصمه ريكيافيك لابويه جويون هيلجاسون و سيجريور هالدوريتور و في العام 1905 انتقل لاكسنس مع ابويه في عامه الثالث الي بلده قريبه من العاصمه الآيسلندية تُدعي موفيلاسبير التي تبعُد عن العاصمه بخمسه عشر كيلومتر.

بدا لاكسنس الكتابه في العام 1916 و هو في الرابعه عشره من عمره بنشر اول مقاله له بجريده الصباح الايسلنديه التي تاسست العام 1913 و في العام 1919 صدر للاكسنس اول روايه له و هو في السابعه عشره من عمره بعنوان (طفل الطبيعه) و هي عباره عن سيره ذاتيه عن طفولته و مراهقته بايسلندا لتكون تلك الروايه بدايته الادبيه و التي حفزته علي الاستزاده علمًا و ادبًا.

في العشرينات قرر لاكسنس عمل جوله سياحيه فكريه بمجهوده الشخصي حول القاره الاوروبيه ليكتشف بداخله قريحه أدب الرحلات و في تلك الرحله بدات عيونه تتفتح علي الكثير و الكثير من خفايا الارض و ثرائها الغزير متنقلاً بين البلاد الاوروبيه ما بين لوكسمبورج و فرنسا و المانيا و ياتي العام 1923 ليتم تعميد لاكسنس بالمسيحيه الكاثوليكيه ليُضاف لقريحته الادبيه البعد الروحي في كتاباته مستقبلاً علاوه علي تعلمه للاتينيه و الفرنسيه و اللاهوت لياتي العام 1924 ببزوغ شمس روايته الثانيه بعنوان (تحت الجبل المقدس).

جاء العام 1927 كنقطه انطلاق ادبيه للاكسنس بعمل عظيم ساهم في عالميه اسمه من خلال روايه (النساج العظيم من كشمير) و التي ابرزت نضجه الادبي و لتكون لاوروبا الفضل في بلوره اسمه عبر المرحله الروحانيه التي جعلت من اعماله الادبيه اسفارًا خالده تقدم الحلول الهادئه للمشاكل المستعصيه.

لم تستمر المرحله الروحانيه في حياه لاكسنس و التي تحولت الي الاشتراكيه في العام 1929 اثناء رحلته للولايات المتحده الأمريكية التي بدات في العام 1927 وقت بحثها عن ريادتها للعالم في عهد الرئيس الأمريكي رقم 31 هربرت هوفر المنتمي للحزب الجمهوري و لتلك المرحله دور في افراز عصاره روايته الثالثه ذات التوجه الاشتراكي (سِفر الشعب) ليكون قريبًا في اسلوبه من الكاتب الروسي الكبير ليو تولستوي.\nكانت للاكسنس محاولات متعدده في الولايات المتحده لايجاد مكان له في هوليوود لكتابه سيناريوهات الافلام و ظلت تلك المحاولات مستمره حتي العام 1930 ليجد لاكسنس الافضليه في العوده لبلده ايسلندا لتكون المرحله الثالثه في حياته و هي المرحله الوطنيه حيث الكتابه للوطن و التعبير عن ماضيه و حاضره و مستقبله و بدات تلك المرحله بملحمته الروائيه (سالكا فالكا) او (قصه حب سياسيه) ما بين عامي 1931 و 1932 علي جزئين و كانت تلك الملحمه تتحدث عن فتاه فقيره تعمل بصيد السمك و عالم الصيادين بايسلندا حيث المتعه و الثراء و الاستفهامات المستمره.

صدر للاكسنس في هذه المرحله ملحمته التاريخيه (الشعب الحر) علي جزئين ما بين عامي 1934 و 1935 و كان الجزء الاول يحمل عنوان (الصفوه الايسلنديه) اما الثاني فكان يحمل اسم (أوقات عصيبه) ، صدر له ملحمه روائيه عن الريف الايسلندي بعنوان (عالم الاضواء) علي اربعه اجزاء من العام 1937 حتي العام 1940 و كانت عناوين الاجزاء الاربعه:

- الجزء الاول (عالم الاضواء) 1937.

- الجزء الثاني (استراحه الصيف) 1938.

- الجزء الثالث (منزل الشاعر) 1939.

- الجزء الرابع (جمال السماء) 1940.

بعد نجاح تلك الملحمه الريفيه الايسلنديه صدر للاكسنس ملحمه ثانيه علي ثلاثه اجزاء تعبر عن مرحله من مراحل تاريخ ايسلندا:

- الجزء الاول (اجراس ايسلندا) 1943.

- الجزء الثاني (ظهور العذراء) 1944.

- الجزء الثالث (نيران كوبنهاجن) 1946.

كانت ايسلندا يومًا ما جزء من احداث الحرب العالمية الثانية حينما كانت تحت الاحتلال البريطاني العام 1940 و اذ بهذا الاحتلال يتبدل من العسكريه البريطانية الي العسكريه الامريكيه في العام 1941 حيث تواجد امريكا بايسلندا كقاعدة عسكرية حسب موافقه البرلمان الايسلندي الذي اغضب التيار الشيوعي و التيار الاشتراكي بسماح الهيمنه الامريكيه لغزو ايسلندا و لو بموافقه سياسيه و هذا ما تجسد في ملحمه لاكسنس الروائيه بعنوان (المحطه الذريه) في العام 1948 و تحكي عن تاسيس محطه ذريه بايسلندا للاعداد للقنبله الذريه التي اُطلقت في العام 1945 علي هيروشيما و ناكازاكي باليابان.

في العام 1952 كتب لاكسنس روايه (المحاربون السعداء) و هي روايه ملحميه تاريخيه تتحدث عن محاربي ايسلندا في القرن الحادي عشر و في العام 1953 حصل لاكسنس علي جائزه الاتحاد السوفيتي للسلام في الأعمال الادبيه و في العام 1955 اعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز هالدور لاكسنس بجائزه نوبل للاداب و ذلك:

(عن رواياته الملحميه ذات الحيويه القصصيه المعبره عن الاجواء الايسلنديه).

قام لاكسنس بكتابه الشعر حيث صدر له ديوانان عامي 1925 و 1930 علاوه علي الكتابات النقديه و الاعمال المسرحيه الي جانب اعماله الروائيه الخالده التي تلت الجائزه السويديه مثل:

- تحت النهر الجليدي 1968.

- تاريخ الابرشيه او الاسقفيه 1970.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل