المحتوى الرئيسى

بالفيديو والصور.. بوابة بلاد الأمازيغ يأكلها التصحر.. سيوة كنز الطبيعة المنسى عند "جبل الموتى"

10/24 21:48

في تلك المنطقه المعزوله نسبيًا، عن وطنها الام، حافظ سكانها علي تقاليدهم وعاداتهم ولغتهم الاصليه "تاسيويت" احدي لهجات الامازيغ، كما يتحدثون بلهجتهم المصريه الحديثه.. هناك في سيوه، بوابه بلاد الامازيغ، الواحه المليئه بالاسرار والكنوز الاثريه المنسيه في قلب الصحراء، حيث جبل الموتي.

من علي مسافه 300 كيلو متر عن ساحل البحر المتوسط الي الجنوب الغربي من مرسى مطروح، تدق "بوابه الاهرام" ناقوس الخطر، حيث تقع سيوه.. تلك اللوحه الطبيعه الفريده من نوعها، التي تواجه حاليًا مشكله التصحر، وزياده استهلاك المياه الجوفية من الخزان الرملي النوبي بقدر يزيد علي قدرته علي التجدد، بسبب زياده النشاط الزراعي واستصلاح الأراضى، وتدهور نظام تصريف المياه الزراعيه، بسبب الزراعه.

واضافه الي كون سيوه واحده من مناطق المخزونات الطبيعه للزراعه في مصر، التي لم يتم استغلالها حتي الان بالقدر الذي يتناسب مع الامكانيات المتوافره بها، يوجد بها ايضَا اثار تاريخيه تجعلها احد اكبر مصادر الدخل السياحي الاضافي لمصر.

من اثار سيوه، معبد "جوتبر امون" في الجهة الشرقية من واحه سيوه، ببلده الاغورمي التي تماثل سيوه في هندسه البناء تقريبا وهي مبنيه فوق صخره مرتفعه تشبه القلعه تشرف علي الجهات المجاوره وبها بقايا اثار معبد امون.

فبعد ان يمر الزائر من بوابه حصينه ومدخل صعب المرتقي، وبعد ان يجتاز بعض السراديب الضيقه، يصل الي فسحه من الارض ويصادفه في المواجهه بقايا اثار المعبد الاثري الشهير، وقد تهدم اكثره ولم يبق منه الا اثار بوابه المدخل وبعض كتابات مصريه قديمه وفي داخل المعبد غرفه الاجتماع الشهيره التي تم فيها تتويج الاسكندر ونودي به ابنا لامون العظيم ونال بركته.

جبل الموتي المصبرين: يقع هذا الحبل علي بعد كيلو متر تقريبا بحري اغورمي وهو عباره عن تل مخروط الشكل يبلغ ارتفاعه نحو 50 متراً ذو تربه جيريه. ولهذا الجبل منظر عجيب فهو من اسفله الي اعلاه عباره عن مقابر للموتي، علي شكل خليه نحل منحوته في الحجر من اسفل لاعلي في صفوف منتظمه، وطبقات متتاليه بنظام هندسي متشابه لنظام بناء الواحه القديمه نفسها، وكل مقبره عباره عن دهليز مستطيل الشكل، ينتهي الي فناء متسع مربع الشكل ومن هذا الفناء تتفرغ جمله فتحات او مقابر لوضع الموتي بها وينزل اليها بسلم درجه او اثنتين ولا تزال علي الحوائط بقايا كتابات مصريه قديمه.

ومن سنين مضت، كانت الجماجم وعظام الموتي تشاهد بكثره منثوره علي الارض وقد نُبشت هذه المقابر بشكل يدل علي الوحشيه في سبيل البحث عن الذهب ولم يبق منها للان الا بعض عظام قليله، وحتي وقت قريب كان بعض الفقراء من اهالي الواحه يسكنونها شتاءً لتقيهم بروده الطقس، في الوقت الذي تصبح فيه منازلهم الطينيه الخاليه من منافذ النور غير محتمله لشده البروده.

كان اهالي سيوه ينتقلون الي هذا الجبل والي جبل الدكرور في اوقات معلومه في السنه ويقيمون بها حوالي السبعه ايام في زمن مخصوص يسمي بعيد الثوم، وياكلون فيه الثوم فقط، وذلك في وقت تغير فصول السنه، ويعتقدون ان هذا يعطيهم مناعه من الامراض، خاصه حمي الملاريا التي كانت منتشره، وقد استبدل عيد الثوم بعيد الحصاد، واصبح عيداً سياحياً وعلامه تاريخيه في سيوه.

من ابرز معالم سيوه اطلال البلده القديمه المعروفه، باسم "شالي". كما توجد فيها اثار معبد امون مقر احد اشهر عرّافي العالم القديم، وهو الذي زاره الاسكندر الاكبر عام 333 قبل الميلاد، حيث نصبه الكهنه ابنا للاله امون وتنباوا له بحكم مصر والعالم القديم المعروف في ذلك الوقت.

كما تكثر في واحات سيوه الينابيع والبحيرات الصغيره وعيون المياه العذبة مثل عين كيفاره، وتشتهر بتمرها وزيتونها ومنتجات الزيوت والصناعات اليدويه من سجاد والمنسوجات.

في فبراير 1907 زارها الخديوى عباس حلمى الثانى، فمن مطروح انتقل اليها من مسرب درب الخالده، مستقلاً عربه "فيتون" تجرها ثلاث جياد تستبدل كل نصف ساعه –ومعه 71 جواداً– تسير الرحله 6 ساعات يوميا، ثلاثه في الصباح وثلاثه قبل حلول الظلام، ووصل سيوه بعد سفر 6 ايام واقام فيها 4 ايام داخل "صيوان" كبير مقسم من الداخل الي عده غرف و"صيوان" اخر للاستقبال والتشريفات.

وتذكر كتب التاريخ انه بعد ان استولي الاسكندر علي مصر وشرع في انشاء مدينه الاسكندريه، خطر له ان يزور معبد امون بسيوه، الذي نال شهره عمت افاق العالم القديم باسر، وفي شتاء عام 331 ق.م خرج الاسكندر بموكبه من الاسكندريه يصحبه بعض رفاقه مع وحدات من الجيش متجه الي ناحيه الغرب الي باراتونيم (مرسي مطروح) حاليا ومنها الي الجنوب في طريق القوافل المعروفه باسم سكه السلطان.

ويحكي انه بعد ايام نفذ الماء الذي معهم واستولي الرعب الجميع وحاورا فيما يفعلون، الا ان العنايه الالهيه قد حلت فقد هطلت امطار غزيزه مع ان هذه المنطقه نادره المطر وبذلك استطاعوا ملئ حرارهم من السيل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل