المحتوى الرئيسى

البحث عن رئيس!

10/24 01:31

هكذا هو قدر الامه ـ اي امه ـ ان تبحث عن حاكم عادل.. او رئيس يصلح رئيساً لها.. يقودها الي الخلاص.. وهكذا هو الحال معنا نحن الامه المصريه..

هكذا فعل شعب مصر.. منذ قرنين واكثر، اذ بعد ان خرج الجيش الفرنسي من مصر تولي  حكمها ـ نيابه عن السلطان العثماني ـ خمسه  ولاه عثمانيين.. في حوالي سنتين فقط.. الاول خسرو باشا الذي خلعه الشعب.. والثاني طاهر باشا الذي قتل.. والثالث احمد باشا الذي طرد.. والجزائرلي وكان الرابع وقد قتل.. اما خورشيد باشا فكان الوالي الخامس.. وقد عزله الشعب الذي ثار عليه وكان ذلك يوم 12 مايو 1805.

<< اذ زادت مظالم هذا الوالي العثماني.. وتنادي زعماء الشعب وقياداته الي مظاهره عارمه تلتقي عند دار المحكمه ـ في بيت القاضي ـ وخرج اكثر من 50 الف مصري استجابه لمطالب الزعماء.. وكان هتافهم: يارب يا متجلي.. اهلك العثمانلي..

وفي يوم الاثنين 13 مايو 1805 عقد زعماء الشعب اجتماعا لم تر البلاد مثيله بدار المحكمه.. بينما المتظاهرون يدعمون زعماءهم، ويحيطون بدار المحكمه.. وتحدث الزعماء فكشفوا مظالم الوالي، ودار حوار سجله مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه «تاريخ الحركه القوميه.. الجزء الثاني» اذ وقف السيد عمر مكرم زعيم المصريين قائلاً: اننا خلعنا خورشيد  باشا من الولايه، فرد محمد علي باشا: ومن تريدونه والياً؟! فقإل ألجميع في صوت واحد: لا نرضي الا بك.. وتكون واليا بشروطنا لما نتوسمه  فيك من العداله والخير.. فاظهر محمد علي تردداً وامتناعاً حتي لا ينسب اليه انه المحرض علي الثوره،  وقال انه لا يستحق هذا المنصب وان هذا التعيين يمس حقوق السلطان.. فالح عليه وكلاء الشعب وقالوا جميعاً: اخترناك براي الجميع والكافه والعبره برضا اهل البلاد، واخذوا عليه العهود والمواثيق ان يسير بالعدل والا يبرم امراً الا بمشورتهم.. وقبل محمد علي ولايه الحكم.. وهنا نهض عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والبساه خلعه الولايه، وكان ذلك وقت العصر.. ويقول الرافعي: في هذا اليوم تجلت سلطه الامه ممثله في اشخاص زعمائها وذوي الراي فيها.. وتجلت سلطه الامه في خلع الوالي الذي لا ترتضي حكمه واسناد ولايه الامر الي من انتخبه زعماء الشعب ووكلاء الامه.. وتلك اول مره في تاريخ مصر الحديث.. وكان الولاه يعزلون بقوه الجند واراده المماليك، ولكن هذه المره كان الانقلاب شعبياً.. لانه و قع باراده الشعب  وبقوه  الشعب..

<< اليس هذا هو ما يحدث هذه الايام.. الشعب عزل رئيسين في عامين، الاول اجبر علي التنحي والتخلي عن سلطاته.. والثاني ثار الشعب واجبر الرئيس.. اي عزله الشعب.. ووسط هذا كله مازال الشعب ينتظر اختيار الرئيس الجديد، او الحاكم الجديد الذي يكون علي غرار محمد علي  لنعيد معه وتحت رايته بناء مصر الحديثه..

هل هذا هو ما ينتظره الشعب.. وهل عبدالفتاح السيسي يمكن ان يكون محمد علي الجديد.. اي يختاره الشعب ويحمله علي الاعناق ليجلسه علي كرسي الحكم.. اليس كل هذا شبيها بما جري بمصر في مايو 1805؟! اليس خروج 33 مليون  مصري يوم 30 يونيه هو التفويض الذي منحه الشعب للفريق السيسي.. فماذا ينتظر سياده الفريق؟!

<< هل مصر تبحث عن زعماء يحملون الفريق السيسي الي مقر الحكم في الاتحاديه بمصر الجديده..  ولكن من هم زعماء الشعب الذين قاموا بهذا الدور عام 1805 واجلسوا محمد علي، علي عرش مصر.

<< الاول كان هو  الزعيم الشعبي ابن اسيوط السيد عمر مكرم وكان نقيباً للاشراف والثاني كان هو الشيخ عبدالله الشرقاوي شيخ الأزهر.. واذا كان الاول يمثل الزعامه الشعبيه السياسيه.. فان الثاني كان يمثل الزعامه الدينيه.. بحكم انه كان شيخاً للجامع الازهر.. ورئيس  الديوان.

وكان الزعيم الثالث: السيد احمد  المحروقي شاه بندر التجار اي كبير رجال المال والاعمال المصريين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل