المحتوى الرئيسى

عودة الحلقات الدينية التقليدية الى مقديشو بعد سنوات من الغياب

10/23 20:20

تعتبر الحلقات الدينيه مصدرا اساسيا لتلقي المعارف الدينيه

تعتبر الحلقات الدينيه او التكايا مصدرا اساسيا لتلقي المعارف الدينيه في الصومال.

وعادت هذه الحلقات الي الحياه مؤخرا بعد غياب طويل بسبب الحرب في البلاد.

ويهيمن علي هذه الحلقات اتباع الطرق الصوفية في البلاد.

ويعد التعليم الديني المعروف في الصومال بنظام "الحلقات" الوسيله الاساسيه لتلقي المعارف الدينيه عبر القرون، وتشكل اللغة العربية عماده الاساسي، ويتوارث شيوخ الطرق الصوفيه هذه الحلقات التي تنتج رجإل ألدين الذين يقومون بادوار متعدده في المجتمع.

ويدير الشيخ "عثمان حدغ" (72 عاما) وهو عالم صوفي ينتمي الي الطريقه الادريسيه العريقه، احدي اشهر المراكز الدينيه المتوارثه في الصومال علي طريقه الحلقات، والتي يزيد عمرها علي القرن.

ويقول الشيخ عثمان ان نظام الحلقات هو الوسيله الوحيده لتلقي العلوم الدينيه في الصومال.

ويضيف "ان طلبه العلوم الدينيه يدرسون ثلاثه علوم تاتي تحتها فنون عده، العلوم الشرعيه وتشمل الفقه علي مذهب الامام الشافعي، وعلوم الحديث والتفسير، والعلوم العربية وتشمل اللغه وادابها والنحو والصرف والبلاغه، والعلوم الروحيه وتشمل التصوف والتربيه الروحيه والطريقه.

وتبدا الدراسه في هذه التكيات بحفظ المتون والمختصرات في فروع العلوم الإسلامية واللغه العربيه، حتي يتقنها الطلاب، ثم ينتقلون الي دراسه الفنون المختلفه، كل حسب رغبته.

وبعضهم يحصلون علي منح دراسية في الخارج لمواصله التعليم العالي النظامي.

ويقول الشيخ محمود فنح (35 عاما) وهو مدرس في احدي الحلقات المتفرعه عن حلقه الشيخ عثمان حدغ "ان شيوخ الحلقات يقومون بتوجيه بعض الطلبه الي دراسه فن معين للنبوغ فيه".

ويضيف الشيخ فنح "يبدا الطالب في هذه الحلقه بدراسه مبادئ الفقه الشافعي، ثم بعد ان يجتاز الامتحان ينتقل الي دراسه مقدمات التصوف والادب والسلوك، ثم ياتي دور النحو والصرف، وهذا يساعد الطالب علي اكتساب معرفه دينيه جيده"ز

ويدرس الطلبه من كل الاعمار في الزوايا والتكيات التابعه لشيوخ الطرق الصوفيه لتلقي المعارف الاسلاميه، دون دفع رسوم، حيث ان الهدف النهائي هو تخريج رجال دين يتصفون بالاعتدال، لذا فشروط الالتحاق مخففه.

ويقول الشيخ عباس شيخ حسين (47 عاما) "هناك شرطان فقط للدراسه هنا، ان يكون الطالب حافظا للقران بكامله وان يكون ذا سلوك حسن، والدراسه في التكايا الصوفيه تتم وفق منهج الاعتدال، فلا مكان للتطرف الديني عندنا، فالطالب يتربي علي حب الناس والاخلاق العاليه".

ويتحمل بعض شيوخ المراكز الدينيه نفقات الطلبه الذين لا تتوفر لهم اماكن للسكن، او يستضافون من قبل المحسنين حيث يتقاسمون معهم العيش ويعتبرونهم كابنائهم حتي تخرجهم او حصولهم علي الاجازه. ويسمي نظام الاستضافه بنظام "الجلّ" ( الكفاله) حيث تقصد العائلات المقتدره شيخ الحلقه وتطلب منه ان تتكفل باحد الطلبه او اكثر طلبا للبركه.

والي جانب الدراسه الدينيه واللغويه يقوم الطلبه في اوقات الاستراحه بالتاملات الروحيه وتاديه حلقات الذكر والإنشاد الديني، وقصائد المديح النبويه وفق تقاليد متوارثه لتنشيط الطاقه الروحانيه لدي الطلبه.

وتقام هذه الاعمال التي تسمي ايضا محليا بـ"الوظائف" في التكايا او في المساجد او في الساحات الملحقه بها، وتتنوع مناسباتها حسب الانتماء الي طريقه صوفيه معينه.\nفالطريقه القادريه - نسبه الي الشيخ عبد القادر الكيلانى- تقام في ليالي الاربعاء، اما اتباع الطريقه الادريسيه -نسبه الي السيد أحمد بن إدريس الفاسي- فتقام في ليالي الاثنين والخميس، اضافه الي موسم المولد النبوي، وكذلك الحوليات التي تقام لشيوخ الطرق الصوفيه والتي تتزامن مع ذكري وفاتهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل