المحتوى الرئيسى

لا منتصر في ازمة الدين الاميركي

10/17 09:05

وصلت الازمه السياسيه الحاده التي هزت الولايات المتحدة الي تسويه لم يخرج منها اي فريق منتصرا، سواء الرئيس باراك اوباما او خصومه الجمهوريين او حتي الاميركيين انفسهم، براي المحللين.

وفي المقابل فان الكارثه التي تفادتها واشنطن في اللحظه الاخيره باقرار نص يبعد احتمال تعثرها في سداد مدفوعاتها ويعيد فتح الادارات الفدراليه المشلوله منذ اكثر من اسبوعين، تطرح سؤالا عمن هو الخاسر الأكبر في هذه الازمه.

وبعد 16 يوما من التعطيل صادق الكونغرس بمجلسيه مساء الاربعاء علي تسويه للخروج من الازمه بتصويته علي رفع سقف الدين ما ابعد خطر تخلف الاقتصاد الاول في العالم عن السداد واتاح اعاده فتح الادارات.

غير ان الهزيمه الاشد كانت علي رئيس مجلس النواب جون باينر الذي اقر الاربعاء "لقد خضنا معركه من اجل قضيه عادله لكننا لم نربح".

وتحت ضغط كتله حركة حزب الشاي المحافظه المتطرفه، تشدد باينر وطالب بتنازلات كبري تتعلق باصلاح نظام الضمان الصحي الذي اقره اوباما والمعروف باسم "اوباماكير"، وهو الانجاز الاكبر في حصيله اوباما الاجتماعيه، لكن تبين ان هذه الاستراتيجيه كانت فاشله.

فالتسويه التي اقرت لم تمس بنظام "اوباماكير" بشكل جوهري في حين تراجعت نسبه تاييد الرأي العام للجمهوريين بشكل حاد من شانه ان يبعث الامل لدي الديموقراطيين باستعاده مجلس النواب في الانتخابات التشريعيه الجزئيه المقرر تنظيمها في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 في منتصف الولايه الرئاسيه، بحسب ما عكست بعض استطلاعات الراي.

وقال باتريك غريفن استاذ العلوم السياسية في الجامعه الاميركيه في واشنطن ان اعضاء حركه حزب الشاي الشعبويه "ربما فقدوا من هيبتهم" علي الصعيد الوطني مع هذا الفشل "لكنهم جمعوا الكثير من الاموال وشعبيتهم لم تتراجع علي الارجح في دوائرهم".

واعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الاربعاء ان "لا رابح في هذه القضيه. هذا ما قلناه منذ البدايه .. لان هذه هي الحقيقه".

لكن الواقع ان الرئيس الديموقراطي صمد بوجه الجمهوريين بعدما اقسم علي عدم التنازل لخصومه الذين اتهمهم بطلب "فديه" سواء في قضيه الميزانيه او رفع سقف الدين.

وقال توماس مان من معهد بروكينغز ملخصا الوضع "لكان من العبثي التفاوض علي رفع سقف الدين. ان التهديد بالتعثر في السداد كان اشبه بعمل ارهابي ولا يجوز التفاوض مع الارهابيين".

لكن بعد عام علي اعاده انتخابه وما اثارته من امل في خفض حده التوتر في واشنطن ما زالت حصيله اوباما تفتقر الي اقرار عنصر واحد من برنامجه التشريعي.

وان كان كرر مساء الاربعاء دعوته الي انجاز اصلاح لنظام الهجره، الا انه من غير المتوقع ان يقدم الجمهوريون علي اي خطوه تدفع برنامجه بعد هذه الازمه الجديده التي اضرت بمكانه الولايات المتحده في العالم ولقيت تسويه موقته تنذر بازمات اخري مقبله.

ولفت جيمس ثوربر المساعد السابق لاعضاء في الكونغرس والاستاذ في الجامعه الاميركيه الي ان "الرئيس حصل علي ما كان يريده واعتقد بالتالي انه رابح لكنه يجد نفسه ايضا امام مواجهه كبري جديده ستاتي في كانون الاول/ديسمبر" حين سيترتب خوض مفاوضات جديده حول الميزانيه.

وراي مان ان اوباما "اضعف الحزب الجمهوري لكنه عمليا لم يزد قدرته علي دفع برنامجه".

كذلك تضررت نسبه شعبيته جراء الازمه فباتت تتراوح بين 43 و48 بالمئة بحسب معاهد الاستطلاعات، فيما سيستمر التقشف المالي المطبق منذ اذار/مارس بعد فشل مفاوضات سابقه حول الميزانيه.

من جانب آخر فان هذه الازمه قد تزيد من اشمئزاز الاميركيين حيال ممثليهم، وليس الجمهوريين فحسب، براي لارا براون خبيره العلوم السياسيه في جامعة جورج واشنطن.

وقالت متحدثه لتلفزيون فرانس برس ان "الشعور العام هو نفور من السلطه القائمه ورغبه في طرد جميع المسؤولين في واشنطن".

وقال كارني ان "الاميركيين دفعوا ثمن" هذه الازمه التي "لم تكن ضروريه علي الاطلاق".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل