المحتوى الرئيسى

كمال الهلباوي المنشق الاخواني الأشهر : للمرة الأولى تصبح العداوة بين الاخوان والشعب المصري وليس النظام

10/17 01:58

- الدكتور كمال الهلباوي قيادي اخواني سابق كان سفيرا مقيما للجماعة في اوروبا ردحاً من الزمن لكنه عاد من الخارج بعد ثورة 25 يناير 2011 ليبتعد تماما عن التنظيم بعد ان رأى قياداته تتخبط في قراراتها وتتلون في سلوكياتها خصوصا وان افكاره الاصلاحية كانت ارقى واكبر من ان تستوعبها الجماعة «الوطن» حاورت هذا الرجل الذي يبدو متصالحاً مع نفسه ومهموما بامر الوطن في المقام الاول فتحدث على طبيعته وعفويته فاكد ان الجيش المصري انقذ مصر من الدخول في أتون الدولة الفاشلة داعيا الله تعالى ان يتمكن من تنظيم «القاعدة» قبل ان يتمكن منه ومقترحا على المؤسسة العسكرية ان تتعاون مع المدنيين والاشقاء في بلدان الخليج للعمل سويا في مجال البحث العلمي واستحداث مؤسسة «التفكر في خلق السماوات والارض» كطريق ياخذنا الى التقدم الذي لا يجعلنا تبعا لامريكا او غيرها.في حوار له مع صحيفة "الوطن" الكويتية الأكبر توزيعا والأكثر انتشار أجراه الصحفي المتميز فوزي عويس في القاهرة دعا الدكتور الهلباوي دعا في حوارنا معه التيار الاسلامي احزابا وجماعات الى الابتعاد عن الساحة السياسية لمدة عشر سنوات كي يعودوا اكثر قبولا في اوساط الشعب الذي بات يحرض الحكومة على التعامل معهم بقسوة تتجاوز حدود القانون، ونفى وبشكل قاطع ان يكون عاملا على تبييض وجه الجماعة الذي اصبح أسودا لكنه ابدى اعتراضا على العمل لاجل وضعها في القائمة الدوليه للارهاب لاجل مصلحة مصر، كما ابدى تفاؤلا لافتا بسير العمل في لجنة «الخمسين» وبشر بدستور توافقي، وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وقال بانه يعاني من فوبيا السيسي وفتح على نفسه ابواباً لن يستطيع اغلاقها ناصحاً اياه ان يعمل اولاً على تحرير بلاده من القواعد العسكرية الامريكية، كما نصح الدكتور يوسف القرضاوي ان يحتفظ بهيبته والا يفقدها كما فقد د. مرسي حكم مصر، فالى حصاد الحوار مع د. الهلباوي الذي لايزال على قناعة تامة بفكر حسن البنا.

- قلت بان هناك مساعي حثيثة للاصلاح من عدة اطراف منها «الاخوان» والسؤال: لماذا تصر على تبييض وجه الجماعة؟

- «مش ممكن ابداً ابيض شيء اسود» ولا يمكن لي بحال ان اسعى في هذا الاتجاه لكن لابد وان يدرك الناس انني مع المشروع الاسلامي بعدله وفضله ووسطيته وربانيته وحرياته الواسعة وشمول فهمه ذلك لان القيم التي نسعى اليها جميعا راسخة في الدين الاسلامي الا ان ما رأيناه على منصة «رابعة العدوية» وغيرها فليس صورة اسلامية على الاطلاق وان تسموا بمسميات اسلامية، فمن يكفر مسلمين ويهدد بسحقهم لا يمكن ان يكون معبرا عن المشروع الاسلامي ولكن امثال هؤلاء يبغضون الناس في هذا المشروع فكيف لي ان ابيض شيئا سوده البعض؟ ونحن لا ندعو الى دين جديد بل لمشروع اسلامي ومن شاء ان يقتنع بدعوتنا فليقتنع ومن اراد الا يقتنع فهذا شأنه.

- ما الدور الذي تلعبه شخصياً في اطار جهود المصالحة؟

- انا شخص في مجموعة تحاول منذ قرابة ثلاثة اشهر تأدية دور في اطار المصالحة ولقاء الكثير من الشخصيات الاسلامية المعتدلة للحوار في هذا الشأن.

- مثل المستشار محمود الخضيري والدكتور سمير عليش والسادة محمد علي بشر وشريف ابو المجد وسعيد عماره وغيرهم من اساتذة الجامعات علنا نتمكن من التوصل الى حل، وهذه المجموعة ليس منهم من هو اخواني سوى محمد علي بشر.

- ومحمود الخضيري.. اليس اخوانيا؟

- هو يقول بذلك لكن هل تصدقه؟

- لا اظن انه اخواني، قد يكون ذا هوى اسلامي انما ليس باخواني ومن له هوى اخواني فان التنظيم يجذبه فورا.

- هل تتفق معه في قوله بان الاخوان كالعادة سيخرجون من ازمتهم الحالية اكثر قوة؟

- لا.. لا.. فهذه المرة على عكس المرات السابقة والشواهد بارزة ومن اهمها أن الاخوان ازماتهم السابقة كانت مع النظام والسلطة واجهزة الامن اما الآن فمشكلتهم مع قطاع عريض جدا من الشعب فالناس لم تعد تطيق سماع اسم الاخوان بل انهم من يحرضون الحكومة على ضرورة معاملتهم معاملة اقسى من القانون.

- ما دمت تستشهد كثيرا برسائل واقوال حسن البنا فهل تؤيد اعادة هيكلة الجماعة واعادة انتاجها على فكر حسن البنا رحمه الله؟

- هناك الآن مجموعة محترمة من الشخصيات يقودها المحامي مختار نوح تعمل على اعادة مفاهيم التيار الاسلامي باكمله لانه ووالله لو لم يوجد في مصر الا السلفيون والجهاديون والجماعة الاسلامية والاخوان لضربوا بعضهم البعض بالنيران في الشوارع، هذا بافتراض عدم وجود ليبراليين وقوميين وغيرهم، ولعل حسن البنا كان من ابرز من تكلم في العصر الحديث عن هذه الامور.

- كيف وبداية الاغتيالات السياسية كانت في عهد حسن البنا فقد قيل انه وبسبب فتواه بتكفير الحكام قتل القاضي الخازندار ثم قتل النقراشي باشا رئيس الوزراء بعد ان عارض نهج الاخوان الذين كانت تربطهم به علاقة طيبة؟

- هذا افتراء شديد على حسن البنا الذي كان من اشد الناس كراهية لعملية التكفير لكن اذا كفّر انسان ما نفسه فان حسن البنا لا يمكن ان يمنع عنه هذا الكفر؟ ثم ان الفترة التي اشرت اليها كانت الاحزاب الاخرى عندها ميلشيات وكانت هناك القمصان الزرق والبيضاء والخضراء كرموز لها وقد قال حسن البنا عن الذين ارتكبوا جريمتي قتل الخازندار والنقراشي: «ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين»، ولكن هؤلاء تشربوا برؤى فردية وقد وجدوا من وجهة نظرهم ان الآخرين يستأهلون العقاب تماما كما الجماعات المتشددة الآن التي تميل في نهجها الى العنف ولم يكن هناك آنذاك تنظيم قاعدة ولا جماعة اسلامية ولا جهادية ولا سلفية جهادية او ما شابه.

- على اي اساس قلت بان احتجاز الرئيس المعزول د. محمد مرسي امر خاطئ لا أفهمه؟

- لم اقل بهذا الكلام ابداً.

- احيلكم الى جريدة الاخبار اول من امس؟

- ما قلته ان احتجازه يجب ان يكون معلوما للناس ولاسرته وانه يجب ان يعامل كما عومل حسني مبارك لانني ضد انتهاك كرامة اي شخص ولكني مع عقاب كل من ارتكب جرما كبيراً كان هذا الجرم ام صغيرا.

- هل لديك دليل ما على ان الرئيس المعزول مرسي تساء معاملته؟

- لا نعرف ان كانت معاملته حسنة ام سيئة وهناك تصريحات عامة.

- لماذا لا تطلبون في المجلس القومي لحقوق الانسان وانت عضو فيه زيارته للتأكد من هذا الامر مادام انه يشغلكم هكذا؟

- لم نبدأ بعد ومن الممكن ان نطلب هذا بالنسبة له ولغيره في حدود صلاحيات المجلس القومي لحقوق الانسان .

- حدثني عن لجنة الخمسين المكلفة اجراء التعديلات الدستورية على دستور 2012 الذي كتبه التيار الاسلامي وما مدى رضاك عن عملها وانت النائب لرئيسها؟

- اولا اللجنة شاملة من حيث التركيبة وتختلف عن السابقة التي كان %90 منها من التيار الاسلامي اي من نمط واحد وها هي تعمل بروح طيبة وغير فئوية بالمرة على الرغم من الاختلاف بين اعضائها احيانا في وجهات النظر، وما ذلك الا لانها مصرة على العمل لاجل مصر وليس من اجل فئة او جماعة او تيار ما، والجميل في لجنة الخمسين هذه انها تعمل متطوعة ولا يتقاضى اي عضو فيها اي اجر كما انها لا تقبل اية ضغوط من كائن من كان، والحمدلله ان لجان اللجنة النوعية الاربعة فاعلة خصوصا لجنة الحوار المجتمعي التي فتحت حوارا مع كل الجهات والمؤسسات واستمعت لكل الآراء والطروحات بدقة واهتمام وعرضت وتعرض كل الافكار على لجنة الصياغة مع كل المواد التي يتم تعديلها مع الاسترشاد بآراء لجنة الخبراء العشرة وكلهم من المحكمة الدستورية العليا وذلك ضمانا لدستورية المواد ولكي لا يدعي احد ويرفع اية دعوى بالبطلان مستقبلا، وعليه فالعمل مستمر وهناك نقاط مشجعة وايجابية جدا اكثر من النقاط السلبية.

> لكن دستور 2012 مهدد بالبطلان واذا ما صدر حكم بذلك فان التعديلات التي تجرونها الآن عليه وان كثرت تصبح باطلة وهذا ما يخشى منه الكثيرون؟

- غير صحيح فعبارة اجراء التعديلات الدستورية الواردة في القرار الجمهوري من الألف الى الياء ولم تحدد مواد بعينها وعليه فان التعديل شامل وسيكون نصا جديدا وهذه الرؤية يؤكدها خبراء معنا من المحكمة الدستورية.

- بم تعلق على ما يردده البعض من ان لجنتكم هذه معينة وليست منتخبة وجاءت لكي تدمر الدستور الذي كتبه الاسلاميون؟

- جيد جدا انهم يقولون: «الدستور الذي كتبه الاسلاميون»، فهذا اعتراف منهم بان الدستور كتبه تيار ما وكان ينبغي على هؤلاء ان يقولوا: «الدستور الذي وضعه الشعب» وقد عارضت شخصيا ومبكراً مواد ذلك الدستور ، واعترف الدكتور مرسي نفسه بضرورة تشكيل لجنة لمراجعة مواد الدستور وطالب الكثيرون بذلك ولكن لم يتم هذا، وها نحن الآن شرعنا في تحقيق هذا المطلب والامر لا يفرق كثيرا سواء كنا منتخبين او معينين فكما قلت نحن لا نتقاضى اجراً وكل ما كان يهمنا وتحقق ان الازهر والكنيسة والاسلاميين والليبراليين والكتاب والمفكرين والفنانين وغيرهم ممثلون في هذه اللجنة خلافا لما حدث من قبل.

- انت شخصياً اعترض عليك نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي وقال بانك لا تمثل حزبا اسلاميا؟

- صحيح انني لا امثل حزبا اسلاميا ولكنني امثل شعبا اسلاميا وامثل فكرة اسلامية، ثم لننظر الى الاسماء التي تمثل الاسلاميين في اللجنة سنجدهم كلهم شخصيات محترمة جدا كفضيلة المفتي والدكتور عبدالله النجار والدكتور محمد سعد الهلالي، وهل المفروض ان من يمثل الاسلاميين في اللجنة يكون عضوا في تنظيم ما او في جمعية خيرية؟ نحن يا اخي نبحث عن محتوى لا عن شكل.

- ماذا تقول عن محاولات حزب النور المتكررة للانسحاب من لجنة الخمسين؟

- والله اذا حزب النور اراد الانسحاب من الحياة السياسية فأنا مؤيد له واشجعهم على ان يكون هذا لمدة عقد من الزمان ومعهم الاخوان وكل التيارات الاسلامية.

- كي لا يكون هناك سياسة في الدين او دين في السياسة يعني؟

- لا وهذه المسألة بحاجة الى تفصيلات لان المعنى في الغرب يختلف عن المعنى في الشرق، وعموما فان سوء اداء الاسلاميين سواء في المعارضة او في الحكم كان يستدعي منهم هذه الخطوة فقد تحبطوا وغالبوا ولم يشاركوا وسيطروا على كل شيء بعد وصولهم الى السلطة.

- تؤدي هكذا خطوة لكي تسترد مصر انفاسها؟

- لكي تسترد مصر انفاسها ولكي يعودوا بعد ذلك ويصبح لهم قبول لدى الشعب الذي وللاسف وجد نفسه مضطرا وللمرة الاولى الى ان يقف ضد الاسلاميين الذين كانت مشكلتهم دوما مع النظام والسلطة اما الآن فمع قطاع عريض من هذا الشعب.

- هل تستاهل جماعة الاخوان خطرهم مجددا في مصر؟

- «والله يستاهلوا اللي بيحصل لهم» فهذه الجماعة جاءت لكي تقيم العدل او هكذا زعموا لكنهم وهم في الحكم اشهروا جمعيتهم في يوم واحد بينما كثير من الجمعيات الاخرى الطالبة للاشهار تسعى الى ذلك منذ اكثر من عام، لقد قدموا في هذه الجزئية نموذجا سيئا جدا، الامر الآخر ان الجهات المعنية والمسؤولة قالت ان الجماعة انحرفت واستخدمت الدين لتحقيق اغراض سياسية بعيدة تماما عن اهداف المعية التي اشهروها.

- هناك مطالبات الآن بضرورة توثيق جرائم الاخوان وادراج الجماعة ضمن القائمة الدولية للارهاب فالى اي مدى ترى ان ذلك بات استحقاقا ضروريا؟

- مصر لم تعرف الارهاب منذ الثمانينات الا من خلال ما حدث في سيناء بشكل خاص بالاضافة الى ما شهدته كرداسة ودلجا واسوان من عمليات ارهابية، ووصف اي جماعة بالارهاب يعني استقصادا لهذه الجماعة وفي هذه الحالة ان لم تستطع الدولة ان تفعل شيئا في مواجهة ارهاب هذه الجماعة فستضع نفسها تحت المراقبة الدولية وستكون عرضة للتدخل الخارجي، وشخصيا ارى ان القوات المسلحة والشرطة يقومون بواجبهم في تطهير سيناء من العمليات الارهابية ومواجهة اعمال العنف هنا وهناك واعتقد ان هذه المواجهة لن تنتهي خلال شهر او شهرين وربما تستمر عاما كاملا فكثير من عقول الشباب تلوثت بأفكار غير سوية وترسيخ مفهوم ان ما حدث كان انقلابا عسكريا.

- كيف تستشرف حصاد محاولات التنظيم الدولي للاخوان الذي يحاول الآن اثبات وجوده من خارج مصر؟

- بالتأكيد سيجتهد في محاولات اثبات وجوده ولكن ليس هناك معلومات او تفاصيل دقيقة عن هذا الامر، وقد كان اجتماعهم في لاهور وانقرة يستهدف دراسة الموقف في مصر وكيفية خروج الجماعة من ازمتها وما عرفته ان قيادات هذا التنظيم لم يتفقوا على امر واحد ولم يقبلوا بما يقولوه بعض قيادات الاخوان بشأن ما حدث في مصر، وما اريد توضيحه هنا ان مثل هذه المؤتمرات للتنظيم ليست شيئا جديدا كما تصوره وسائل الاعلام وانما تحدث منذ زمن وشخصيا كنت امين عام مجلس التنسيق بالجامعات الاسلامية وكان البروفسيور خورشيد احمد رئيس المجلس خلال حقبتي الثمانينات والتسعينيات.

- هل مصر نجت من الوقوع في فخ الدولة الفاشلة وهو الامر الذي سبق وحذرت منه؟

- حتى الآن لا ولكنها في طريقها للنجاة.

- هل الجيش هو من رمى بطوق النجاة؟

- بالطبع، ففي الديموقراطيات الغربية يكون هناك حزبان او ثلاثة يتداولون السلطة وهذا غير متوافر عندنا في مصر ولهذا فانه في حالة سقوط الحزب الاول الذي يحكم او سقوط الحاكم لا يوجد من يمسك بالبلد ويضبط الامن والحدود ويحافظ علي وحدة الوطن سوى الجيش وهذا ما كنا نتوقعه كأحد السيناريوهات المتاحة قبل سقوط حكم الدكتور محمد مرسي والاخوان، والجيش المصري بخبراته المتراكمة وتخصصاته الكثيرة وانضباط قادته وضباطه وافرداه استطاع ان ينقذ مصر من الوصول لمرحلة الدولة الفاشلة او من وصمها بالارهاب.

- وماذا بشأن النظام الانتخابي ايهما الاقرب الفردي ام القوائم؟

- المشكلة ليست في النظام الفردي او في نظام القائمة بل في العدوان على المقاعد الفردية من جانب الاحزاب؟

- هل يمكن الخلط بين النظامين في سبيل تجاوز الخلاف على هذه الجزئية؟

- وهذا احسن وافضل الآن.

- بعد زوال الفاشية الدينية عن حكم مصر ألا ترى ان هناك بوادر لفاشية ليبرالية يخشى ان تصل الى مؤسسة السلطة؟

- لا احب وصف الاسلاميين او الليبراليين بالفاشية، هذا وصف دعه لموسوليني واصحابه، نعم هناك اخطاء وجرائم ارتكبت لكن لا احب وصم مصر بالفاشية او الارهابية.

- ما ردك على الذين يقولون بإن مصر على مشارف دولة بوليسية جديدة واجراءات استثنائية عديدة سوف تستدعي عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك؟

- هؤلاء الذين يقولون بهذا الكلام لا يفهمون ولم يستوعبوا التغيير الذي حدث في مصر وقيام توثيق في عامين، واعتقد ان اي انحراف عن اهداف هاتين الثورتين سوف يؤدي بالضرورة الى ثورة ثالثة ورابعة وحتى خامسة، نحن امامنا اولويات لابد من الانتباه لها والعمل على تحقيقها وعلى رأسها المحافظة على وحدة الوطن ومحاربة الارهاب الذي اطل على مصر وقد رأينا اعلام «القاعدة» في الشوارع ورغم ذلك يدعون ان مظاهراتهم سلمية كما شهدنا قتل الجنود الابرياء المتكرر في سيناء، وادعو الله ان يقوم الجيش بمهامه ومسؤوليته على اكمل وجه فهو الجيش العربي الباقي على قوته وآمل ألا تنال منه يد السوء ، وانا لا اريد رؤية نسائنا وبناتنا امام المساجد في الخرطوم او في ليبيا كما ارى النساء والبنات السوريات امام الجوامع في مصر، والله انني ابكي عندما اراهن.

- تنظيم «القاعدة» يا سيدي يدعو الآن لحمل السلاح ضد الجيش والشرطة في مصر؟

- ادعو الله عز وجل ان يمكن الجيش المصري منهم قبل ان يتمكنوا من مصر.

- هناك مطالبات بفتح ملف «الارمن» في مصر ردا على التدخلات التركية الرسمية في الشأن المصري الداخلي فما رأيك؟

- «خلونا بعيد» وكفى ما عندنا من مشكلات وازمات ومن يريدون ذلك لهم ان يطلبوا هذا من الامم المتحدة، لقد فتح اردوغان على نفسه ابوابا من العنت لم ولن يستطيع ان يغلقها.

- أتراه «أردوغان» يعاني من فوبيا السيسي؟

- ممكن، فهو يرى انه زعيم كبير وفجأة ظهرت شخصية كبيرة جديرة بالاحترام في مصر ورجل وطني لا يعادي الاسلام وهناك اجماع عليه والتفاف حوله فمن الممكن تكون ظهرت عليه اعراض هذه الفوبيا، كما وان موقفه من سورية مشين مثل كل الذين طالبوا بالتدخل الاجنبي فيها ولم يعتبروا بالدرس الافغاني والدرس العراقي.

- ما تعليقك على تراجع بعض صقور الاخوان عن بعض مواقفهم عقب القبض عليهم فهذا مثلا صبحي صالح الذي كان يدعو الله ان يمته على الاخوان ويدعو ألا يتزوج الاخواني الا من اخوانية ينكر اصلا انه اخواني؟

- قيادات الاخوان كلها من عاكف لبديع لعزت للشاطر لغزلان لجمعة امين ورشاد البيومي وصبحي صالح وغيرهم من الذين حكموا الجماعة على مدار السنوات الخمس الماضية اخذوا الجماعة الى الكارثة التي ندعو الله ان ينجي الوطن منها، وامام هذه الكارثة يهون كل ما يقولوه، لقد قادوا الجماعة الى الهلاك والى الفشل الذريع في الحكم وفي الدعوة وفي السياسة.

- كيف ترى مستقبل العلاقة الامريكية المصرية وهل ترى بضرورة عودة مصر الى اتباع سياسة عدم الانحياز؟

- امريكا لن تقبلنا الا اذا كنا تبعا لها ونحن لا يمكن ان نكون تبعا مرة اخرى وهي لا تقبل بناء مصر او اية دولة عربية او اسلامية واسهامها في الحضارة الانسانية بقيم الاسلام والمسيحية الا اذا كانت مرغمة.

- اتراها فترة مؤقتة ام ان مصر قادرة فعلا على التحرر تماما من التبعية الامريكية؟

- امام الجيش فرصة كبيرة جدا للانطلاق بالبلاد من خلال التعاون مع الكفاءات البشرية المدنية والعسكرية والفكرية وغيرها وآمل ان نبدأ في العمل بجد في مجال البحث العلمي فلعل الله تعالى يتيح لنا من الاختراعات والاكتشافات ما لم يتحه لامريكا أو روسيا او الصين او اليابان فنتقدم ونقوى، كما ارجو من دولة الكويت وبلدان الخليج عموما التعاون مع مصر في مشروع كبير يسمى «مؤسسة التفكر في خلق السموات والارض»، فالاسلام كما قال حسن البنا ايضا يحرر العقل ويحث على النظر في الكون ويرفع قدر العلم والعلماء ويرحب بالصالح النافع من كل شيء اذا الحكمة ضالة المؤمن ان وجدها فهو احق الناس بها» ويا ليت يبدأ الجيش المصري متعاونا مع الاشقاء بالخليج في استحداث هذه المؤسسة.

- بعيدا عن قيد سؤالي.. ما الذي تود اضافته؟

- شكرا جزيلا لـ«الوطن» وتحية لكل الاشقاء في الكويت العزيزة التي دعمت مصر مع السعودية والامارات دعما ثمنه الشعب المصري كله وهذا الدعم اعادنا الى عهد الملك فيصل رحمة الله تعالى عليه والذي كنت اتحدث عنه بفخار شديد وعزة كبيرة.

مرفت التلاوي أهون من عاصم عبدالماجد

- محاولات اقصاء الآخر لاتزال مستمرة في مصر فمثلا السفيرة مرفت التلاوي زميلتكم في لجنة الخمسين خاطبت الاسلاميين قائلة: «احمدوا ربنا ان حد عبركم في لجنة الخمسين واللي عاوز ينسحب يتفضل».. بم تفسر هذا؟

- هذا رأيها «وياما الاسلاميين قالوا للآخرين كده».

- وهل هناك من داع لا يغار النفوس على هذا النحو؟

- لا نسعى الى ايغار النفوس لكن هل هذا القول هو الاخطر ام قول عاصم عبدالماجد: «قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار».

- من دون شك قول عبدالماجد هو الأخطر ولكن..

- خلاص، يارجل ده الشيخ محمد عبدالمقصود دعا على كل الشعب في مؤتمر نصرة سورية فهل هذا كان لائقا.

لم يرحل في هدوء فوقعت الكارثة

- على خلفية مطالبته للدكتور مرسي قبل عزله من الحكم بان يرحل في هدوء قال الدكتور الهلباوي: لقد تسبب بعدم رحيله في هدوء في كوارث ولكن الجيش انقذ الموقف وجنب البلاد حربا اهلية وادعو الله عز وجل ان ينصره كي لا تنتشر الفوضى واتمنى ان يتمكنوا من القضاء على الارهاب وذلك لكي تتمكن مصر من ان تبني نفسها بدلا من الوقوع في براثن الفشل ولو حدث هذا لا قدر الله فسيتم تصنيف مصر على انها دولة تعاني من الارهاب ويعاني فيها الاقليات وعندها ستكون فرصة للولايات المتحدة الامريكية لكي تتدخل.

عمرو موسى تحكم في قاعة «الخمسين» بأدب جم

- عن رئاسة السيد عمرو موسى للجنة الـ50 المكلفة بكتابة الدستور المصري قال نائبه د.كمال: الرجل يبذل مجهودا كبيرا جدا سواء في ادارة الجلسات حيث يتيح الحوار والنقاش للجميع ويبدي روحا محترمة ويتحكم في القاعة بما يضمن الانضباط وبأدب جم وابتسامة جميلة خصوصا في الجلسات التي لا يتم الاعلان عنها مثل الحوار مع السلفيين خارج اطار اللجان لهدف التفاهم في شأن بعض المواد الحساسة والخلافية، انه كفاءة كبيرة واختيار موفق، كما انه يبذل جهدا كبيرا في مقابلة الكثيرين من شتى الفئات المجتمعية للاستئناس بآرائهم.

هذا سر ترددي الدائم على لندن

- كان الدكتور كمال عائدا لتوه من «لندن» عندما التقيته، ولما كانت زياراته لهذه العاصمة البريطانية متكررة فقد سألته: ما حكايتك مع «لندن» يا دكتور.. أهو عشق بالغرب ام وساطة بين الحكومة المصرية والتنظيم الدولي للاخوان؟ قال: نحن هنا نعمل من اجل المصالحة الشعبية الكاملة وعليه فلست بحاجة للسفر الى لندن، والحق انني فعلا اعشق بعض القيم في الحياة الديموقراطية بالغرب كالحريات الواسعة وحقوق الانسان الكاملة ما عدا بعض الانحرافات في النواحي السياسية خصوصا في الولايات المتحدة الامريكية.

- ولماذا لندن تحديدا وباستمرار؟

- بريطانيا بالذات دولة تحترم القانون كثيرا ورغم العقلية الاستعمارية الموجودة داخلها الا ان المرء لا يكاد يشعر بهذه العقلية الاستعمارية، كما ان اولادي واحفادي لازالوا هناك كما انني أُدعى كثيرا لمؤتمرات ومنتديات في لندن والمرة الاخيرة هذه على وجه الخصوص بقيت الفترة التي غبتها عن مصر كلها في لندن اذ كنت مدعوا لمؤتمر في ألمانيا ولكنهم حولوه في آخر وقت الى مهرجان فبقيت لانهاء بعض اعمالي وزيارة بعض المؤسسات والافراد في العاصمة البريطانية محاولا شرح واقع الاوضاع في مصر.

حديث أوباما في الأمم المتحدة هزيمة للإخوان

- خاطب د.كمال الرئيس الامريكي أوباما قائلا: ما سبق وقلته في جامعة القاهرة كان بداية اردت ان تدخل به الى الامة الاسلامية في جلد قطة الا ان سلوكك وتصرفاتك اظهرتك في جلد نمر كما بوش والحقيقة ان دور بلادك مشين وعندما يكون عندكم سجن مثل غوانتنامو ومثل شبيهه في العراق «أبوغريب» فيجب ألا تتكلم عن الحريات والديموقراطيات.

- هذه طبيعة البشر والاصفهاني قال كلاما جميلا ينطبق على اوباما وغيره وهو «اني رأيت انه لا يكتب اسنان كتابه في يومه ولو نظر فيه في غده يقال: لو أزيد هذا لكان «أحسن» ولو نقص هذا لكان «يستحسن» وهذا من اخذ العبر، ان لامريكا مصالح في المنطقة وستسعى الى تحقيقها بأي طريقة ولا مبادئ في السياسة وخصوصا من دول الهيمنة وهذا التراجع عن سوء الفهم بقصد او من دون قصد شيء جيد.

- تراجعه هذا هل يمكن القول انه مثل له هزيمة امام الشعب المصري؟

- هزيمة للاخوان الذين كان اوباما متعاقدا معهم او بينهم صلة عندما رسخوا في ذهنه ان ما حدث في مصر انقلابا عسكريا لا ثورة.

أردوغان «خبل» وليحذر القرضاوي من نهاية مرسي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل