المحتوى الرئيسى

قاعة

10/15 22:05

يطلق سكان برلين اسم "سيرك كاراياني" علي المسرح الموسيقي لاوركسترا برلين الذائع الصيت "فيلهارموني". خمسون عاماً مضت علي افتتاح هانز شارون، للمسرح الذي صممه واشرف علي بنائه المميز. ورغم تميز البناء الاصلي بشكله الكلاسيكي، الا ان التغييرات الشكليه الواقعه عليه حديثاً ادت الي تشبيهه بالسيرك. اما بالنسبه لالحاق اسم "السيرك" بقائد فرق الاوركسترا المعروف عالمياً والموسيقار الكبير، هيربرت فون كارايان، فانه يعود الي تواجد المسرح في الشارع المسمي علي اسمه.

في حفل افتتاح المسرح، لم يختر قائد فرقه اوركسترا "فيلهارموني"، فون كارايان، موسيقي فيدوليو الثالثه للموسيقار العالمي لودفيغ فان بيتهوفن عبثاً؛ فقد القت القطعه الموسيقيه الحافله بالدراما الضوء علي كارايان ذاته ليكون محط انظار الجمهور بكل معني الكلمه. وبالفعل، تمكن الجمهور من رؤيه ملامح وجه الاخير بوضوح ومتابعه تعابيره بشفافيه متناهيه. وهو الامر الذي لم يكن ممكنا من ذي قبل، في القاعات الموسيقيه المالوفه.

التصميم الجديد الذي احدث قطيعه مع التقاليد

منذ القرن التاسع عشر، غلب طابع بناء موحد علي غالبيه المسارح الموسيقيه وقاعات الاوركسترا. جلّها بنيت علي شكل مربع او مستطيل، وفي الجهه الاماميه بنيت منصة مرتفعه، مخصصه للفرقه الموسيقيه، فيما يجلس الجمهور في الاسفل. وقاعه الحفلات الموسيقيه الكلاسيكيه الشهيره في فينا النمساويه التي يتم فيها احياء سهرات رأس السنة، تضرب مثالاً بارزاً علي ذلك. كذلك هو حال "فيلهارموني" في برلين التي دمرت الحرب العالمية الثانية جزءاً منها، وبنيت علي هذا الطراز. بيد ان خطط هانز شارون التي عرضها عام 1956 للمبني الثقافي الجديد بالقرب من حديقة الحيوان في العاصمه برلين، دابت علي احداث قطيعه مع التقاليد؛ فعوضاً عن القاعه الطويله الممتده صمم الاخير مبني متمركز في الوسط رغم اختلاف بعد اطراف القاعه عن وسطها، جاذباً بذلك منصه الفرقة الموسيقية المعزوله الي قلب القاعه، مما يسمح للجمهور رؤيتها باريحيه تامه.

يعد شارون، الذي ولد عام 1893 من ابرز ممثلي مدرسه "المعمار الحديث" التي تعود الي عشرينيات القرن الماضي. وقد عمل بشكل اساسي مع المهندس المعماري لودفيغ ميس فان دير روي في تطوير ابنيه سكنيه. واوضح فان دير روي ابان اعلان مخططهما للمبني الجديد السبب في انتقاء هذا التصميم، قائلا: "من الطبيعي ان يحوم الناس حول المكان الذي تصدر منه الموسيقي بشكل تلقائي. هذا السلوك الطبيعي والمفهوم سواء من الجانب النفسي او الموسيقي، يجب نقله الي قاعه الحفل. وعلي الموسيقي ان توضع في المركز بصرياً ومساحياً".

وتثير فكره شارون اهتمام وحماسه قائد الاوركسترا الموسيقيه في فيلهارموني، هربرت فان كارايان، في الوقت الذي يقل اندفاع غيره من الموسيقيين اتجاهها. الملحن باول هندميث مثلا من المعارضين لها، تماماً مثل الناقد الموسيقي فيرنر اولمان الذي تزعجه فكره تذكير المشاهد بالآلات الموسيقية الناطقه للحن الموسيقي، اذ يعبر عن فكرته بالقول: "لا يرغب كل شخص في تذكيره باستمرار بان المعجزه الموسيقيه التي يستمتع الي عذوبتها لها طبيعه فزيائيه وتخضع لتفسيرات علميه. فالامر اشبه بالتركيز علي مجريات الخدع السحريه للساحر عوض الاستمتاع بالسحر نفسه".

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل