المحتوى الرئيسى

حمام روماني يعمل منذ أكثر من 2000 عام في الجزائر

10/13 16:57

طقوس الحمامات العامه لا تزال حيه في خنشله

انا لا اكتب عاده عن مشاهدتي لرجال في منتصف العمر، تغطي اجسامهم رغوه الصابون. ولم اقصد الشرق الجزائري لهذا الغرض.

ذهبت الي هناك بحثا عن الحمامات الرومانية في مدينه خنشله، وفاتني ان يما يجذب الكثيرين من السكان المحليين ليست الهندسه المعماريه العتيقه، او المحافظه عليها بدرجه عاليه، وانما وفره الماء الساخن المتدفق في حوضين مكشوفين، مجانا.

تقدمت الي حافه الحمام مرتديا كامل ثيابي، ولا احمل منشفه، علي كتفي، وهو ما جعل العيون ترمقني، وساد صمت مفاجئ، جعلني اتساءل ما اذا كانت زيارتي لائقه تماما.

في الكثير من مثل هذه الوضعيات، لم يكن هناك ما اخشاه. فالجزائر لا تختلف عن بقيه البلدان في هذه المنطقه من العالم، من حيث الحفاوه والكرم الذي يحظي به الاجانب.

وبمجرد ان حاولت الكلام بفرنسيتي الضحله، او بالقدر الذي املكه من اللهجة المصرية التي لا يفهما الجميع هنا، حتي تحلق حولي رجال بلباس الاستحمام مستعدين للرد علي اسئلتي، بشان الحمام وبشان تاريخهم.

كنا واقفين قرب الحوض الصغير. انه حوض دائري محفوف بصخور بيضاء كبيره، تاكلت بفعل قرون من الاستخدام، وبه رصيف للجلوس، جعله يشبه مغطسا عتيقا.

هنف في اذني رجل يحمل قنينه غاسول: " لقد بناها الرومان، قبل ميلاد المسيح".، ورد عليه اخر: "لكنها تضررت في زلزال، ورممها العثمانيون بعد ذلك".

لقد وقع زلزال بالفعل في القرن 14. وعلي الرغم من عدم رصانه التواريخ التي اوردوها، لكنك لا تستطيع ان تغفل عن حماستهم وفخرهم المتاجج.

الشباب يتناقشون في الرياضه بحده

فطقوس الحمامات العامه لا تزال حيه في خنشله.

وبدا لي وانا اتخطي الاجساد المضطجعه والسيقان المتدليه في مياه بزرقه البحر، ان شيئا لم يتغير، منذ ان بنيت هذه الحمامات في القرن الأول قبل الميلاد.

وحدها اشغال الطوب العثمانيه، وابواب غرف تغيير الملابس، والدلاء البلاستيكيه بالوانها البراقه تفضح الامر.

وتحتفظ الحمامات العامه بدورها الاجتماعي ايضا. فيها تناقش المسائل العائليه وتحل، وتروي النكت والقصص، وتتعالي الضحكات متناغمه مع صوت الضرب علي الظهر او اليد، مرحا.

والرياضه حاضره بقوه في النقاش، في حين ان الحديث في السياسه اقل، فالتشكك فيمن يستمع ورثه الناس في هذه البلاد عن الحرب الأهلية، عندما كان الكلام المتهور يؤدي الي التهلكه.

ولا يقدر احد او يتمني ان يخاطر بنزاع اخر. وهذا من بين التفسيرات المنطقية لكون الربيع العربي لم ينبت في الجزائر.

وقبل ان اصل الي خنشله زرت اثارا رومانيه اخري في الجزائر، منها تيبازه وهي بلده جميله تقع علي البحر الأبيض المتوسط، مشهوره باطباق السمك.

تيمقاد، وهي مدينه رومانيه نموذجيه كانت تضم نحو 15 الف ساكن.

جميله، وتقع في احضان واد كثيف الاشجار، وبها سوق كانها يعود للقرن الماضي فقط.

ولكنني لم اتمكن في كل هذه الاماكن ان اتحدث لاي احد.

ففي لمبيز، وهي قاعدة عسكرية تعود لعهد الروماني، كان رفيقي طائر اللقلق وقد وضع عشه فقو قوس النصر.

الاثار الرومانيه متشره كثيرا في الشرق الجزائري

وفي خنشله ودعت الناس واستمتعت بضحكات اصدقائي بلباس الاستحمام، وكان الشباب منهم يرددون اسماء لاعبي كره القدم الانجليز الذين يعرفونهم، من اجل لفت انتباهي.

وقبل ان اغادر سالني واحد من الرجال الاكبر سنا: " هل ذهبت الي خميسه؟"

واجبته بلا، لاني لم اكن اعرف المكان الذين يتحدث عنه.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل