المحتوى الرئيسى

كيف تتغلب على الغرف المسكونة؟

10/13 04:16

«طارق نصار»، خالي اللذيذ الذي استطاع- بطريقه مبتكره- هزيمه الغرفه المسكونه.

انها الغرفه 513 التي اشتهرت بالنهايات العنيفه لكل النزلاء الذين قادهم حظهم العاثر الي قضاء ليلتهم فيها. انتحر مستر جون عام 1932 بعد افتتاح الفندق مباشره. بعده ماتت السيده سوزيت بسكته قلبيه. كان عبد الفتاح بك هو اول من يموت من المصريين في تلك الغرفه بعد ان اطلق الرصاص علي راسه في نوبه هياج مفاجئه. منذ ذلك الحين اغلق الخواجه مالك الفندق الغرفه، وظلت موصده حتي ال الفندق الي مالك مصري امر بفتحها. ولكنها احترقت بماس كهربائي ومات فيها النزيل وزوجته اللذان كانا يقضيان فيها شهر العسل.

بعدها توالت الغرائب: الجدران التي تتداعي ثم يتبين ان كل شيء علي ما يرام. الدم الذي يفيض به الحوض فجاه. الهاتف الذي يدق برغم انه غير متصل باسلاك. المذياع الذي يرتفع صوته فجاه. البرامج الذي يذيعها التليفزيون ولا توجد علي اي تليفزيون اخر. لم تكف الغرفه عن اختراع الالاعيب التي تجبر النزلاء علي الفرار بجلدهم.

وبطبيعه الامور وصلت الغرائب الي الصحافه. وافردت مجله ذائعه الانتشار عده صفحات للحديث عن تلك الظاهره. كان الفندق قد صار عتيقا وله رائحه السنين الغابره. تلقف الامر التليفزيون، وبرغم تظاهر مالك الفندق بالاستياء فقد كان سعيدا بهذه الدعايه المجانيه. ثم تم رصد مكافاه قدرةا «الف جنيه» لمن يجرؤ علي قضاء الليل في الغرفه المسكونه.

تقدم البعض للمغامره معتصمين بافكارهم العقلانيه. انها القابليه للتصديق التي تفسر كل ذلك. لكن في كل مره، وقبل مرور ساعه واحده، كان المتطوعون يدقون الباب مذعورين ومطالبين بفتحه. واختلفت الاراء بين حدوث الخوارق حقيقهً وبين قدره الايحاء علي بث الخوف غير المنطقي. في هذه اللحظه بالذات تقدم خالي «طارق نصار» للمبيت بهذه الغرفه المسكونه.

هو -لمن لا يعرف- رجل ينام ببساطه. في اي مكان ينام. في الاوتوبيس او علي سرير او مقعد. بمخده او بدون مخده. سواء كان النور مضاءً ام مطفاَ. سيان كان الوضع افقيا ام راسيا. وحينما كان يذهب في رحله طويله كانت زوجته تبقي ساهره طيله الليل تتفرج عليه وهو يغط في النوم، ثم يفتح عينيه لحظه وصول الحافله بعد ثماني ساعات كامله، قائلا بكل نشاط واقبال علي الحياه: «الله. ياللا بقي ننزل ونتفسح».

وبالفعل ذهب خالي لقضاء الليلة في الغرفه المسكونه. جاءت كل وكالات الأنباء العالميه لتصور الحدث. مضي بقامته الطويله وابتسامته الطفوليه. وصوّرته الكاميرا وهو يدخل الغرفه.

تفقد خالي الغرفه. نظر في ترحاب الي السرير العريض ورقد عليه. وهناك بدات الالعاب. تصدعت الجدران، طفح الحوض بالدماء. تحركت عقارب المنبه بسرعه جنونيه. ظهرت الاشباح القديمه ينتحرون امامه. اشتعلت النيران. ارتفع صوت المذياع الي اقصي درجه ممكنه. بث التليفزيون برامج غير موجوده علي اي تليفزيون اخر.

نظر خالي في استمتاع الي تلك العروض الخوارقيه. ثم اتسعت ابتسامته الطفوليه وتثاءب شاعرا بالنعاس. اندس تحت الغطاء بعد ان خلع نظارته تاركا الدنيا تضرب تقلب!. وما هي الا ثوانٍ حتي استغرق في النوم لمده ثماني ساعات متعاقبه. وحينما استيقظ نظر الي الغرفه البريئه قائلا كلمته الخالده:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل