المحتوى الرئيسى

الفريق عبدالعزيز سيف الدين رئيس الهيئة العربية للتصنيع: هنا نصنع الطائرة والصاروخ ومركبة القتال

10/12 21:28

الحديث مع الفريق عبدالعزيز سيف الدين له طابع خاص.. هذا الرجل حرص على أن يظل بعيداً عن الأضواء لفترات طويلة، رغم أنه كان «الرجل الثالث» في سلم القيادة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، خلال المرحلة الانتقالية الأولى أثناء ثورة يناير، وحتى انتخاب الرئيس المعزول في 30 يونيو 2012.أهم ما يميز الفريق «سيف الدين» هو شخصيته «المنضبطة»، وفكره، وجرأته التي دفعت زملاءه إلى وصفه بـ«الرجل صاحب القلب الحديدي»، خاصة أنه هو الذي خط بيده البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى الشعب في 10 فبراير 2011، وأبرز سماته استقامته الشخصية، التي منعته من أن يؤدى التحية العسكرية للرئيس السابق مرسى حينما أخل بالقسم وألغى حكم المحكمة الدستورية العليا الخاص بحل مجلس الشعب.أسرار كثيرة يكشف عنها الفريق «سيف الدين»، الذي شغل منصب قائد قوات الدفاع الجوي لمدة 8 سنوات، في حواره مع «المصري اليوم» حول محطات مهمة في حياته، ورؤيته لفترة حكم الإخوان وحتى ثورة 30 يونيو.. ولكنه يحتفظ - في النهاية - بأسرار أخرى لا يود الإفصاح عنها، باعتبارها مازالت ملكاً للقوات المسلحة، وإلى نص الحوار:■ ظلت حرب أكتوبر - وستبقى - نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر الحديث.. وفي الذكرى الأربعين للانتصارات المجيدة.. كيف ترى معارك «الرجال والسلاح».. وما هي ذكرياتكم الخاصة أثناء الحرب؟- بالفعل كانت حرب أكتوبر نقطة تحول ليست في مصر فقط، ولكن بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها. في أثناء الحرب كنت ضابطا صغيرا برتبة ملازم أول، وكنت أعيش المعاناة الحقيقية في التدريبات التي سبقت الحرب، والتي كانت تفوق الخيال. ولهذا فإننى أوجه نصائحي لصغار الضباط الآن بأن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة هي أقوى سلاح.ولو عقدنا مقارنة بين قدرات كل من الجيشين المصري والإسرائيلي، ما كنا دخلنا الحرب. فقد كان التفوق في التسليح والتكنولوجيا وتفوق العتاد لصالح الجيش الإسرائيلي. ولكن الإرادة القوية للجيش المصري والرغبة في الثأر واسترداد الأرض والكرامة والعقل المصري الذي استطاع أن يطوع إمكاناته المحدودة لمصلحته هي التي حسمت قرار الحرب.وخلال سنوات الإعداد للحرب كان للتدريبات الشاقة التي قمنا بها درو كبير في التعامل أثناء الحرب، ما جعل ما نتعرض له من مواقف أسهل بكثير ما تدربنا عليه. فنحن لم نترك أي وسيلة تدريب إلا ولجأنا إليها، ووضعنا أصعب السيناريوهات، وليس سرا أن القوات المسلحة أرسلت لجنة إلى فيتنام للتناقش والتحاور مع المقاتلين الفيتناميين الذين واجهوا طائرات الفانتوم الأمريكية، للتعرف على كيفية مواجهتهم هذه الطائرات في حربهم ضد أمريكا، وقمنا بـ«توليف» المقلد الموجود في قيادات الصواريخ. كما اعتمدنا على المواجهات المستمرة مع إسرائيل في حرب الاستنزاف، التي كانت تمثل أكبر «قاعدة» تدريب لقواتنا بالدفاع الجوي، ولهذا نجحنا في إجبار الطائرات الإسرائيلية الفانتوم على عدم الاقتراب من خط القناة، ونجحت طائراتنا القديمة في إسقاطها.■ وكيف أمضيت فترة الإعداد عقب تخرجكم في الكلية الحربية عام 1970؟- عقب تخرجي التحقت بوحدة عسكرية هي الكتيبة 416 في منطقة غرب القاهرة برتبة ملازم. وتم مهاجمة الكتيبة بطائرتين سكاي هوك يوم 26 أكتوبر، وقبل ذلك التاريخ بليلة استقبلني زملائى بالكتيبة. وكان اليوم عجيباً جداً، فقد استشهد زميلي الملازم أول سمير حديدي ومعه 12 جندياً، فاستهللت خدمتي بجمع الجثث والأشلاء وهو ما فجر بداخلي مشاعر عديدة.■ وماذا عن عمليات الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر؟- في 30 يونيو عام 70 تلقيت دورة متخصصة في الصواريخ، وتحولت بعدها لضابط توجيه يضرب من ارتفاعات منخفضة وبشروط محددة.هذه الدورة كنا نتلقاها في شهرين، والآن في عام 2013 يتم تنظيمها للدارسين في مدة عامين. وكان العبء علينا كبيراً بعد انتهاء هذه الدورة، فعدت للكتيبة وكان قائدها رائد حسني أنور الحملي، وكان يجرى لنا امتحانات داخل الكتيبة ويعطى لنا واجبا ويمنحنا علاوة على مسائل الاختبار القتالي.وظللنا في موقعنا حتى أوائل عام 1972، وبعد ذلك تحركنا إلى منطقة القطامية، في موقع يفصل المسافة بين القاهرة والسويس ناحية وادى حاجور، واحتللنا هذا الموقع. وشرفت بدراسة المنشور رقم «3» في أواخر 73، وقصته أن الطائرة الفانتوم كانت أحدث الطائرات العسكرية في هذا التوقيت، وبها وسائل إعاقة متعددة، وكان قد تم إرسال بعثة إلى فيتنام للتدريب على أسلوب مواجهة تلك الطائرات التي تقتنيها إسرائيل.ورجعت إلى كتيبتي في القطامية بعد فترة تدريب، وقمنا بتدريب أطقمها على أسلوب مواجهة طائرات الفانتوم. وعندما حاربنا اشتبكنا عدة مرات مابين 6 و22 أكتوبر، واستهلكنا ما يقرب من 22 صاروخاً، وهو ما يعد استخداماً جائراً للصواريخ. لأنه في هذا التوقيت لم يأت لنا دعم من الخارج، وما رأيناه في إدارة أعمال القتال أبسط وأقل كثيراً. فحرب أكتوبر هي حرب مصر الكبيرة بشعبها، الذي تخطى هزيمة 67.. فحرب أكتوبر هي نهاية مرحلة تدريب شاق خلال فترة الاستنزاف.أما نتائج حرب أكتوبر، فقد كانت نتائج مبهرة باعتراف إسرائيل نفسها. فموشيه ديان قال أثناء حرب الاستنزاف: «إن الدفاع عن عمق إسرائيل يبدأ من عمق القاهرة، وكذلك إسحاق رابين - أيضا - قال في حرب 67: «نستطيع تنفيذ أي مهمة للقوات الجوية لو كانت في القطب الشمالي»!ومن هذه الكلمات ندرك مدى قوة سلاحي الجو والدفاع الجوي الإسرائيليين. وكانت مشكلة مصر هي تحييد القوات الجوية الإسرائيلية. وتأسس الدفاع الجوي على ذلك ونجح في تحقيق هذه المهمة التي أبهرت العالم.■ توليتم منصب قائد الدفاع الجوي منذ عام 2005 حتى 2013، وهى فترة طويلة «نسبياً».. بحكم خبراتكم.. هل تستطيع قواتنا التصدى لإسرائيل في ظل التطور التكنولوجي الذي تشهده منظومات الدفاع الجوي عالمياً؟- تجربة 1967 لن تتكرر مرة أخرى، فمعارك 67 كان بها مجموعة من الأخطاء السياسية والعسكرية، ولابد من اعترافنا بذلك. وهذا الاعتراف هو ما أدى إلى تحقيق نصر 1973، فلابد أن نعترف أن عام 67 كان مصيدة لـ«الحلم العربي»، وخاصة ما صاحب هذه الحرب من معلومات مدسوسة خاطئة عمدا تؤدى إلى خطة خداع عريضة، مورست ضد مصر.■ بصراحة.. هل نحن قادرون على الدفاع والردع في ظل تقدم السلاح الجوي الإسرئيلي؟- القوات المسلحة لم تتوقف عن تطوير معداتها من 73 حتى اليوم، والدفاع الجوي على وجه التحديد يحظى بأهمية ضمن منظومة تطوير أسلحة القوات المسلحة. وقد اتسع هذا التطوير، ليشمل تنويع مصادر السلاح، والحقيقة الأهم أننا لوقارنا ما كانت تملكه إسرائيل بما تملكه مصر في 73 لكانت المقارنة لصالحهم. فإسرائيل كانت تمتلك طائرات سكاى هوك والفانتوم، ونحن نمتلك ميج 17.ولكن الأساس في القتال يعتمد على الفرد المقاتل، والإنسان المصري لديه طاقات تعوض الفرق، ولهذا تم استخدام المعدات الروسية الثقيلة وتطويعها للانتقال شرق القناة وغرب القناة، ومنها تكتيكات تبدو بدائية لكنها أدت إلى تحقيق النجاح في النهاية، فالفرق التكنولوجي مؤثر ولكن ليس هو العامل الحاسم، وقوات الدفاع الجوي تعاونت مع بعضها ومع القوات الجوية لتحقيق نوع من الردع.■ في 25 يناير انطلقت شرارة الثورة الشعبية ضد النظام الأسبق.. في هذا التوقيت كنتم تشغلون منصب قائد الدفاع الجوي، وكنتم «الرجل الثالث» بين قادة المجلس العسكري - آنذاك - ونحن نعلم أنك الذي كتبت البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم 10 فبراير 2011.. فما ملابسات كتابة هذا البيان؟- لا أستطيع الحديث عن تلك الفترة لأسباب عدة، فهذه الفترة بتسجيلاتها ملك للقيادة الحالية. والدول المحترمة تضع توقيتا زمنيا مناسبا قبل صدور وثائقها وأسرارها. فلابد أن نكون أكثر احتراما لأنفسنا في هذا الشأن. وأستطيع القول إن الفترة قبل ثورة 25 يناير كانت الدولة تسير متجهة نحو كارثة، وكنت خائفاً من أن تحدث ثورة جياع، فثروات مصر كانت تتركز في يد فئة قليلة، فمصر كانت تعانى على جميع المستويات من مشاكل في التعليم والصحة والبطالة والإسكان، إضافة إلى الشباب الذي عانى من ضياع حقيقي.وعلى مستوى المخابرات فقد كانت تتوقع حدوث شىء في شهر مايو 2011، لكن أريد أن أقول إن هناك من استغلوا هذا الاحتقان في اتجاه آخر كان مخططاً من قبل، وكانت تواجد في مصر ناس من جنسيات أخرى بدأت تمارس مجموعة أعمال غريبة بداية من فتح السجون في زمن واحد، واقتحامها، وبعض هذه السجون كان بها مسجونون من حزب الله ومواطنون يحملون الجنسية الفلسطينية، وخرج بعضهم في الفضائيات ليقولوا إنهم وصلوا إلى غزة وبيروت، وهذا يعنى أنه كان هناك خطة لخلخلة الدولة وتوجيهها في اتجاه آخر. وأوكد أننا كنا لا نعرف من يقوم بعمليات القتل فكانت هناك حالة سيولة في الشارع، والموقف السياسي كان محتقناً ولا نعرف من يقتل من: من قتل المواطنين في أحداث ماسبيرو أو في أحداث محمد محمود. كانت هناك مؤامرة تحاك ضد مصر بكل المقاييس واستغل البعض حالة الاحتقان، ولكن المشير طنطاوي - وهذه شهادة للتاريخ - أخذ موقفا من منطلق أن الجيش هو جيش الشعب، والقوات المسلحة تمثل جميع أطياف المجتمع، وانحاز للشعب ولم يحسب ماذا يحدث لو الثورة فشلت؟، ويجب أن تشير هنا إلى أن تماسك الدولة في أي مرحلة موضوع مهم لأي حاكم أو متخذ قرار.■ المرحلة الانتقالية الأولى شابها عدد من الأخطاء، فما هي الدروس المستفادة منها؟ خاصة فيما يتعلق بإجراء انتخابات تشريعية ثم تعديل الدستور؟- لا يوجد دستور في العالم تتم كتابته دون سند تشريعي، فالاختلاف كان حول إجراء الدستور أولا أم الانتخابات أولا، والذي يروج لأن المجلس العسكرى هو الذي أتي بالإخوان مخطئ تماماً لأن الإخوان المسلمين في هذا الوقت كانت لهم قاعدة شعبية، وقبل 25 يناير كان هناك قوتان هما الحزب الوطنى والإخوان المسلمين، من الأقوى تأثيراً ليس مهماً، المهم أنه لا يوجد دستور في العالم يحتوى كل هذه الاختلافات التي نعيشها من مطالب فئوية، إننى أحلم بدستور يخرج بأكبر قدر من التوافق ويليق بمستقبل المصريين.■ كيف ترى ثورة 30 يونيو.. وفترة حكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى؟- الرئيس مرسى كان رجلاً طيباً، ولكن الدول لا تحكم بالطيبة وحدها. وكان واضحاً أنه لا يحكم بمعتقداته وقيمه وأفكاره، ولكن بقيم ومعتقدات تفرض عليه، وهذه هي الخطيئة الكبرى للرئيس مرسى، كانت توجد حالة من عدم الإلمام بموقف الدولة، بقيمة مصر، فنحن كمصريين أحيانا لا نعطى لبلدنا حقه، فهو بلد كبير. ونحن بلد مكان ومكانة، لدينا ثروة بشرية لو أحسن استغلالها سنكون أحسن دولة في العالم. وجماعة الإخوان المسلمين ظلت مطاردة منذ أكثر من 80 سنة. وخلفت انطباعاً لدى الناس جعلهم يتساءلون: «طب ما نجربهم». وجاء الإخوان المسلمين للحكم بانتخابات حرة ونزيهة قد نتفق أو نختلف عليها، وكذلك انتخابات رئاسة الجمهورية التي لم تشهد أي تدخل من أي نوع، ولكن مع التجربة لفظ الشعب هذه الجماعة وخرجت الجماهير في 30 يونيو من قلقها على مستقبلها وعدم رضاها عمّا يحدث.■ كيف استقبلتم خبر حل مجلس الشعب؟ ثم إلغاء الرئيس المعزول قرار الحل؟- منذ اليوم الأول لانتخاب الرئيس السابق استقبلناه استقبالاً يليق بسمعة وعراقة القوات المسلحة، سواء في مراسم تنصيبه بجامعة القاهرة، أو في الهايكستب. لكنه عندما دعا مجلس الشعب للانعقاد أدركت تماماً أنه فقد شرعيته.■ علمنا أنك رفضت ارتداء الكاب وأداء التحية العسكرية له يوم حفل تخرج الدفعة الجديدة من الكلية الفنية العسكرية؟

الفريق عبد العزيز سيف الدين رئيس «الهيئة العربية للتصنيع» في سطور

الهيئة العربية للتصنيع تطالب بمليار جنيه مستحقات عند الحكومة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل