المحتوى الرئيسى

وفاة صاحب'دار يا دار'و'عظيمة يا مصر'..الموت يغيب وديع الصافي..قال عنه عبدالوهاب 'من غير المعقول أن يملك أحد صوتا كهذا'

10/11 22:28

الصافي صاحب الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني ونشر الاغنيه اللبنانيه في اكثر من بلد

  تتلمذ علي يد ميشال خياط وسليم الحلو ومثلت اذاعه الشرق الادني بمثابه معهد موسيقي له

 لُقب بصاحب الحنجره الذهبيه ومبتكر المدرسه الصافيه

 خضع لعمليه القلب المفتوح في 1990 واستمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء

 الصافي يحمل ثلاث جنسيات المصريه والفرنسية والبرازيليه الي جانب اللبنانيه

توفي الفنان الكبير وديع الصافي عن عمر يناهز 92 عاماً، في مستشفي Bellevue المنصوريه بعد صراع مع المرض.

وديع فرنسيس الشهير بـ" وديع الصافي" مطرب وملحّن لبناني، يعتبر من عمالقه الطرب في لبنان والعالم العربى. كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الاغنيه اللبنانيه في اكثر من بلد.

ولد في 24 يوليو 1921 في قريه نيحا الشوف وهو الابن الثاني في ترتيب العائله المكونه من ثماني اولاد كان والده بشاره يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني.

عاش وديع الصافي طفوله متواضعه يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، نزحت عائلته الي بيروت ودخل وديع الصافي مدرسه دير المخلص الكاثوليكيه، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الاوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات، اضطر للتوقّف عن الدراسه، لان جو الموسيقي هو الذي كان يطغي علي حياته من جهه، ولكي يساعد والده من جهه اخري في اعاله العائله.\nكانت انطلاقته الفنيه سنه 1938، حين فاز بالمرتبه الاولي لحنًا وغناء وعزفًا، من بين اربعين متباريًا، في مباراه للاذاعه اللبنانيه، ايام الانتداب الفرنسي، في اغنيه "يا مرسل النغم الحنون" للشاعر المجهول انذاك (الاب نعمه اللّه حبيقه). وكانت اللجنه الفاحصه مؤلّفه من ميشال خياط، سليم الحلو، البير ديب ومحيي الدين سلام، الذين اتفقوا علي اختيار اسم "وديع الصافي" كاسم فني له، نظرًا لصفاء صوته.

فكانت اذاعه الشرق الادني، بمثابه معهد موسيقي تتلّمذ وديع فيه علي يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الاثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنيه. بدات مسيرته الفنيه بشق طريق للاغنيه اللبنانيه، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجوله قبل الصافي، عن طريق ابراز هويتها وتركيزها علي مواضيع لبنانيه وحياتيه ومعيشيه. ولعب الشاعر اسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الاغنيه الصافيّه. فكانت البدايه مع "طل الصباح وتكتك العصفور" سنه 1940.

اول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنه 1944 حين سافر الي مصر. وسنه 1947، سافر مع فرقه فنيه الي البرازيل حيث امضي 3 سنوات في الخارج.

بعد عودته من البرازيل، اطلق اغنيه «عاللّوما»، فذاع صيته بسبب هذه الاغنيه التي صارت تردَّد علي كل شفه ولسان، واصبحت بمثابه التحيه التي يلقيها اللبنانيون علي بعضهم بعضا. وكان اول مطرب عربي يغني الكلمه البسيطه وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال «عتابا» الذي اظهر قدراته الفنيه.

قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغني اوائل الخمسينات «ولو» الماخوذه من احد افلامه السينمائيه وكان وديع يومها في ريعان الشباب: "من غير المعقول ان يملك احد هكذا صوت". فشكّلت هذه الاغنيه علامه فارقه في مشواره الفني وتربع من خلالها علي عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجره الذهبيه، وقيل عنه في مصر انّه مبتكر «المدرسه الصافيه» (نسبه الي وديع الصافي) في الاغنيه الشرقيه.

سنه 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، احدي قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وانطوان وجورج وميلاد.

في اواخر الخمسينيات بدا العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من اجل نهضه للاغنيه اللبنانيه انطلاقًا من اصولها الفولكلوريه، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي، وفيلمون وهبي، والاخوين رحباني وزكي ناصيف، ووليد غلميه، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم.

مع بدايه الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان الي مصر سنه 1976، ومن ثمّ الي بريطانيا، ليستقرّ سنه 1978 في باريس. وكان سفره اعتراضًا علي الحرب الدائره في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافه والحضاره. فكان تجدّد ايمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافي واغانيه الحامله لبنان وطبيعته وهمومه. منذ الثمانينات، بدا الصافي بتاليف الالحان الروحيه، نتيجه معاناته من الحرب وويلاتها علي الوطن وابنائه واقتناعًا منه بان كلّ اعمال الانسان لا يتوّجها سوي علاقته باللّه.

سنه 1990، خضع لعمليه القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلي ابواب الثمانين من عمره، لبّي الصافي رغبه المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لاحياء حفلات غنائيه في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربه حنين، فحصد نجاحاً منقطع النظير اعاد وهج الشهره الي مشواره الطويل. لم يغب يوماً عن برامج المسابقات التلفزيونيه الغنائيه قلباً وقالباً فوقف يشجع المواهب الجديده التي رافقته وهو يغني اشهر اغانيه.

يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصريه والفرنسيه والبرازيليه، الي جانب جنسيته اللبنانيه، الاّ انه يفتخر بلبنانيته ويردد ان الايام علمته بان ما اعز من الولد الا البلد.

سنه 1989، اقيم له حفله تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبه البوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنيه. والذي تالق في مصر الفنان محمود عادل البرنس.

شارك وديع الصافي في عدد من المهرجانات الغنائيه منها: "العرس في القريه" (بعلبك 1959) ،و"موسم العز"، و"مهرجان جبيل" (1960)، و"مهرجانات فرقه الانوار" (1960-1963)، و"مهرجان الارز" (1963)، و"ارضنا الي الابد" (بعلبك 1964)، و"مهرجان نهر الوفا" (الذي فشل ماديًا) 1965، و"مهرجان مزياره" (1969)، و"مهرجان بيت الدين" (1970-1972)، و"مهرجان بعلبك" (1973-1974).

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل