المحتوى الرئيسى

رحلة إلى البيت العتيق.. الحلقة «2»

10/11 12:06

بعد وفاة إبراهيم ظل البيت العتيق فى رعاية إسماعيل حتى وافته المنية ودُفن بالحَجر مع أمه فولى البيت بعده ثابت ولده

لا يمكن بأى حال من الأحوال اعتبار مشهد طواف جموع وحشود من المسلمين حول الكعبة المشرفة، فضلا عن الملايين التى تحتشد فى الحرم المكى، سواء فى موسم الحج أو بغرض العمرة، وقبل هذا وذاك توجه المصلين والساجدين فى مختلف بقاع الأرض صوب البيت المعمور، خمس مرات يوميا على الأقل، مجردَ شعائر وأركان دينية فقط، الأمر يتجاوز ذلك بكثير ليعكس صورة روحية عن حكمة الخالق وتدابيره لأقدار البشر والشعوب. إن دلالة تأكيد القرآن الكريم أن البيت الحرام بمكة المكرمة، كان أول بيت وضع للناس، إنما يكشف عمق تأثير ذلك البيت فى تاريخ البشر، وارتباطهم به، وهو ما توجته الرسالة المحمدية بجعل الحج إليه لمن استطاع إليه سبيلا، أحد أركان الإسلام الخمسة، ومن ثم بات قبلة لكل المشتاقين للقرب من الله، وللمشتاقين إلى الأمن والأمان والحماية وصفاء الروح وغسل الذنوب ومضاعفة الأجر والثواب. ورغم المكانة العظمى للبيت العتيق فى نفوس المسلمين حول العالم، على اختلاف ألسنتهم وأجناسهم، فإن كثيرين منهم لا يعرفون شيئا عن تاريخه، ومراحل تطوره، وكيفية بنائه، أو الحكمة منها، ومن ثم تصدى العديد من الدراسات البحثية منذ قديم الأزل لمحاولة جلاء كل ما يتعلق بالكعبة المشرفة وتاريخ البيت الحرام. وكان من بين تلك الدراسات المهمة «موسوعة البيت العتيق» من تأليف أحمد عادل القُضَّابى، التى ستنشرها «التحرير» فى حلقات مسلسلة، على أمل تقديم صورة مركزة ومعمقة عن أشرف بقعة على ظهر الأرض. الحلقات ستتناول استنادا إلى الموسوعة تاريخ البيت العتيق منذ بدء الخليقة وحقيقة تعدد مرات بناء الكعبة وما صاحب ذلك من سير الحج إليها وكيفية دخول الأصنام إلى الحرم. بينما سيشار بشىء من التفصيل إلى عمارة وهندسة البيت المعمور، وإلى كسوة الكعبة وكل ما تعلق بها من تفاصيل تاريخية أو فنية. فضلا عن قصة المحمل، وأشهره المحمل المصرى، وغيره من المحامل الأخرى كالمحمل السورى والمحمل العثمانى.. كما ستشير الحلقات إلى السدانة والسدنة وتاريخهما قبل الإسلام وعبر عصوره المختلفة، فضلا عن وصف الآثار والأماكن المقدسة التى ترتبط بالبيت العتيق وعملية الحج، ناهيك بتناول المناسك.

عندما ارتفع بناء البيت قرَّب إسماعيل لأبيه حجرًا سُمِّى فى ما بعد مقام إبراهيم

رفع إبراهيم عليه السلام للقواعد

تُجمع الروايات التاريخية أن إبراهيم عليه السلام ترك هاجر وولدها إسماعيل عليه السلام بوادى مكة، وهو وادى غير ذى زرع، مطلقًا دعوته الشهيرة: {رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (سورة إبراهيم: الآية 37)، ثم عاد إليهم فى إحدى زياراته لهم طالبًا ذبح ولده إسماعيل عليه السلام امتثالًا لرؤية رآها، فكان فداء إسماعيل عليه السلام بكبشٍ عظيم، ثم كان أمر رفع قواعد البيت العتيق، و«القواعد جمع قاعدة وهى السارية» (ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج1، ص 176).

أما كيف عرف إبراهيم عليه السلام موضع البيت، فهناك روايات كثيرة فى ذلك، منها ما ذكرها ابن كثير فى تفسيره:

«وقال السدى إن الله عز وجل أمر إبراهيم أن يبنى البيت هو وإسماعيل ابنيا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود فانطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وإسماعيل وأخذا المعاول لا يدريان أين البيت فبعث الله ريحا يقال لها الريح الخجوج لها جناحان ورأس فى صورة حية فكشفت لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأول واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس» (ابن كثير، تفسير، ج1، ص 179).

ومنها ما قاله السيوطى فى «الدر المنثور»:

«وأخرج الديلمى عن على عن النبى فى قوله {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} الآية قال جاءت سحابة على تربيع البيت لها رأس تتكلم ارتفاع البيت على تربيعى فرفعاه على تربيعها» (السيوطى، ص 307).

أما الأزرقى فيذكر رواية أخرى لتحديد مكان البيت، وهى: «حدثنا أبو الوليد قال: حدثنى جدى عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: بلغنى والله أعلم أن إبراهيم خليل الله تعالى عرج به إلى السماء فنظر إلى الأرض مشارقها ومغاربها فاختار موضع البيت فقالت له الملائكة: يا خليل الله اخترت حرم الله تعالى فى الأرض قال: فبناه من حجارة سبعة أجبل قال: ويقولون خمسة وكانت الملائكة تأتى بالحجارة إلى إبراهيم من تلك الجبال» (الأزرقى، ص 53).

وما يذكره الأزرقى يخالف القرآن الكريم، وما قال به المفسرون والمؤرخون من وجوه عدة، فإبراهيم عليه السلام أمر بالبناء ورفع القواعد فى المكان الذى اختاره الله عز وجل لذلك، ولم يختر هو ذلك المكان بنفسه، كما أن الذى ساعد إبراهيم عليه السلام فى البناء إسماعيل عليه السلام وليس الملائكة كما تحكى رواية الأزرقى.

ويروى الحافظ بن كثير فى تفسيره الكثير من الروايات المطولة والقصيرة حول بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للبيت العتيق، وفى رواية عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه يحكى كيف حدد مكان البيت لإبراهيم عليه السلام:

«قال بن جرير أخبرنا هناد بن السرى حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة أن رجلًا قام إلى على رضى الله عنه فقال ألا تخبرنى عن البيت أهو أول بيت وضع فى الأرض فقال لا، لكنه أول بيت وضع فى البركة مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا، وإن شئت أنبأتك كيف بنى، إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لى بيتًا فى الأرض فضاق إبراهيم بذلك ذرعًا، فأرسل الله السكينة وهى ريح خجوج، ولها رأسان فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة فتطوت على موضع البيت كطى الحجفة وأمر إبراهيم أن يبنى حيث تستقر السكينة فبنى إبراهيم» (ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج1، ص 179).

وكان إبراهيم عليه السلام يبنى وإسماعيل عليه السلام ينقل له الأحجار على عاتقه، وكان البناء يرتفع، فقرب له إسماعيل حجرًا يقف عليه ليطاول البناء، وهو الحجر الذى سمى فى ما بعد مقام إبراهيم وعليه أثر قدميه الكريمتين غائرتين فى الحجر.

وقد اختلفوا فى معنى قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} (سورة البقرة، الآية: 127)، فاستدل منه بعضهم على أن البيت كان موجودًا قبل إبراهيم عليه السلام، وأن ما قام به إبراهيم ليس سوى البناء على الأساس. واستدل منه فريق آخر على أن إبراهيم عليه السلام شيد القواعد والبناء، وقد ذكر الشوكانى طرفًا من هذا فى «فتح القدير» إذ يقول: «ومعنى ترفع تبنى قاله مجاهد وعكرمة وغيرهما ومنه قوله سبحانه {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت}، وقال الحسن البصرى وغيره معنى ترفع تعظم ويرفع شأنها وتطهر من الأنجاس والأقذار ورجحه الزجاج وقيل المراد بالرفع هنا مجموع الأمرين» (الشوكانى، فتح القدير، ج4، ص 34).

وقال ابن الجوزى: «القواعد أساس البيت واحدها قاعدة» (ابن الجوزى، زاد المسير، ج1، ص 144)، وأضاف: «وقال ابن عباس وابن المسيب وأبو العالية رفعا القواعد التى كانت قواعد قبل ذلك» (ابن الجوزى، ص 145). وذكر القرطبى فى تفسيره أن القواعد هى الأساس كما فى قول أبى عبيدة والفراء، وحكى عن الكسائى أنها الجدر، والمعروف فى رأيه أنها الأساس.

والصحيح ما قال به الحافظ بن كثير من أن البيت العتيق قد بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وهو أول بناء للبيت ثابت بالنصوص القطعية الثبوت، والأخبار المتواترة والآثار، أما ما دون ذلك فهى أخبار وروايات ظنية الثبوت لا يمكن القطع بصحتها.

البيت ما بين إبراهيم عليه السلام وقريش

بعد وفاة إبراهيم عليه السلام، ظل البيت العتيق فى رعاية إسماعيل عليه السلام حتى وافته المنية، «ودفن بالحجر مع أمه فولى البيت بعده ثابت بن إسماعيل ونشر الله العرب من ثابت وقيدار فكثروا ونموا ثم توفى ثابت فولى البيت بعده جده لأمه مضاض بن عمرو الجرهمى وضم بنى ثابت فصار ملكًا عليهم وعلى جرهم فنزلوا قيقعان بأعالى مكة وكانوا أصحاب سلاح كثير ويتقعقع منهم، وصارت العمالقة وكانوا بازلين بأسفل مكة إلى رجل منهم ولوه ملكًا عليهم يقال له السميدع» (القطبى، ص 44و45).

ثم إن بنى إسماعيل عليه السلام وجرهم ضاقت عليهم مكة فتفسحوا فى البلاد يلتمسون عيشهم، ويزعم البعض تبعًا لرواية الأزرقى «أن أول ما كانت عبادة الحجارة فى بنى إسماعيل أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم إلا احتمل معه من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم وصبابة بمكة وبالكعبة حيث ما حلوا وضعوه فطافوا به كالطواف بالكعبة حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم من حجارة الحرم خاصة، حتى خلقت الخلوف بعد الخلوف ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم من الضلالات» (الأزرقى، ص 116). كما يؤكد الأزرقى على أن أول من أدخل الأصنام إلى الكعبة هو عمرو بن لحى، وذلك من حديثٍ يرويه عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم. غير أن ما يهمنا فى هذا السياق هو أن الناس قد بعدوا عن دين إبراهيم عليه السلام، وغيروا وتغيروا عبر هذه الفترة الزمنية التالية لإبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام، وقد تولى على مكة والبيت العتيق خلال هذه الفترة الزمانية قبيلتان هما، جرهم ثم العمالقة، أو العمالقة ثم جرهم حسب بعض الروايات التاريخية، قبل أن تتولى قبيلة خزاعة أمر البيت العتيق. فالبيهقى يروى عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه أن البيت انهدم فبنته العمالقة، ثم انهدم فبنته جرهم (شبالة، ص 95). كذلك روى الفاسى عن الأزرقى بسنده فى «أخبار مكة» ذات الرواية التى رواها البيهقى عن على بن أبى طالب (الفاسى، ص 93) كرم الله وجهه، مما قد يؤكد بعض الشىء سابقية بناء العمالقة على بناء جرهم للبيت العتيق خلال هذه الفترة الزمانية. وبه جزم الطبرى، «وذكر المسعودى ما يقتضى أن الذى بنى الكعبة من جرهم هو الحارث بن مضاض الأصغر لأنه لما ذكر خبرهم قال فيه: إن الحارث هذا زاد فى بناء البيت ورفعه كما كان عليه من بناء إبراهيم» (الفاسى، ص 94). ويذكر السهيلى فى «الروض الأنف» أن البيت العتيق بنته جرهم مرتين وصفة هذين البناءين الترميم والإصلاح لما سببه السيل للبيت (شبالة، ص96).

ويذكر إبراهيم باشا رفعت أن فى زمان سيادة جرهم للبيت، «جاء سيل جارف هدم الكعبة فبنته جرهم على قواعد إسماعيل، وكان البانى رجلًا يدعى أبا الجارود» (رفعت، مرآة الحرمين، ج1، 1401هـ/1981م، ص 197)، وهى رواية تفارق الروايات السابقة التى تكاد أن تكون قد أجمعت على أن من أعاد بناء البيت من جرهم هو الحارث بن مضاض.

ويذكر القطبى أن خزاعة لما نازعت جرهم أمر ولاية مكة، قام مضاض بن عمرو الجرهمى فـ«عمد إلى غزالتين من ذهب كانتا للكعبة، وما وجد من الأموال التى تهدى للكعبة فدفنها فى بئر زمزم، وكانت بئر زمزم قد نضب ماؤها. فحفرها بالليل، وأعمق ودفن فيها تلك الغزالتين، والأموال فحطم البئر، واعتزل جرهم، وأخذ معه بنى إسماعيل» (القطبى، ص 45) عليه السلام. ثم سادت الأمور لخزاعة إلى أن كبر شأن قصى بن كلاب بن مرة، وهو من بنى كنانة.

وبعد أن سادت أمور مكة لقصى بن كلاب بن مرة ولقريش، كان أول من جدد بناء الكعبة من قريش بعد إبراهيم عليه السلام على حد رأى الماوردى (الفاسى، ص 94)، ويذكر الفاسى: «أما بناء قصى بن كلاب فذكره الزبير بن بكار قاضى مكة فى كتاب النسب لأنه قال: وقال غير أبى عبيدة من قريش بن عبد العزى بن عمران العنبسى أخذ قصى فى بنيان البيت وجمع نفقته ثم هدمها فبناها بنيانًا لم يبن أحد ممن بناها مثله» (الفاسى، نفسه).

يذكر ابن كثير فى سيرته روايةً تسرد لنا الأسباب التى دفعت بقريش لإعادة بناء البيت العتيق، والعوامل المحيطة بعملية البناء وتفاصيل هذه العملية، والتى منها الدور الحاسم الذى لعبه صلى الله عليه وسلم فى القضاء على الفتنة التى شبت بين القرشيين حول الحجر الأسود، إذ يقول ابن كثير:

«قال محمد بن إسحاق بن يسار فى السيرة ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه السلام خمسًا وثلاثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها، إنما كانت رضما فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها وذلك أن نفرًا سرقوا كنز الكعبة، إنما كان يكون فى بئر فى جوف الكعبة وكان الذى وجد عنده الكنز دويك مولى بنى مليح بن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده ويزعم الناس أن الذين سرقوه وضعوه عند دويك وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيفها وكان بمكة رجل قبطى نجار فهيأ لهم فى أنفسهم بعض ما يصلحها» (ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج1، ص181).

وهذا النجار القبطى هو باقوم الذى ذكرته بعض الروايات ونصت عليه كما فى رواية الأزرقى، الذى جعل فى جدران الكعبة الداخلية صورًا صورها ولم تعترض عليها قريش إلى أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمحوها فى عام الفتح كما أكدت روايات كثيرة. ويتابع ابن كثير روايته فيذكر أمر الحية التى زعم أنها كانت تحمى جب (كنز) الكعبة، فيقول:

«وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التى كانت تطرح فيها ما يهدى لها كل يوم فتتشرق على جدار الكعبة، وكانت مما يهابون، وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها فكانوا يهابونها فبينما هى يومًا تشرف على جدار الكعبة كما كانت تصنع بعث الله إليها طائرًا فاختطفها فذهب بها فقالت قريش إنا لنرجو أن يكون الله قد رضى ما أردنا عندنا عامل رفيق وعندنا خشب وقد كفانا الله الحية، فلما أجمعوا أمرهم فى هدمها وبنيانها قام بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم فتناول من الكعبة حجرًا فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه، فقال يا معشر قريش لا تدخلوا فى بنيانها من كسبكم إلا طيبًا لا يدخل فيها مهر بغى ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس» (ابن كثير، نفسه).

وفى رواية أخرى أن الذى بدأ بالهدد قبل الوليد رجلًا لم تعينه الروايات باسمه، وأن يده شلت بعد أن حاول نزع حجر من الكعبة، فذكرت الرواية مثل ما قاله الوليد بن المغيرة من دعاء حتى بدؤوا نقضها، وهى رواية فيها الكثير من المبالغة، لأن الله يعلم ما فى الصدور، وهو يعلم من أراد مس بيته بسوء، ومن يريد تعميره، غير أنه يمكن قبول هذه الرواية وغيرها مما على شاكلتها، تحت ما يمكن تسميته بالخوف الميتافيزيقى من الأماكن المقدسة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل