المحتوى الرئيسى

عملية أمريكية تكشف كيف أصبحت ليبيا ملاذا للمتشددين

10/07 14:42

تونس (رويترز) - العمليه الامريكيه التي نفذت في احد شوارع طرابلس للامساك بليبي يشتبه انه من تنظيم القاعدة اكدت ما يخشاه كثير من الليبيين من ان الفوضي التي اعقبت انتفاضتهم جعلت بلادهم ملاذا امنا لمتشددين اسلاميين لهم طموحات تتخطي الحدود.

ورغم مرور عامين علي الحرب التي دعمها الغرب واطاحت بمعمر القذافي مازالت الاوضاع في ليبيا هشه وحكومتها ضعيفه وجيشها غير قادر علي السيطره علي مناطق شاسعه من اراضي البلاد حيث تتقاتل ميليشيات علي اقتسام غنائم الحرب.

ويوم السبت القي عشره رجإل ألقبض علي نزيه الرقيعي الذي يشتهر باسم ابو انس الليبي في طرابلس المطلوب القبض عليه فيما يتصل بتفجير سفارتين امريكيتين في افريقيا قبل 15 عاما.

وقالت اسره الليبي ان اربع سيارات قطعت عليه الطريق وهو عائد الي منزله من الصلاه وقام رجال يتحدثون بلهجة ليبية باعتقاله واجباره علي الدخول في عربه فان انطلقت بسرعه. وقال مسؤولون امريكيون انه محتجز في مكان خارج ليبيا.

وقال خبراء امنيون ان اعتقال مثل هذا المتشدد البارز في العاصمه الليبيه يبرز كيف ان جماعات لها صله بالقاعده تقيم قواعد لها في مناطق بعيده عن مراكزها في باكستان وافغانستان.

وكان الليبي يقيم بالخارج وذكرت تقارير انه عاد الي بلاده العام الماضي.

ويري محللون ان ليبيا اصبحت وبشكل متزايد تجتذب المتشددين الاجانب نظرا لضعف السلطه المركزيه ووجود اراض خارجة عن السيطره ولسهوله التسلل عبر حدودها مع دول جنوبي الصحراء وهو ما يسمح بتدفق السلاح والرجال الي المواقع الساخنه في المنطقه.

وقال البروفسور ديرك فاندوول وهو خبير في الشان الليبي بجامعه دارتمث كوليدج عاد لتوه من طرابلس "ينظر الي ليبيا علي انها ملاذ لكل انواع الجماعات المتشدده في غياب حكومه مركزيه يمكنها ان تسيطر علي الاراضي فعلا."

واضاف "بالقطع الولايات المتحده تنظر الي ليبيا علي انها ارض حاسمه في السيطره علي اي ارهاب لا في ليبيا وحدها بل في منطقه الساحل وايضا في منطقه جنوبي الصحراء."

ومنذ سقوط القذافي استغل اسلاميون منهم عناصر من القاعده ليبيا لتهريب السلاح وكقاعده للمقاتلين. ويوجد في منطقه شمال افريقيا تنظيم القاعده ببلاد المغرب الاسلامي وجماعات اسلاميه اخري تتعاون مع التنظيم او تؤيد افكاره.

وكان هذا النفوذ واضحا حين القي اللوم علي متشددين اسلاميين في الهجوم الذي وقع العام الماضي علي القنصليه الامريكيه في مدينه بنغازي بشرق ليبيا وقتل خلاله السفير الامريكي.

وطوال العامين الماضيين تدفق السلاح علي مصر وعلي مالي وعلي سوريا من مخزونات الاسلحه السابقه للقذافي وايضا علي ميليشيات متنافسه ومتمردين ليبيين سابقين يرفضون الان القاء السلاح قائلين انهم يريدون نصيبا اكبر من ثروات البلاد.

وهذه الاضطرابات تجعل السلطه المركزيه في ليبيا مهدده رغم مرور عامين علي الانتفاضه. ويشعر رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بضغوط من القبائل المتناحره ومحتجين يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي في مناطق بشرق وجنوب البلاد.

وعلي مدي الشهرين الماضيين وفي ابراز لهذه الاضطرابات سيطر محتجون مسلحون علي موانيء هامه للمطالبه بمزيد من الحكم الذاتي لمنطقتهم الشرقيه وهو ما ادي الي خفض انتاج ليبيا عضو الاوبك من النفط الي نصف الكميه المعتاده وهي 1.4 مليون برميل يوميا.

وفي الاسبوع الماضي حاولت حشود مسلحه اقتحام السفاره الروسيه بعد تردد انباء عن قيام اوكرانيه بقتل ضابط ليبي مما ادي الي عمليه اجلاء للدبلوماسيين بعد ان قالت طرابلس انها لا تستطيع ضمان امنهم.

ويقول محللون امنيون ان الاضطرابات في ليبيا تثير حاله من القلق لدي جيرانها في شمال افريقيا خوفا من ان تصبح الاراضي الليبيه ارضا خصبه للقاعده ببلاد المغرب الاسلامي ولمتشددين اسلاميين اخرين يتعاونون فيما بينهم بشكل اكبر.

ويري مسؤولون امنيون ان جنوب ليبيا الذي يغيب عنه القانون بات اشبه بملاذ للمقاتلين المرتبطين بالقاعده بعد ان طردتهم قوات بقياده فرنسا من معاقلهم في شمال مالي هذا العام وقتلت مئات خلال الحمله التي شنتها هناك.

كما القي مسؤولون امنيون جزائريون اللوم علي متشددين قالوا انهم انطلقوا من ليبيا في الهجوم الذي وقع في يناير كانون الثاني علي محطه اميناس للغاز قرب الحدود الليبيه وقتلوا اكثر من 30 عاملا اجنبيا مما جعل شركات النفط الاجنبيه تعيد النظر في عملياتها بشمال افريقيا.

وقال مصدر امني جزائري لرويترز "اعتقال شخصيه كبيره من القاعده لن يكون له تاثير كبير علي الموقف ككل ما دامت الحاله غير واضحه."

وهدد مختار بلمختار الرجل الذي يلقي عليه باللوم في هجوم اميناس بضرب المصالح الفرنسية هذا العام واعلن ان قواته ستنضم الي قوات حركه الوحده والجهاد في غرب إفريقيا وهي حركه اسلاميه فرقها الهجوم الفرنسي في مالي.

وفي دوله تونس المجاوره دمغت الحكومه التي يقودها اسلاميون جماعه انصار الشريعه -وهي جماعه متشدده يربط المسؤولون بينها وبين القاعده- بانها منظمه ارهابيه بعد ان قتلت اثنين من قاده المعارضه.

لكن ما هو دور الليبي الرجل الذي اعتقل في العمليه الامريكيه؟ هذا لم يتضح بعد. ونفي عبد الله الرقيعي ان والده شارك في تفجير السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا.

ووصف تقرير في الكونجرس الأمريكي عام 2012 الليبي بانه "مؤسس شبكه القاعده في ليبيا" وفقا لدوريه لونج 1وور التي توثق لما يوصف في الولايات المتحده بالحرب علي الارهاب.

وقال توماس جوسلين وهو من كبار محرري الدوريه ان الوضع الامني المخترق في ليبيا اعطي شخصيه يشتبه في انتمائها للقاعده فرصه الاتصال بسلاسه مع اسلاميين اخرين وجماعات مرتبطه بالقاعده.

وقال "ليس مجرد شخص او شخصين.. بل ان هناك مجموعه من الشخصيات المعروفه بالقاعده يمكن ان يكون قد عمل معها او مجموعه من الجماعات ذات الصله بالقاعده ربما يكون يعمل معها."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل