المحتوى الرئيسى

عندما عزف ملك الجاز ديوك إيلينغتون في كابول

10/06 13:52

الينغتون لدي وصوله مطار كابول

في مثل هذا الاسبوع منذ خمسين عاما، اقام عازف الجاز الامريكي ديوك ايلينغتون وفرقته حفلا موسيقيا في العاصمه الافغانيه كابول، وصفه فيما بعد بانه اكثر الحفلات التي لا تنسي في حياته.

وعلي الرغم من ان ذلك الفنان والملحن الامريكي كان في اوج مجده وشهرته في ذلك الوقت، فان هذا الحفل لم يبق له اثر.

وبالنسبه للمنظم فايز خير زاده، وغيره من المئات من الجمهور الافغاني، كان ذلك الحفل مثيرا وممتعا للغايه في اوائل الستينيات من القرن الماضي.

وقال خير زاده، والذي كان يشغل منصب رئيس لمنظمه الشؤون الثقافيه في افغانستان انذاك، "كان من المثير جدا بالنسبه لي ان يحضر ايلينغتون الي كابول".

وكان خير زاده هو من استقبل ايلينغتون في المطار، واصطحبه في جوله بالسياره عصر ذلك اليوم في انحاء كابول الي مدينه صغيره قبل ان يتوجها الي المسرح الذي اقيم باستاد غازي.

وبما ان خير زاده كان من محبي موسيقى الجاز، تبادل الاثنان في الطريق اطراف الحديث عن لويس ارمسترونغ وخطط انتاج افلام بصناعه افغانيه.

وقدم ايلينغتون لخير زاده عرضا كان من الممكن ان يتحقق انذاك في كابول، وقال له: "ما عليك الا ان تقوم بانتاج هذا الفيلم، وساعمل انا علي تاليف الموسيقي له."\nوكانت التذاكر لذلك الحفل مجانيه، وتوجه ما يقرب من خمسه الاف شخص الي ذلك الاستاد للاستماع الي ما كانوا يعتبرونه في ذلك الوقت نوعا جديدا وغريبا من موسيقي الجاز.

افتتح ايلينغتون الحفل بمعزوفته "كارافان"، اعقبها بمعزوفه "دونت غِتْ اراوند ماتش اينيمور". ويتذكر خير زاده ان ايلينغتون كان يتقدم الي مقدمه خشبه المسرح بين كل مقطوعه والتي تليها للحديث مع الجمهور.

وقال خير زاده: "من المؤكد ان الجمهور لم يفهم ذلك النوع من موسيقي "البلوز والجاز" الذي لم يكن معروفا بشكل كبير، الا انهم احبوا تلك الطريقه في العزف."

واستطرد قائلا: "عندما بدات الات البوق والساكسوفون بالعزف بشكل منفرد، بدا الجمهور يتملكه شعور بالانبهار، ولم يكن ذلك بسبب الالحان اكثر من كونه بسبب الاداء."

الا ان ايلينغتون اصيب بالذهول عندما بدا له ان الجمهور بدا في الانصراف من منتصف الحفل. وهو ما جعل خير زاده يوضح له ان ذلك كان وقت الصلاه، وما لبثت المقاعد ان امتلات بعد ذلك مره اخري.

وتقدم الملك ظاهر شاه والعائله الملكيه لمصافحه الفرقه بعد الحفل الموسيقي.

فكر ايلينغتون في القيام "بجوله بعد الحفل طوال الليل" بعد الحفل للاستماع الي الموسيقي الافغانيه في المقاهي.

وقال لمايكل باركينسون من بي بي سي في مقابله اجريت عام 1973: "للمجتمع الافغاني موسيقاه الخاص، وهي جيده."

وكان ذلك الحفل الموسيقي جزءا من جوله اطول برعايه وزارة الخارجية الأمريكية، مستخدمه دبلوماسيه موسيقي الجاز علي خلفيه الحرب الباردة.

وتنقلت جوله ايلينغتون في كل من مصر والعراق والاردن وايران ولبنان، وعندما وصل افراد الفرقه الي تركيا في الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1963، تواردت اليهم الانباء عن اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي.

وفي افغانستان، كان النظام القديم اخذا في التغيير ايضا؛ فبالرغم من انها دوله فقيره تعتمد علي المزارعين والرعاه ، فانه كانت هناك افكار جديده تتداول علي الاقل بين النخبه في المجتمع الافغاني.

انتشرت انذاك الموضات المتحرره في الملابس وطرق تصفيف الشعر بين السيدات اكثر من ذي قبل، وافتتح متجر ماركس أند سبنسر البريطاني احد افرعه هناك عام 1960، وكان الحكم الملكي القديم يشهد اصلاحات، فيما اصبحت جامعه كابول مكانا يضم العديد من الطوائف من الاسلاميين والشيوعيين والحداثيين.

كما بدات الساحه السياسيه المتناميه تكتظ بمجموعات اخري، اخذت كل منها تروج لفكرتها الخاصه عن الهويه الافغانيه.

كان لخير زاده وعدد كبير اخرين من المثقفين الشباب رؤيه مشتركه لافغانستان تستند الي حدود مفتوحه ثقافيا، حيث استضافوا عازفين من المانيا والولايات المتحده وايران وروسيا والهند وتركيا.

وقال خير زاده: "كنت اري اننا في مرحله الانطلاق، وكنا مفعمين بالتفاؤل."

كوّن خير زاده فرقه مسرحيه من الشباب الطموح، وقدمت تلك الفرقه العمل المسرحي "استريت كار نيمد ديزاير" لتينيسي ويليام، والتي قام خير زاده بترجمتها الي اللغة الدارية الاكثر استخداما في افغانستان.

وغالبا ما واجه خير زاده صعوبات من الناحيه السياسيه، حيث كانت يلقي دعما من بعض العناصر في الحكومه وواجه معارضه من البعض الاخر.

وفي الثامن والعشرين من ابريل/نيسان عام 1978، حدث الانقلاب الذي قاده حزب "خلق" الشيوعي، والذي بشر بالغزو السوفيتي ودخول البلاد في رحي حرب استمرت لجيل كامل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل