المحتوى الرئيسى

ستانيسلاف بيتروف.. رجل ربما أنقذ العالم

10/06 13:51

بيتروف لا يشعر انه قام بعمل بطولي

منذ ثلاثين عاما، وبالتحديد في السادس والعشرين من سبتمبر/ايلول عام 1983، انقذ العالم من كارثه نوويه محتمله.

ففي الساعات الاولي من صباح ذلك اليوم، تمكنت انظمه الانذار المبكر التابعه للاتحاد السوفييتي من رصد هجمه صاروخيه اطلقتها الولايات المتحده الامريكيه.

اذ اظهرت قراءات الحاسوب اطلاق عده صواريخ، فيما كان بروتوكول الجيش السوفييتي هو الرد علي مثل هذه الهجمه باخري نوويه.

الا ان الضابط ستانيسلاف بيتروف، الذي كانت مهمته تسجيل الهجمات الصاروخيه التي يطلقها العدو، قرر عدم نقل خبر تلك الهجمه الي الرتب التي تعلوه، ووصفها انذاك بانها انذار كاذب.

وكان ذلك بمثابه مخالفه للتعليمات التي كُلف بها، وتقصيرا في اداء واجبه. وكان اسلم حل لذلك هو ان يقوم بتمرير المسؤوليه الي الجهه التي تراسه.

وقد يكون هذا القرار انقذ العالم.

وبعد 30 عاما من تلك الواقعه، قال بيتروف للخدمه الروسية في بي بي سي : "كانت لدي كل البيانات التي تجعلني اقول بان هجمه صاروخيه قادمه. ولو كنت ارسلت تقريري الي رؤسائي، ما كان لاحد ان يراجعني بكلمه حيال ذلك."

وكان بيتروف، الذي تقاعد من الخدمه العسكريه برتبه مقدم ويعيش حاليا في بلده قريبه من العاصمه الروسيه موسكو، ضمن فريق تلقي تدريبا علي اعلي مستوي في قواعد الانذار المبكر التابعه للاتحاد السوفييتي القريبه من موسكو، وكان تدريبه صارما وتعليماته واضحه.

وتركز عمله علي تسجيل اي هجمات صاروخيه ونقل تلك المعلومات الي القياده العسكريه والسياسيه السوفييتية.

ففي المناخ السياسي الذي كان يشهده عام 1983، كان حدوث هجمه انتقاميه امرا حتميا.

الا انه عندما حانت اللحظه، تسمر في مكانه.

واضاف قائلا: "انطلقت صافره الانذار، الا انني جلست لبضع ثوانٍ احملق في تلك الشاشه الحمراء الضخمه التي تحمل كلمه "اطلاق".

واظهر نظام التحذير تاكيدا علي ان هذه المعلومه يمكن الاعتماد عليها "بدرجه عاليه"، لذا لم يكن هناك شك في ان الولايات المتحده قد اطلقت احد صواريخها.

وتابع بيتروف: "بعد دقيقه واحده، خمد الانذار مره اخري. وما لبث ان اتبع ذلك الصاروخ باخر، ثم ثالث ورابع وخامس، لتتغير شاشات الكمبيوتر لدينا من انذار "بالاطلاق" الي "هجمه صاروخيه"."

وبينما كان بيتروف يروي وقائع تلك الحادثه التي من المؤكد انها مرت علي ذهنه مرات ومرات، كان يدخن سيجاره روسيه من نوع متواضع.

وتابع بيتروف قائلا: "لم تكن هناك قاعده تدور حول المده التي يسمح لنا فيها بالتفكير قبل نقل المعلومه عن هجوم صاروخي الي قياداتنا. الا اننا كنا نعلم ان كل ثانيه من التباطؤ في اتخاذ القرار ستكون مؤثره، فالقيادات العسكريه والسياسيه كانت في حاجه لاخطارها دون اي تاخير."

واردف قائلا: "كل ما كان يجب علي فعله هو ان اهرع الي الهاتف واتصل عن طريق الخط المباشر بالقياده العليا، الا انني لم استطع التحرك. لقد كنت في موقف لا احسد عليه."

وعلي الرغم من ان طبيعه الانذار كانت تبدو واضحه، الا ان بيتروف كانت تساوره بعض الشكوك حياله.

فالي جانب خبراء تكنولوجيا المعلومات مثله، كان الاتحاد السوفييتي يضم خبراء اخرين يعملون ايضا علي مراقبه قوات الصواريخ التابعه لامريكا.

حيث وردت تقارير عن مجموعه من فنيي رادارات الاقمار الصناعيه تخبره بانها لم ترصد ايه صواريخ.

الا ان اولئك الفنيين لم يكونوا سوي افرادا من خدمه الدعم، بينما ينص البروتوكول علي ان القرار يجب اتخاذه بناء علي قراءات الكمبيوتر، لذا فقد كان هو المسؤول عن اتخاذ ذلك القرار بصفته الضابط المناوب.

الا ان الطريقه التي ظهر بها ذلك الانذار قويا وواضحا هي التي جعلت الشكوك تساوره.

وقال الضابط المتقاعد: "كان هناك ما يقرب من 28 الي 29 مستوي امني. بعد التحقق من الهدف، كان لابد ان يمر بكل تلك النقاط، ولم اكن متاكدا بما فيه الكفايه اذا ما كان ذلك ممكنا في تلك الظروف."

وحينها، هاتف بيتروف الضابط المناوب في القياده العليا للجيش السوفييتي وتحدث اليه عن وجود خلل في النظام.

ولو اخطا ، لوقعت اولي التفجيرات النوويه بعد دقائق من ذلك.

وعلق بيتروف مبتسما: "ادركت بعد مرور ثلاث وعشرين دقيقه انه لم يحدث شيء، وهو ما جعلني اشعر بارتياح كبير."

واليوم وبعد مرور 30 عاما علي تلك الواقعه، يعترف بيتروف انه لم يكن واثقا بنسبه 100 في المئه ان ذلك الانذار كان كاذبا.

وقال انه كان الضابط الوحيد من افراد فريقه الذي تلقي تعليما مدنيا، مضيفا ان جميع زملائه في الفريق كانوا عسكريين محترفين تعلموا كيفيه توجيه الاوامر وتنفيذها."

لذا، فهو يعتقد انه لو كان ضابط اخر مناوب في تلك الورديه، لكان الانذار قد اطلق ضد تلك الهجمه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل