المحتوى الرئيسى

الانشقاقات تضرب صفوف الإخوان بالأردن

10/06 12:54

بارك رؤساء حكومات سابقون وقيادات بارزه في الدوله الاردنيه، ما يمكن ان يوصف بانه اكبر انشقاق عملي في صفوف جماعه «الإخوان المسلمين»، كبري الجماعات المعارضه في البلاد، اذ شارك بعضهم ظهر امس باشهار مبادره «إصلاحية» اطلق عليها اسم «زمزم» كانت اعلنتها في وقت سابق شخصيات محسوبه علي التيار المعتدل (الحمائم) داخل التنظيم الاكثر حشدا بمشاركه قيادات اسلاميه مستقله.

وبدا خلال حفله الاشهار التي جرت امس في احدي قاعات «المركز الثقافي الملكي»، احد اهم المراكز الثقافيه التابعه لمؤسسه الحكم الاردنيه، ان عمان الرسميه ترحب بالمبادره الجديده، بل تفتح اذرعها لاحتضان «متمردي الجماعه» الذين دعوا خلال مبادرتهم الي احترام النظام الهاشمي، والاقتراب من السلطه المركزيه، وعدم مقاطعه اي انتخابات تشريعيه او محليه تشهدها البلاد.

وكان لافتا ان قياده المبادره اختارت لرعايه حفله الاشهار، احد ابرز رؤساء الحكومات في عهد الملك عبد الله الثاني، وهو عبد الرؤوف الروابده الذي يمتلك ارثا سيئا وطويلاً مع جماعه «الاخوان»، اذ تتهمه الاخيره بابعاد قاده حركه «حماس» عن العاصمه الاردنيه عام 1999 حين كان يشغل منصب رئيس الوزراء.

وكانت لافتا ايضا مشاركه رئيس الوزراء السابق معروف البخيت، الذي يعتبر ايضا الخصم اللدود لتنظيم «الاخوان» في الاردن، والذي كان صرح لـ «الحياه» قبل اشهر بان جماعه «الاخوان» تلقت اوامر من التنظيم الام في مصر لاسقاط النظام الملكي في البلاد.

كما شارك في حفله الاشهار وزير الداخلية السابق سمير الحباشنه الذي قاد معركه كسر عظم مع قاده الجماعه خلال فتره توليه الحقيبه السياديه، والتي تخللها اعتقال ناشطين سياسيين.

والمفارقه ان غالبيه الذين دعوا من الرسميين لحضور حفله اشهار المبادره التي يفترض انها «اصلاحيه»، ظلوا يمثلون خلال الفتره الماضيه شخصيات تطاردها اتهامات شعبيه بالفساد.

كما كان لافتا ايضا خلال الاشهار حضور عشرات المنشقين السابقين عن جماعه «الاخوان»، منهم الوزير السابق عبد الرحيم العكور.

وفي حين اكدت «زمزم» انها وجهت دعوات الحضور الي جميع القوي والاحزاب السياسية، لوحظ الغياب الكامل لممثلين رسميين عن «الاخوان».

وكان واضحا ان قياده المبادره تمكنت بشكل او اخر من شق صف الجناح الشبابي والطالبي التابع للجماعه، وهو الجناح المعروف بصلابته، اذ شهدت الحفله مشاركه عدد من شباب «الاخوان» البارزين، منهم الناشط الطالبي المعروف احمد العكايله الذي كان احد ابرز المطالبين خلال موجه التظاهرات السابقه باطاحه النظام بدل اصلاحه، الامر الذي عرضه للمساءله مرارا داخل الاطر التنظيميه.

وما من شك ان غالبيه اعضاء المبادره وقادتها يمثلون الي حد كبير التيار الشرق الاردني داخل الجماعه، وهو ما قد يشي بان الانشقاق عمليا يحمل في طياته بعدا اقليميا في بلد يعتبر نصف سكانه من اصول فلسطينيه، في حين يضم التنظيم «الاخواني» خليطا واسعا من الاردنيين علي اختلاف اصولهم ومنابتهم، بعكس الاحزاب والكيانات السياسيه الاخري.

وفي اول رد رسمي علي حفله الاشهار من قياده «الاخوان» التي يسيطر عليها التيار المحافظ (الصقور)، رفض الرجل القوي داخل الجماعه زكي بني ارشيد الرد علي استفسارات «الحياه» في خصوص مبادره «زمزم»، لكنه قال ان حضور بعض الشخصيات الرسميه المتهمه بالفساد حفله اشهار المبادره الجديده «يتطلب تفسيرا واضحا من مطلقيها».

من جهته، قال مصدر قيادي مطلع داخل الجماعه لـ «الحياه» ان قياده التنظيم «حذره وتترقب الخطوه القادمه لزمزم، لكنها لن تصدر اي قرارات رسميه بتجميد او فصل اعضائها، علي اعتبار ان قرارهم يمثل بالاصل انشقاقا عمليا عن الجماعه».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل