بالفيديو والصور.. عالم ''المدبح'' .. لحمة يا دنيا لحمة و'' الحال نايم''

تقرير- محمود امين واحمد لطفي:

يعيش المواطن المصري في صراعات لا تنتهي، ولم تقتصر هذه الصراعات علي الساحه السياسيه، بل وصل الصراع علي لقمه العيش والحياه الكريمه، وعام بعد عام يصارع المواطن المصري عدوه الذي يزداد قوه بمرور الوقت، ويصبح اشد فتكاً، وصراعات المواطن المصري الكبري، تكون في  مواجهه ''وحش الاسعار''.

ودائماً يواجه المصري الضعيف، عدوه الشرس، بالمواسم السنويه مثل الاعياد، وموسم دخول المدارس، فيكون المواطن في حيره من امره قبل الاعياد ومواسم الدراسه، ويسال نفسه التي اوشكت علي الجنون، كيف ادبر احتياجات واللوازم الاساسيه للمناسبه .

وعلي اعتاب عيد الأضحى المبارك، والمعروف عند المصريين ''بعيد اللحمه''، ويرجع ذلك لانتشار الذبائح، ودخول اللحمه بيوت كل الشعب المصري، من الغني الي الفقير دون تمييز، مع اختلاف الجوده، والنوع.

ويصنف اكثر من 50% من المصريين، علي انهم فقراء، فمفهوم كلمه ''اللحمه'' لديهم، ليس معناها اللحوم الحمراء، عند الطبقه المتوسطه والغنيه، فهي ما يطلق عليها ''فواكه اللحوم''، والمتمثله في، احشاء الذبائح ومخلفاتها، من كرشه، ولحمه راس وكوارع، وامعاء ''ممبار''.

وفي محاوله من مصراوي، لرصد استعدادات الشوادر والمجازر، لعيد الاضحي المبارك، كانت لنا عده جولات، كانت اولها مذبح السيدة زينب، والذي تحول الي مستشفيي 57375 لعلاج سلطان الاطفال، ولم يغادر الجزارين والشوادر اماكن عملهم بمحيط المستشفي، رغم نقل المذبح الي البساتين.

وتحدث ''محمد ابو عزيز''، جزار لحوم جمليه، كيلو ''الجملي'' وصل 55 جنيه، اما ''العقود'' الجمل الصغير، يتراوح سعر الكيلو ما بين 60 و65 جنيه .

وتابع ابو عزيز، ''السوق السنه دي نايم، ما فيش شغل، انا كنت بدبح السنه اللي فاتت 60جمل في اليوم، السنه دي لو كملنا 20 يبقي كويس''،  وارجع ابو عزيز ركود سوق اللحوم، الي ارتفاع الاسعار، وتابع ''السنه اللي فاتت كان الجملي ب 35 للكيلو، والعقود كان  ب 45 جنيه''.

وفي محيط مذبح السيده زينب سابقاً، ومستشفيي سلطان الاطفال حالياً، لا يقتصر الامر علي تجاره اللحوم المذبوحه، ولكن هناك تجار لجميع انواع الماشيه.\nوقآل محمد رسمي، تاجر خراف، اسعار الاعلاف، هي سبب زياده اسعار اللحوم الضأني، وبالرغم من رخص الاعلاف من اسبوعين تقريباً، فبالرغم من ذلك لم ترخص اسعار اللحوم بسبب ان العلف يكون من 6 الي  سبع شهور.

وتابع رسمي حديثه بعد ان انهي كوب الشاي، ''احنا بننقرض''، وكان ذلك رداً علي حإل ألسوق واستعداده لاستقبال موسم اللحمه '' عيد الاضحي''.

وبسؤال رسمي، عن انواع الخراف بالسوق حالياً، قال ''حالياً يوجد نوعين بالاسواق الاول يطلق عليه ''خروف برئي''، ويتواجد بالمدن الساحليه، ويمتاز بصغر حجم ''الليه''، ويصل سعر الكيلو حي الي 37 جنيه.

واضاف رسمي، النوع الثاني من الخراف، هو ''الخروف البلدي''، المتواجد بمناطق الصعيد، ويكون ارخص في السعر من الخروف البرئي، بحوالي 2 جنيه للكيلو.

ونصح رسمي، صاحب الاضحيه، عندما يقوم بالشراء لابد ان يتاكد من صحه الخروف، وعمره، بان يفتح عين الاضحيه ويتاكد من قاع العين الذي لابد ان يكون ابيض، ويقوم المشتري ايضاً بفحص الاسنان، ليتاكد من صغر سن الخروف، وانسب عمر، هو عام، ويتعرف علي ذلك من خلال تساوي جميع الاسنان عدا سنتين المقدمه فان زاد عدد الاسنان واصبح اربع اسنان اكبر من باقي الاسنان،  يكون عمر الخروف عامين وهكذا.      

ويقول عم حمدي تاجر مواشي، ارتفاع اسعار اللحوم يرجع الي ارتفاع تكلفه النقل التي تصل الي اكثر من 1200 جنيه، الي جانب ارتفاع اسعار ''المونا'' علف المواشي.

وعن سعر كيلو اللحوم البقريه الحيه، قال عم حمدي، '' وصل السعر الي 27 جنيه للكيلو، بعد ان كان 25 العام الماضي، وعن حركه البيع والشراء تابع حمدي باستنكار، ''بقالي 3 ايام من غير بيع'' .

واضاف المعلم راضي، تاجر مواشي، تجاره المواشي كانت تنشط في موسم عيد الاضحي بشكل كبير، ولكن هذا الموسم ''الناس شكلها زهقت من اللحمه'' يقولها راضي باستهجان، ويتابع  هذا العام وصل طن الرده الي 470 جنيه، واردب الذره 530 جنيه، ''كل حاجه بقت غاليه''.

تحدث، عم سعيد عبد العزيز، بائع بشوادر السيده زينب، ''الحال نايم''، هكذا بدا عم سعيد حديثه، معلاً ذلك بعدم استقرار البلاد، وبدايه الموسم الدراسي، وتحمل الاسر للكثير من المصروفات والتكاليف، الذي حرم الكثير من  شراء اللحوم، و الاستعداد لعيد الاضحي، هذا الي جانب ارتفاع تكاليف النقل، العلف، البنزين'' الذي وصفه بالصدمه لجميع الجزارين، وتجار المواشي .

واضاف عم سعيد، ان كيلو اللحم الضاني الحي، وصل سعره الان الي 36-37 جنيه، مقارنتاً بالعام الماضي الذي وصل سعر الكيلو  33 جنيه، واختتم عم سعيد حديثه '' الدنيا خربانه علي كل الناس''.

بينما قال الشاب العشريني، رامي حسين، سائق نقل المواشي، الذي تفرغ لتنظيف السياره طوال الوقت من قله العمل، ''عربيتي بقالها اربعه ايام متحركتش من مكانها بعد ماكنت بعمل 15 نقله في اليوم، الناس مش عايزه تشتري''.

واشار رامي الي ان فرض حظر التجوال، والاوضاع السياسيه، والامنيه التي تمر بها البلاد، دفعت المواطنين لعدم التفكير في اي شيء باستثناء الامن، واحتياجاتهم اليوميه.

وفي طريقنا للعوده، تعرفنا علي الحاج حماده النواوي، صاحب مزرعه مواشي، وبسؤاله عن حالة سوق تجاره المواشي، قال ''حاله السوق اصبحت غير مستقره، فكان سعر الكيلو الحي للحم البقري، قبل شهر رمضان باسبوع، يتراوح بين 22و23 جنيه للكيلو، اما الان وصل  الكيلو  الي 27 جنيه''.

وارجع النواوي، اسباب ارتفاع اسعار العجول البلديه الي، ارتفاع اسعار العجول المستورده من البرازيل، والسودان، واستراليا، فتوقف استيرادها.

وتابع النواوي :'' كيلو اللحم البقري المذبوح وصل الان الي 46 جنيه للكيلو بسعر الجمله، والذي كان قبل رمضان لا يتجاوز 40 جنيه، واما عن سبب ارتفاع سعر اللحوم عند بائع القطاعي، اكد النواوي علي ان هذا يرجع الي ما اسماه ''الجشع''، واكد علي ان تاجر القطاع يصل مكسبه الي اكثر من 15 جنيه في الكيلو الواحد.

كما اشار النواوي الي ان ارتفاع اسعار المواشي،  يرجع الي غياب الضمير عند الكثير من تجار المواشي، الذين يسمحون بذبح الاناث، دون رقابه، مما ادي الي قله اعداد الثروه الحيوانيه بمصر .