المحتوى الرئيسى

جثمان أحمد عبد الحليم يصل اليوم من ألمانيا وحزن كبير على رحيله في الوسط المسرحي في الكويت

10/02 00:13

لقي المخرج المسرحي الكبير احمد عبدالحليم وجه ربه فجر امس في احد مستشفيات العاصمه الالمانيه برلين الذي دخله بعد تدهور حالته الصحيه نتيجه اصابته باضطرابات شديده في المعده وكانت ترافقه خلال رحله علاجه زوجته الفنانه عايدة عبدالعزيز، وقد تكفل الشيخ سلطان القاسمي حكم الشارقه بعلاجه كاملا علي نفقته الخاصه في بادره انسانيه تعكس اياديه البيضاء مع المثقفين والفنانين ومن المقرر ان يصل جثمان الراحل للقاهره اليوم.

والمخرج الراحل يعتبر من رواد المسرح المصري اذ اسهم في صنع ما سمي بـ«نهضه المسرح» في الستينيات بصحبه مخرجين كبار امثال سعد اردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي، واسهم في اثراء الحركه الفنيه المسرحيه العربيه وخاصه في الكويت التي عمل بها كاستاذ في معهد الفنون المسرحيه لمده ثلاثه وعشرين عاما من العام 1974 حتي العام 1997 شارك خلالها في دعم الحركه المسرحيه الكويتيه وتخرجت علي يديه اكثر من 17 دفعه من طلبه المعهد.

وقد اخرج الراحل العديد من المسرحيات لفرقه المسرح الشعبي وكان اقربها لقلبه مسرحيه «راس المملوك جابر» من بطوله جاسم النبهان وأحمد الصالح واخرج ايضا مسرحيات «المتنبي يجد وظيفه» و«اربعه واحد»، كما اخرج مسرحيه «عزومه سالميه» لعبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله ومحمد المنصور.

وكان الراحل دائما يفتخر بتلاميذه في الكويت الذين اصبحوا نجوما الان ويبدي سعادته باختياره ضيفا للعديد من المهرجانات الكويتيه اذ تم تكريمه في العام 2005 في مهرجان المسرح الكويتي في بادره اشعرته بالسعاده لانهم – علي حد قوله – لم ينسوه في الكويت.

يذكر ان الفنان الراحل من مواليد 19 سبتمبر 1934 وحاصل علي بكالوريوس معهد الفنون المسرحيه في العام 1956 ودرس الاخراج المسرحي في لندن العام 1962 وعمل استاذا في معهد التمثيل وهو متزوج من الفنانه عايده عبدالعزيز.

وقد شارك كممثل في بطوله فيلم «يوميات نائب في الارياف» الماخوذ عن روايه لتوفيق الحكيم وفي اكثر من مسلسل منها «ام كلثوم» و«قاتل بلا اجر» و«الامام الغزالي» و«سقوط الخلافه» و«يا ورد مين يشتريك» وغيرها من الأعمال، كما اخرج الكثير من الاعمال المسرحيه منها علي سبيل المثال لا الحصر «الملك لير» و«بلقيس» و«الاسكندر الاكبر» و«الشاطر حسن» و«جواز علي ورقه طلاق» و«شمشون الجبار» وهي المسرحيه التي كتبها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم اماره الشارقه وتم عرضها في افتتاح مهرجان المسرح العربي.

وقد تلقت الاوساط الفنيه في الكويت خبر وفاه د عبد الحليم بالحزن والاسي لما تركه ذلك الفنان والانسان ذو القلب الرحيم من بصمه طيبه وخالده، طوال محطات مشواره الفني الحافل، التي بدات بعد ان انهي دراسه الاخراج المسرحي في لندن العام 1962 ليسافر بعدها الي الكويت ويدرس بالمعهد العالي للفنون المسرحية فيها طيله 23 عاماً، وكان احد اعمده الهيئه التدريسيه، واخرج الكثير من المسرحيات الكويتيه، وتتلمذ علي يديه نخبه من نجوم الوسط الفني ابرزهم أحمد جوهر، وعبدالعزيز المسلم، وجمال الردهان، وطارق العلي، وداود حسين، ومحمد رشيد، وغيرهم...«الوطن» هاتفت بعضا من تلاميذه النجوم، وكل من عاصر الفنان الراحل لتستعيد للقارئ ذكرياته، وتاريخه الحافل في الديره فكانت السطور التاليه..

قال عميد العهد العالي للفنون المسرحيه د.فهدالسليم: «بكل الاسي تلقيت خبر وفاه والدي ومعلمي الدكتور أحمد عبد الحليم بعد صراع طويل مع المرض في المانيا، ولا استطيع ان اصف حزني الشديد فقد كان يشجعني ويدعمني كثيراً اثناء فتره الدراسه، واليوم استطيع ان اقول انني فقدت والدي الثاني، واتذكر مدي تقاربي معه خلال فتره الدراسه، وكنت حريصا علي ان اتواصل معه خلال فتره العلاج، والسؤال عن صحته عن طريق زوجته، وقد التقيته خلال وجوده في الكويت اخيرا، وكان ايضاً ضيف شرف في مهرجاننا الاكاديمي، وحينها سالني مداعبا: متي ستطلق اسمي علي احدي القاعات؟ فهو فنان وانسان ذو عطاء كبير، فقده الوسط الفني في الكويت والخليج، وكل من تتلمذ علي يديه، فهو لدينا بمكانه زكي طليمات الثاني بعد ان استمر استاذا بالمعهد طيله 23 عاماً من الكفاح، واحد اعمده المعهد، وبالطبع سنقيم له حفل تابين في المعهد يليق بمكانته في قلوبنا وقامته بالديره».

الفنان القدير محمد جابر قال وقد غلبته دموعه: «احمد عبد الحليم فنان له مكانه مميزه في قلوب الفنانين الكويتيين، وله باع طويل طوال وجوده كمعلم فاضل في المعهد العالي للفنون المسرحيه، واتشرف بان اكون احد تلامذته، وقد شاركني في اخراج ثلاث مسرحيات، ابرزها «محاكمه علي بابا»، واتذكر منه حرصه الشديد والتزامه بمواعيده لابعد الحدود حتي انه في احدي البروفات ظننا انه لم يحضر، وقمنا بعمل البروفه، وكنا لا نعلم انه موجود، وعقب انتهائنا ظهر لنا وقال: «عقاباً لكم عيدوا البروفه من اول».

مدير المراكز الثقافيه في وزاره الاعلام والثقافه في الامارات د.حبيب غلوم: «الاعمار بيد الله، والمخرج احمد عبد الحليم لم يمر بحياتي انسان وفنان ذو قلب رحيم مثله سواء في الكويت، او مصر، او بريطانيا بحكم دراستي فيها، فهو انسان قبل الفنان بكل المقاييس، وتشرفت بانني تتلمذت علي يديه، ومنذ تخرجي العام 1987، وبعد مرور 23 عاما مازلت اتذكر مسرحيه «الحلاج» التي اخرجها، ويذكرها كبار فناني ومثقفي الكويت، وكان ايضاً قادرا علي احتواء الطلبه وحل مشاكلنا الاجتماعيه قبل الدراسيه، ويقدر ظروفنا، وله مكانه خاصه عندي، وكنت دائم التواصل معه ومع زوجته، واستضفته لدينا في وزاره الثقافه بالامارات، وكنت دوماً اردد علي طلبتي والمثقفين المسرحيين بانهم سيلتقون هذا الفنان والمعلم الإنسان المتواضع، فبالفعل افتقدنا انسانا رائعا».

الفنان عبدالعزيز المسلم قال عنه: «بكل الحزن تلقيت خبر وفاه استاذي الجليل احمد عبد الحليم، وبدوري اتقدم وكل فناني مجموعه السلام الاعلاميه بخالص الحزن والاسي لاسره المخرج الفنان الانسان، الذي مازلت اسير علي خطاه الفنيه، والاكاديميه، وتعلمت منه الكثير علي مقاعد الدراسه مع زملائي حينها، فكان لنا صاحب القلب الكبير والرحيم، ولم يبخل يوماً علينا بالنصح والارشاد، فترك مكانه مميزه في الساحه الفنيه الكويتيه، ولا احد ينكر دوره وعطاءه الكبيرين طيله عمله في المعهد، ويكفي ان تتلمذ علي يديه الكثير من نجوم الفن الان لسنوات طويله».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل