المحتوى الرئيسى

القصة الكاملة للطبيب المصري محمد حلمي الذي أنقذ أربعة يهود من أيدي النازي وكشف عنه الأرشيف الألماني

09/30 16:20

منحت اليوم لاول مره جائزه "شرفاء بين الامم"، والتي تقدمها مؤسسه "ياد فاشيم" لتوثيق وتخليد ذكري محرقة النازيه (الهولوكوست)، لمواطن مصري، هو الدكتور محمد حلمي، لدوره في حمايه واخفاء عائله يهوديه من اربعه افراد ابان الحقبه النازيه في برلين.

ووراء تلك الجائزه قصه كبيره تعود وقائعها بحسب مؤسسه "ياد فاشيم"، لعام 1922، حين قام الدكتور محمد حلمي -المولود بالخرطوم في 1901 لابوين مصريين- بالذهاب الي المانيا عام 1922 لدراسه الطب واستقر في برلين، وبعد ان اكمل دراسته، التحق بمعهد روبرت كوخ، ولكنه طرد عام 1937، لانه ليس من الجنس الاري، (وتقول دراسه اجريت عام 2009 ان المعهد كان منخرطاً بقوه في سياسه الطب النازي)، فطبقاً للنظريه العرقيه النازيه، فان حلمي كان مصنفاً علي انه من السلالة الحامية المنتسبه الي حام بن نوح، وهي سلاله اصطلح عليها في نهايه القرن التاسع عشر للاشاره الي سكان شمال افريقيا بما فيهم قدماء المصريين وسكان القرن الافريقي.

وتم استعمال التمييز العنصري ضد حلمي ومنع من العمل في نظام الصحه العامه بالدوله في ذلك الوقت، ولم يعد قادراً علي تزوج خطيبته الالمانيه وتم القبض عليه عام 1939 مع عدد من المصريين ولكن اطلق سراحه بسبب اصابته بمشكلات صحيه.

ورغم ملاحقته من خلال النازي، تحدث حلمي علناً ضد السياسات النازيه، ورغم الخطر الداهم، فانه خاطر بحياته لاجل مساعده اصدقائه اليهود، وحمايتهم.

فحين بدا ترحيل اليهود من برلين، احتاجت صديقته انا بوروز، الي مكان للاختباء فيه، فساعدها حلمي في الاختباء داخل كابينه يملكها في برلين اصبحت ملاذاً امناً لها حتي انتهاء الحرب في المانيا. وكان حلمي يوفر لها ملاذاً اخر كلما خضع للتحقيق معه او حين يتزايد خطر القبض عليها.

وكتبت صديقته ان بوروز التي اصبح اسمها "جوتمان" بعد الحرب، "لقد كان حلمي صديقاً جيداً للعائله، ساعدني علي الاختباء في حي بوخ ببرلين منذ العاشر من مارس 1942 وحتي نهايه الحرب في 1945، فمنذ عام 1942 فقدت كل تواصل مع العالم الخارجي، وعلم الجستابو(البوليس السري الالماني)، ان دكتور حلمي هو طبيب العائله، وعلموا انه يملك كابينه في حي بوخ ببرلين".

واضافت بوروز في مذكراتها التي كتبتها بعد الحرب: "لقد نجح في التهرب من كل تحقيقاتهم. وفي هذه الحالات كان يقدمني لبعض اصدقائه، حيث كنت اقيم عندهم لايام عده وكام يعرفني علي انني ابنه عمه القادمه من دريسدن.

وعندما يمر الخطر اعود الي الكابينه مره اخري، لقد فعل دكتور حلمي كل شئ لاجلي بكرم شديد من القلب وساكون ممتنه له للابد".

وساعد الدكتور محمد حلمي ايضاً والده انا جوتمان، والتي كانت تدعي جولي، وزوج امها جور وير، وجدتها لامها سيسيليا رودنيك، حيث قدم لهم المساعده الطبيه اللازمه، ووفر لسيسيليا مكاانً تختبئ فيه لمده عام كامل في بيت صديقته فريدا سزوتسمان والتي استضافت السيده العجوز لمده عام كامل وشاركتها الطعام.

وحين قبض علي زوج ام جوتمان، عام 1944 وتم التحقيق معه بعنف، اكتشف الجستابو ان حلمي كان يساعد العائله وانه كان يخبئ انا، وقام حلمي حينها في الحال بنقل انا الي بيت فريدا وتمكن بفضل دهائه من ان يتجنب العقوبه.

وبفضل مجهودات حلمي، انقذ افراد العائله الاربعه. وبعد الحرب هاجر حلمي الي الولايات المتحده ولكنه لم ينس من انقذهم، وكتب خطابات لمجلس الشيوخ ببرلين، في الخمسينيات واوائل الستينيات، كشفت النقاب عنها، ارشيف برلين، وقدمت لمؤسسه "ياد فاشيم" لتوثيق وتخليد ذكري محرقه النازيه (الهولوكوست).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل