المحتوى الرئيسى

هجوم مصر الدبلوماسي بأمريكا.. هل ينجح في إقامة علاقات "بناءة" مع واشنطن.. ومواجهة تحديات"سفارة" الإخوان؟

09/30 11:30

تزامنت زياره وزير الخارجيه نبيل فهمي لنيويورك لالقاء كلمه مصر امام الجمعية العامة للامم المتحدة، مع مجموعه من الجهود المصريه، الرسميه وغير الرسميه، بهدف التاثير علي توجهات بعض الدوائر الامريكيه بخصوص ما يجري في مصر منذ 30 يونيو، للحصول علي دعم امريكي لخارطة الطريق.

وقد يكون احد تاثيرات هذه الجهود هو حديث باراك أوباما في كلمته امام الجمعيه العامه للامم المتحده عن ان الحكومه الحاليه استجابت الي "رغبه الملايين المصريين الذين راوا ان الثوره سارت في منعطف خاطيء"، وهو ما يعد تغيرا مهما في الموقف الامريكي من الحكومه الانتقاليه في مصر.

شهدت واشنطن ونيويورك عده تحركات رسميه واخري غير رسميه، هدفت لطرح بعد اخر لما يجري في مصر، من خلال توفير روايات اخري عما حدث وعما يحدث، وعن طريق، التركيز علي المستقبل وخارطه الطريق في مصر.

فعلي المستوي الرسمي، اكد نبيل فهمي في كلمته في الامم المتحده اهميه دعم خارطه الطريق التي تؤسس لمستقبل مصر، وان الهدف منها هو استعاده الديمقراطيه، وانه سوف يتم تنظيم الانتخابات البرلمانيه والرئاسيه في الربيع المقبل.

وقد صاحب ذلك قيام فهمي بعده لقاءات مع مسئولين امريكيين، ومنهم وزير الخارجيه الامريكي جون كيري، وتشير مصادر الي ان كيري حث فهمي علي دفع عمليه الانتقاليه، وتجنب الحديث عن ضروره اطلاق سراح محمد مرسي، كما التقي مع مفوضيه الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، التي اعلنت عن تخطيطها لزياره مصر خلال الفتره المقبله، لدعم الحوار الوطني.

الي جانب ذلك، كان ظهور فهمي علي قناه سي ان ان بعد كلمه باراك اوباما امام الجمعيه العامه للامم المتحده، كاشفا عن ان التزام مصر بخارطه الطريق ليس له علاقه بالتزام واشنطن بالمعونات التي تقدمها لمصر، وان المساله مرتبطه بما يريده الشعب المصري.

بالاضافه الي ذلك، التقي مستشار الرئيس عدلي للشئون الاستراتيجيه مصطفي حجازي مع المذيعه الامريكيه من اصل ايراني كريستيان امانبور في برنامجها علي قناه سي ان ان، ورغم اهميه هذا اللقاء من حيث توقيته، الا ان اسئله امانبور تكشف عن ان هناك مخاوف امريكيه من العمليه السياسيه في مصر، ورغبه في رؤيه اي تقدم في تنفيذ خارطه الطريق، وفي التعامل مع ما هو "مسكوت عنه" في وسائل الاعلام المصريه، حتي علي مستوي الخطاب السياسي، خاصه ما يتعلق بالحقوق والحريات، ويبدو ان اجابات حجازي، لم تكن مقنعه بما فيه الكفايه، ولكنها كانت مهمه في توضيح الصوره.

وعلي المستوي غير الرسمي، ينشط المصريون في واشنطن، في تنظيم عدد من المسيرات والمظاهرات احتجاجا علي سياسات الاداره الامريكيه الداعمه للإخوان المسلمين في مصر، منذ فض اعتصامي رابعه والنهضه، والتي تسير عاده حول البيت الابيض والسفاره المصريه في واشنطن، وامام مجلس العلاقات الاسلاميه-الامريكيه في واشنطن (كير)، والذي يعد "سفاره الاخوان" في واشنطن ، وبعضها يجوب حول مقر صحيفه الواشنطن بوست اعتراضا علي السياسات التحريريه الخاصه بتغطيه ما يجري في مصر.

واثناء القاء فهمي لكلمته في الجمعيه العامه، تحول محيط مقر الأمم المتحده الي منطقه تنافس بين مؤيدي الحكومه الانتقاليه في مصر، وبين مؤيدي مرسي، حيث نظم كل من الفريقين مسيرات ووقفات، وهو ما دفع قوات الامن الامريكيه للتواجد للتعامل مع اي احتمال لتصاعد الموقف بين الجانبين.

الي جانب ذلك، شارك عدد من الاكاديميين المصريين والسياسيين الداعمين لخارطه الطريق في عده فعاليات، استضافتها عده مراكز بحثيه في واشنطن، منها مركز كراون لدراسات الشرق الاوسط في جامعة براندايس، الي جانب عدد من الجهود التي يقوم بها جماعات شبابيه في التواصل مع اعضاء الكونغرس الامريكي من اجل طرح ابعاد اخري لما يجري في مصر، والتي عاده ما تضيع بين الانطباعات العامه.

لاتزال واشنطن لديها تحفظات علي مسار الحكومه الانتقاليه في مصر، خاصه ما يتعلق منها بمستقبل جماعة الأخوان المسلمين، ودورهم في خارطه الطريق، خاصه بعد صدور الحكم القضائي الخاص بحظر جماعه الاخوان المسلمين، وذلك الي جانب المستقبل السياسي لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، ولكن هناك حرص من الاداره الامريكيه علي تجنب التوتر في العلاقات مع مصر، وتوجه لمنح خارطه الطريق "فرصه"، مع تقييم مستمر لخطوات تنفيذ خارطه الطريق، خاصه خطوه كتابه الدستور، وهذا ما اكد عليه باراك اوباما في حديثه عن "العلاقات البناءه" مع الحكومه الانتقاليه في مصر.

ورغم اهميه هذا التوجه، من حيث تعبيره عن تغير في الموقف الامريكي من العمليه السياسيه في مصر، خاصه وان ما يهم اداره اوباما، كما تحدث عن ذلك في كلمته امام الجمعيه العامه، هو مدي خدمه الحكومه الانتقاليه في مصر لمصالح واشنطن، وهي تحديدا مكافحه الارهاب والالتزام بمعاهد كامب ديفيد، الا ان واشنطن لا تزال تربط الدعم الذي يمكن ان تقدمه للحكومه الانتقاليه في مصر بحجم التقدم نحو الديمقراطيه، وهو الذي يعني في احد ابعاده تراجع الدور السياسي للمؤسسه العسكري، وتاكيد مدنيه العمليه السياسيه في مصر، وفتح المجال امام مشاركه بدرجه ما من جماعه الاخوان المسلمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل