المحتوى الرئيسى

''الجيزة''.. هنا توقفت عجلات ''المترو'' و''أحوال المواطنين''

09/29 13:14

كتبت - دعاء الفولي ونوريهان سيف الدين:

للوهله الاولي ربما لن تدرك الامر؛ تسير بخطوات متردده جهه محطه مترو الجيزه، متسائلاً عن السبب الذي يجعل الشارع الذي تتواجد به المحطه خاليًا، وكان من قبل يعج بالبائعين والميكروباصات، تقترب اكثر من المحطه فلا تجد حولك مشاركين يذهبون لها، تسال احد اصحاب المحلات فيرد قائلاً ''محطه المترو مقفوله من زمان''.

مرّ اكثر من شهر علي توقف اخر مترو بمحطه الجيزه، قبل اغلاقها عقب فض اعتصامي ''رابعه والنهضه'' وحدوث مناوشات قريبًا من المحطه بين الشرطه ومتظاهرين؛ فقامت السلطات باغلاقها، ومنذ ذلك الحين اختلف كل شيء؛ حال الشارع والباعه الجائلين به وحال المحلات، وحال سائقي الميكروباصات الذين كانوا الاكثر تاثرًا.

''وائل'' وقف مستندًا الي سيارته التي يعمل عليها، منتظرًا ان تمتليء بالزبائن كي يذهب بها لمحطه المترو التاليه ''ضواحي الجيزه''، كي ينقل الزبائن الذين تقتضي مصالحهم التحرك بـ''المترو''، ولكي يخفف نسبه خروجه الي شارع الهرم الذي اصبح لا يُطاق، علي حد قوله.

''رزقنا واقف''.. عباره قالها ''وائل'' ليعبر بها عن حالة منذ اغلاق المحطه ''بقالهم اسبوع كل يوم يقولولنا هنفتحها بكره، وسمعنا قبل كده انها هتتفتح في المدراس''، وخاصه ان السيارات الموجوده بجانب المحطه هي بداخل موقف مخصص لها، وهو يخضع لرسم تُدفع للمسئولين عن هذا الموقف من السائقين او ما يطلق عليه ''كارته''، وتختلف قيمتها؛ فتبدا من جنيه علي كل ''فرده'' او تزيد احيانًا.

''جنيه واحد'' هو ثمن الاجره التي يدفعها الراكب في المسافه بين محطه الجيزه وضواحي الجيزه، ورغم تقارب المسافتين الا ان ''الزباين زعلانه من الاجره بس هنعمل ايه، الاجره لما كان المترو مفتوح كانت جنيه ونص للفرد لحد شارع الهرم، لكن دلوقتي احنا شغالين علي نقل الناس لمحطه ضواحي الجيزه''، طبقا لكلام ''وائل''.

''انا بحط بنزين 92 في العربيه، مقدرش احط 80، لازم امون العربيه''.. قالها ''وائل'' عن تضرره وزملائه، كما انهم ''الدور بتاعنا كان بياخد ربع ساعه عشان العربيه تتملي، دلوقتي لازم اقف ساعه الا ربع لحد ما الاقي زباين''، ومع اقتراب موسم الاعياد اصبح الوضع اكثر بعثًا علي الخوف ''كنا في الاعياد بناخد الناس من المترو نوديهم الاهرامات او نوديهم جنينه الحيوانات''.

''محمد الفلسطيني''، احد السائقين بموقف الجيزه، قال انه بعد اغلاق المحطه والوضع اصبح اصعب كثيرًا ''احنا شغالين اليوم بيومه علي قد حالنا، والحال لما بيقف بيقف علي كل الناس''، بينما ''كريم'' سائق اخر قال ''انا بدفع 4 جنيه كارته ساعات عشان اطلع بره الموقف''.

لم يختلف حال ''مصطفي'' الذي لا يمتلك سوي ميزانًا يقف به الي جانب المحطه يتكسب منه الرزق، ومنذ ان اصبح الحال كذلك لم يعد يبالي سوي بان يعود لاهله ليلاً يمتلك نقودًا؛ حيث جلس علي الرصيف ياكل بعض قطع الخبز التي قال عنها ''اهو باكل بقسماط من الفرن من غير ما ادفع فلوسه حتي''، فهو يري ان ''ايام مرسي ومبارك كانت احسن، علي الاقل كنا بنلاقي اكل''، حسب قوله.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل