المحتوى الرئيسى

"رويترز": مصر تملك موارد من الغاز تمكنها من التصدير لكنها تواجه تحديًا في اقناع الأجانب بتطويرها

09/27 16:40

يمثل احد اكتشافات الغاز بمنطقه دلتا نهر النيل دليلاً جديدًا قويًا علي ان مصر تملك الموارد التي تمكنها من التغلب علي انقطاع الكهرباء وتحقيق ايرادات من التصدير مجددًا، لكن التحدي هو اقناع شركات الطاقه العالميه القلقه بتطوير تلك الموارد.

اعلنت شركه بي.بي البريطانية في التاسع من سبتمبر انها اكتشفت الهيدروكربونات في تكوين جيولوجي طوله 50 كيلومترًا من خلال بئر تبلغ عمقها سبعه كيلومترات هي اعمق بئر تم حفرها في الدلتا.

وقدرت الشركه احتياطيات بئر "سلامات" بنحو 1.2 تريليون قدم مكعبه من الغاز او اكثر، وهذه البئر وحدها لن تؤدي الي انفراج ازمه الطاقه بمصر او انعاش الصادرات، لكن باعتبارها واحده من ابار قليله تم حفرها في صخور الطبقه الاوليجوسينيه في دلتا النيل فانها تنبئ بوجود تكوينات غنيه جدًا بهذه الاعماق السحيقه.

وقال مارتن مرفي المحلل لدي شركه وود ماكينزي "المهم في هذا الاكتشاف ان تكلفه الحفر كانت باهظه اذ بلغت 380 مليون دولار، لكن بالرغم من التكلفه المرتفعه يبدو ان بي.بي تثق في الفرص الموجوده علي اعماق ابعد من ذلك".

ويكلف تطوير اكتشافات الغاز بالمياه العميقه مبالغ ضخمه وخلافًا للنفط لا يجري تطويرها بدون سوق مضمونه وسعر متفق عليه.

وبسبب الاضطرابات السياسيه والاقتصاديه في مصر علي مدي العامين الماضيين ضعفت قدره البلاد علي عرض سعر جيد كما تراجعت ثقه المستثمرين بقدرتها علي الدفع.

علاوه علي ذلك لم يعد المستثمرون بقطاع الطاقه يتحملون الاستثمارات التي تنطوي علي مخاطر سياسيه كما كانوا بالسابق بصرف النظر عن الاضطرابات السياسيه التي بدات بمصر قبل اكثر من عامين.

ويرجع ذلك جزئيا الي غموض التوقعات بشان الاسعار وتضخم التكاليف علي مدي السنوات القليله الماضيه ويسري بشكل خاص علي المستثمرين الامريكيين الذين يرون فرصًا هائله في الموارد غير التقليديه ببلادهم.

ومن ادله هذا التغير بيع شركه اباتشي كورب الامريكية لحصه تبلغ 30% في اصل نفطي متميز في مصر الشهر الماضي لشركه سينوبك الصينيه الحكوميه.

وتدين مصر بنحو سته مليارات دولار لشركات تعمل في مشروعات للطاقه داخل البلاد وهو ما يعادل مدفوعات سته اشهر واكثر ببعض الحالات.

ونتيجه لذلك يواجه المستثمرون علي المدي الطويل مثل شركه "بي.جي" البريطانيه اسئله صعبه من المساهمين اذ ان مصر - التي تنتج منها بي.جي 15% من اجمالي انتاج الشركه - تجد صعوبه في دفع هذه المبالغ.

ولم تفلح محاولات "بي.جي" لتعزيز الانتاج من احدي الابار هذا العام عن طريق زياده الضغط الا في ضخ مزيد من المياه.

ويتعين حفر ابار جديده بوتيره منتظمه في الحقول الاكثر نضجا وقد تاخرت احدث مرحله لاعمال الحفر في مشروع الشركه في المياه العميقه بغرب الدلتا عن الجدول الزمني المقرر.

وكل تلك المشكلات هي امور معتاده في قطاع النفط والغاز لكنها تضخمت في اعين المستثمرين بسبب انعدام الاستقرار في مصر.

وقد توصلت بي.بي قبل اكثر من عام الي اكتشاف اخر في المياه العميقه اطلقت عليه اسم ساتيس ولم تتخذ اي خطوه بشانه منذ ذلك الوقت.

وقال مصدر من بي.بي "سلامات اكتشاف رائع ايضًا لكن الي حين الاتفاق مع الحكومه سيظل مجرد حفره في الارض."

وينظر العديد من شركات النفط الغربيه العامله بمصر الي وزير البترول المصري الجديد شريف اسماعيل علي انه قادر علي تسهيل ظروف عملها.

وقال اسماعيل في الاول من سبتمبر انه يعمل علي اعداد جدول لسداد مستحقات الشركات.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل