اتفاق في الامم المتحدة بين واشنطن وموسكو حول الاسلحة الكيميائية السورية

بعد اسابيع من المحادثات المكثفه توصلت روسيا والولايات المتحدة الخميس في الامم المتحده علي اتفاق حول نص يشكل اطارا لتدمير الأسلحة الكيميائية التي يملكها نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ويشكل هذا الاتفاق علي مشروع قرار قد يتم اقراره مساء الجمعه، اختراقا دبلوماسيا هاما بعدما عجز مجلس الأمن عن التوصل الي نص منذ اندلاع النزاع السوري في اذار/مارس 2001 بسبب لجوء موسكو وبكين الي حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات.

وقالت سامانثا باور سفيره الولايات المتحده في الامم المتحده "انه اختراق هام جدا اذ ان مجلس الامن قد يتحرك اخيرا بشكل موحد لاول مره لفرض واجبات قانونيه الزاميه علي سوريا".

وينص مشروع القانون الذي حصلت وكالة فرانس برس علي نسخه منه علي امكانيه ان يقر مجلس الامن عقوبات بحق نظام الاسد في حال لم يلتزم بخطه نزع اسلحته الكيميائيه.

وبحسب النص فان مجلس الامن "يقرر في حال عدم الالتزام بهذا القرار، بما في ذلك نقل اسلحة كيميائية بشكل غير مسموح به او اي استخدام لاسلحه كيميائيه من اي طرف كان في الجمهورية العربية السورية، فرض تدابير تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحده".

ويشير مشروع القرار الي ان بوسع المجلس فرض تدابير في حال افادت منظمه حظر الاسلحه الكيميائيه او الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن انتهاك للخطه الاميركيه الروسية لنزاع الاسلحه الكيميائيه السوريه.

ويجيز الفصل السابع فرض عقوبات وصولا الي استخدام القوه غير ان النص لا يحدد التدابير المحتمله ولا يفرض عقوبات تلقائيه. وفي حال خالفت دمشق التزاماتها، يتعين عندها اصدار قرار ثان ما يترك لموسكو حليفه دمشق امكانيه عرقلته.

وجرت مناقشه النص مساء الخميس خلال اجتماع الدول ال15 الاعضاء مجلس الامن ومن المقرر طرحه للتصويت علي الوزراء الجمعه الساعه 20,00 (00,00تغ)، علي ما افادت البعثه الفرنسية لدي الامم المتحده في حسابها علي موقع تويتر.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اي تحرك ينبغي ان يكون "متناسبا مع خطوره الانتهاك"، بحسب ما نقلت عنه وكاله انترفاكس.

وكان الاوروبيون يطالبون بان ينص القرار علي احاله النزاع السوري الي المحكمة الجنائية الدولية غير ان المسوده تنص فقط علي ان المجلس "يبدي قناعته الشديده بوجوب محاسبه الاشخاص المسؤولين عن استخدام الاسلحه الكيميائيه في سوريا".

وقال مارك لايل غرانت السفير البريطاني لدي الام المتحده "امل ان تصل هذه الرساله الي دمشق وان تفهمها".

ويتعين قبل تنظيم عمليه تصويت مساء الجمعه الحصول علي الضوء الاخضر من منظمه حظر الاسلحه الكيميائيه علي خطه تفكيك الاسلحه الكيميائيه السوريه التي اتفق عليها الروس والاميركيون في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف.

وقال وزير الخارجيه الفرنسي لوران فابيوس ان هذا النص "يشكل خطوه الي الامام" و"يكرر المطالب" التي اعربت عنها فرنسا.

واعلن عن النص بعد محادثات جديده جرت بين لافروف ووزير الخارجيه الاميركي جون كيري.

وقال لافروف بعدها للصحافيين انه تم التوصل الي "تفاهم" مع الولايات المتحده علي مسوده قرار دولي وخطه مشتركه لنزع الاسلحه الكيميائيه ينبغي ان تصادق عليها منظمه حظر الاسلحه الكيميائيه.

اما كيري فاكد ان الاسره الدوليه "بوسعها الان المضي قدما في ازاله الاسلحه الكيميائيه من سوريا وتدميرها".

وفي حال صادق المجلس التنفيذي لمنظمه حظر الاسلحه الكيميائيه في لاهاي علي الخطه الجمعه فسوف يتم التصويت عليها في مجلس الامن لاحقا اليوم.

من جهته قإل ألاسد في مقابله اجرتها معه شبكه تيليسور الفنزويليه ان نظامه لن يطرح "عقبات" في وجه تفكيك اسلحته الكيميائيه مؤكدا ان "سوريا تلتزم عاده بكل الاتفاقيات التي توقعها".

واتفق لافروف وكيري علي خطه لوضع الاسلحه الكيميائيه السوريه تحت سيطره دوليه تمهيدا لتدميرها، ما جنب دمشق ضربه اميركيه بدت وشيكه ل"معاقبتها" علي هجوم كيميائيه اوقع مئات القتلي في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق وتتهم واشنطن وحلفاؤها الغربيون نظام الاسد بالوقوف خلفه.

وسيعقد الوزيران محادثات جديده مساء الجمعه خلال اجتماع في نيويورك يضم وزراء الدول الخمس الدائمه العضويه في مجلس الامن (مع بريطانيا وفرنسا والصين) وبان كي مون ووسيطه في سوريا الاخضر الابراهيمي وسيتركز البحث خلاله علي امكانيه عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا في جنيف.

وتراجع الامل في عقد مؤتمر جنيف مع تزايد الانقسامات في صفوف المعارضه السوريه ما زاد المخاوف من ان يتخذ النزاع منحي اكثر طائفيه وتطرفا.

وفي هذه الاثناء تبدي الامم المتحده مخاوف علي امن فريق الخبراء الدوليين في الاسلحه الكيميائيه الذي استانف الخميس مهمته في سوريا بحثا عن ادله علي استخدام مثل هذه الاسلحه في هجمات متفرقه.

وسيدقق الفريق الذي يتراسه الخبير السويدي اكي سيلستروم في مزاعم بشان 14 هجوما.