المحتوى الرئيسى

حسن روحاني والشبح الواقف بجواره

09/26 12:23

اكتب هذا المقال قبل ان يلقي رئيس الجمهوريه الاسلاميه حسن روحاني خطابه امام الجمعيه العامه للامم المتحده.

وبعد ان انتهي من الكتابه سوف ارابط امام التليفزيون حتي اشاهد روحاني وهو يتحدث الي العالم من فوق منبر الجمعيه العامه. اظن ان رجلا مثله لا يذهب الي اي مكان الا مصحوبا بشبح القتيل الذي جرح قلبه مصرعه باعمق مما جرحته مصارع الالاف من الايرانيين في الحرب الجنونيه التي شنها صدام حسين علي ايران والتي دامت ثماني سنوات اخرجت الي العلن اسوا ما في النظامين المتحاربين البعثي العراقي والاصولي الايراني .ذلك القتيل هو ابنه الاكبر الذي انتحر بمسدس ابيه وهو في الثالثه والعشرين من عمره (قبل واحد وعشرين عاما من اليوم) احتجاجا علي قسوه النظام الايراني وفساده . فهل ما يظهره روحاني من ميل للتفاهم مع العالم وحرص علي تهدئه المخاوف والشكوك ازاء ايران هو محاوله للتدليس علي العالم بتاكيد خلو النظام من القسوه والفساد اللذين انتحر بسببهما ابنه ام محاوله لتطهير النظام من العنف والفساد حتي تهدا روح الابن القتيل؟ بمعني اخر هل الرجل مخادع ام مصلح؟ وهل ان حاول خداع العالم سيكون بوسعه خداع الشبح الواقف بجواره؟

لا نعرف . وربما لن نعرف ابدا . فهل كان رفسنجاني وخاتمي مخادعين ام مصلحين؟ هل هناك من يستطيع الاجابه عن هذا السؤال؟ وهل يعلم احد حقيقه السلطه التي يتمتع بها رجل يقبل يد رجل اخر؟ هل يمكن ان يكون رئيس الجمهوريه الايراني اكثر من سكرتير المرشد للشئون الداخليه والخارجيه للدوله ؟ وهل نفوذه يساوي نفوذ قائد الحرس الثوري ام يفوقه؟

لا شك ان هذه الاسئله محيره لكن رد الفعل الامريكي قد يسلط اضواء كاشفه تساعد علي حل بعض غوامضها .ومن المؤكد انه يتعين النظر الي كلمه باراك أوباما امام الامم المتحده باعتبارها مؤشرا الي الكيفيه التي ينظر بها المجتمع الدولي الي النوايا الايرانيه كما يعبر عنها روحاني.

ولكن كيف ينظر المجتمع الدولي الي الاف الضحايا الذين ماتوا بسبب قسوه النظام الايراني وفساده وبسبب رد فعله الاستعراضي والمستعلي علي الرعونه الدمويه من جانب صدام حسين ؟ ربما لو دققنا النظر حين يقف روحاني لالقاء كلمته لراينا حوله ليس فقط شبح الابن المنتحر بل اشباح الالاف ممن اعدمهم النظام لانهم رفضوا فساد رجال الدين الحاكمين وحاولوا التصدي لجبروتهم والاف القتلي من الشباب الذين سيقوا الي حرب خاضها الخوميني ذو العينين الشيطانيتين وهو يعلم ان النظام الدولي لن يسمح له بان يفوز فيها . لم يكن مطلوبا منه ان يذبح صدام حسين بل كان مطلوبا منه فقط ان يجعله ينزف حتي يشرف علي الموت وعندها يتم الدفع به وهو في الرمق الاخير الي حماقه تسمح للامريكيين بذبحه.

فهل كان روحاني يقصد ان يطرد كل هذه الاشباح عندما نطق بالكلمات السحريه؟ الكلمات السحريه هي «روش هاشاناه مبارك» او مبارك علي كل اليهود راس السنة الجديدة؟ جميل ان يتمني انسان لغيره من بني البشر عاما جديدا سعيدا .ومنذ سمعت ياسر عرفات يقول «شانا توفا» ليهود العالم رحت اقول لجاري اليهودي جورج ولزوجته الرقيقه جولديا اللذين سكنا بجواري عشر سنوات في شمال لندن مع بدايه كل عام يهودي جديد «شانا توفا» . لكن امتناع عرفات عن توجيه هذه التحيه لسنوات طويله ثم نطقه بها في لحظه معينه من التاريخ كانا امرين لهما دلاله تاريخيه واضحه ومهمه ،كانا لحظتين من تاريخ ماساوي لشعبين تعذبهما الصهيونيه بجنونها وشراهتها وقسوتها منذ عشرات السنين . افهم مواقف عرفات ومواقف غيره من القاده الفلسطينيين والمصريين من اسرائيل ومن الصهيونيه واري وراء مواقف القاده الفلسطينيين والمصريين (باستثناء القاده من التنظيمات الاخوانيه والسلفيه التي لا اجد مبررا لمجرد وجودها )تاريخا له معناه، فالصراع مع اسرائيل ليس صراعا عربيا – يهوديا بل هو صراع مصري/فلسطيني- اسرائيلي ذو عمق اردني وسوري..فقط لاغير. اما ايران وغيرها فاطراف انتهازيه باحثه عن مغنم . لهذا فمن الطبيعي ان يغسل روحاني يديه من سخام العنصريه الذي خلفه احمدي نجاد. ليس لان ايران تطورت وصارت اميل الي حل سلمي للصراعات ولكن لان لعبه البحث عن مغنم تغيرت قواعدها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل