المحتوى الرئيسى

الأدب النسوي باليمن ... مشهد ينشد الاكتمال | شؤون ثقافية | DW.DE | 11.09.2013

09/14 17:01

باستثناء الشاعره زينب الشهاريه (توفيت سنه 1702) فان المصادر الادبيه والتاريخيه لم تشر الي اسم لاي أديبة يمنيه حتي منتصف القرن العشرين، وهو ما يعني ان المراه اليمنيه ظلت علي مدي التاريخ غائبه عن المشهد الادبي، زاهده فيه ومقتنعه بانه حكر علي (فحول الشعراء) من الرجال.

هي نظره سادت لقرون متطاوله، غير ان المتغيرات الاجتماعيه والفكريه التي حدثت في العصر الحديث دفعت المراه اليمنيه لخوض غمار هذه التجربه، فحققت حضورا قد لا يكون قويا لكنه مستمر، ويكتسب مشروعيته من خلال اسماء مبدعه استطاعت ان تمنح الادب النسوي وجودا حقيقيا.

تجمع عدد من الدراسات النقديه ان اول نص في الادب النسوي اليمني بالعصر الحديث كان سرديا، اذ نشرت صحيفه "اليقظه" العدنيه بعددها الصادر في العاشر من اكتوبر/ تشرين الاول 1957 نصا قصصيا بعنوان "نبيل" لكاتبه مجهوله، اكتفت بكتابه كنيتها "ام حمزه" باخر هذا النص.

ثم توالت بعد ذلك الأعمال القصصيه، لعدد من الاديبات مثل فوزيه عبدالرزاق، وساميه محمود، وتوّجت القاصه شفيقه زوقري هذه المرحله باصدار اول مجموعه قصصيه بعنوان "نبضات قلب" عام 1970.

ولعل الاديبه فاطمه العشبي كانت الشاعره اليمنيه الاولي التي اعلنت عن نفسها شعرا، ابتداء من ثمانينيات القرن الفائت، ولم يمض عقد من الزمن حتي كان المشهد التسعيني مبشرا بعديد اصوات في المشهد السردي كهدي العطاس ونبيله الزبير وناديه الكوكباني واروي عثمان، وفي المشهد الشعري كهدي ابلان وابتسام المتوكل، وسعاد عبد الملك، وهؤلاء جميعا صدرت لهن اعمال مثلت بعضها اضافه نوعيه للمكتبه الادبيه.

اول ملامح الادب النسوي باليمن هو اتساع مساحه السردي علي حساب الشعري وفق الباحثه ايناس قائد التي عللت للجزيره نت هذه الغلبه السرديه بميل الاديبه اليمنيه الي طرح تجاربها عبر فضاءات مفتوحه، بعيدا عن قيود الشعر وقوانينه الصارمه.

وتؤكد ايناس قائد ان السرديه كانت استجابه تعبيريه ملحه للمنطلق الاجتماعي للادب النسوي في اليمن، وهذا المنطلق سمه اخري بارزه، يؤكده تفاعل المراه مع قضايا المجتمع كقضيه الثار وغلاء المهور وحرمان المراه من الميراث ومنعها من التعليم، وغيرها من القضايا التي تركت بصماتها علي ادب المراه اليمنيه في الوقت الذي انشغل فيه كثير من الادباء الرجال بقضايا السياسه والصراع الايديولوجي.

وحول غياب المسار النقدي في الادب النسوي، تؤكد الشاعره هدي ابلان للجزيره نت ان ذلك لم يكن بسبب اعتبار النقد استرجالا فكريا واستعراض عضلات، بدليل ظهور اصوات نقديه نسويه في الفتره الاخيره، ولكنها لم تصل بعد الي الظهور المطلوب، وسياتي اليوم الذي تحقق فيه حضورا لافتا، شانهن في ذلك شان رائدات المشهدين السردي والشعري.

وتؤكد القاصه الدكتوره ناديه الكوكباني علي ارتباط الادب النسوي بالصحافه الادبيه المتخصصه التي ظهرت في العقدين الاخيرين كصحيفه "الثقافيه" التي كانت تصدر عن مؤسسه الجمهوريه في تعز، وملحق الثوره الثقافي، حيث اتيحت الفرصه لعدد من الاقلام النسائيه بالظهور فحققت شهودا لافتا.

وثمه ملمح بارز يشير اليه الناقد الاديب عبد الرحمن مراد، وهو ملمح يخص النص الشعري وحده، حيث يلاحظ اقتصار كثير من الشاعرات علي الانماط الجديده كقصيده التفعيله، او قصيده النثر.

ويرجع مراد في حديثه مع الجزيرة نت ذلك الي سببين اثنين: استسهال القوالب الجديده التي تعفي الاديبه من دراسه العروض ايقاعا وقافيه بما تنطوي عليه من صعوبه شديده، وفشل المناهج التعليميه اليمنيه في تدريس الايقاع الخليلي الذي تعد انماط التعليم التقليدي –كحلقات المساجد- المصدر الوحيد لدراسته، وهو مصدر غير متاح للمراه بحكم الاعراف والتقاليد الاجتماعيه.

ويشير مراد الي ظاهره جديده في الادب النسوي اليمني تتمثل في الاديبات الفيسبوكيات، وهي ظاهره تؤرق بال المشتغلين بالهم الابداعي، وتعزز حضورها من خلال الاحتماء بتشجيع العنصر الابداعي النسائي وامطاره بكلمات الثناء والاعجاب.

ويؤكد انّ الذين يتحدثون عن النص التفاعلي كحاله انفلاتيه شعوريه علي الشاشه الزرقاء لا يمكنهم تبرير العجز الكامل لبعض الكاتبات في التراكيب والبناء اللغوي، في ظل غياب تام عن المعرفه وعن الشروط الموضوعيه والفنيه للنص الابداعي.

الصعوبات الحقيقيه في مسيره الادب قد تجاوزتها المراه اليمنيه باقتدار، واهم هذه الصعوبات -وفق الباحثه ايناس قائد- الاعتراف بحق المراه في ولوج هذا العالم.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل