المحتوى الرئيسى

العدو الأمريكي يجاهرنا بالعداء

09/06 12:45

علينا ان نكون امناء مع انفسنا وصرحاء غايه الصراحه، ونحن نقف في هذا المفترق الخطير من الطرق بين ان نكون او لا نكون، وكفانا رقصاً علي انغام امريكا وما يسمي بالحليف الاستراتيجي، وغير ذلك من الخزعبلات السياسيه التي نخدر بها انفسنا، حتي نسمع ما نريد ان نسمع، وليس صوت الحقيقه المؤلمه.

الحقيقه الواضحه الان امام اعيننا وضوح الشمس هي ان امريكا وخلفها كل دول غرب أوروبا خاصه الاعضاء منها في حلف الناتو، وطبعاً اسرائيل القائمه بدور كلب الحراسه للمصالح الغربية الاستعماريه في منطقتنا، كل هذه الدول اعداء يضمرون لنا كل سوء، ولا يسمحون لنا بالنمو والتطور والخروج من منطقه نفوذهم الا ما نستطيع انتزاعه عنوه من حريه واستقلال قرار رغم انوفهم.

وقد وضعت هذه المجموعه من الاعداء الذين يلبسون في تعاملهم معنا ثوب الاصدقاء وضعت منذ ثمانينيات القرن الماضي مخططاً شريراً للسيطره علي العالم، جندت له كل الاسلحه، وعلي راسها طبعاً العملاء الاقليميون الذين ينفذون لها مخططها مقابل ما يتلقونه منها من تاييد مادي وعسكري، وتمكين لهم بالسيطره الدكتاتوريه علي الشعوب التي يحكمونها لحساب مجموعه الاعداء الغربيه ولحسابهم الخاص، وطبعاً تساندهم مجموعه الاعداء الغربيه طالما كانوا ينفذون اوامرها ويرعون مصالحها، فاذا خرج احدهم عن الخط المحدد له تحالفوا ضده حتي يدمروه تماما ويستبدلوه بعميل محلي جديد.\nالمخطط الغربي ببساطه هو اعاده رسم حدود دول المنطقه، بدلاً من الحدود التي رسمتها اتفاقيه سايكس/بيكو السريه خلال الحرب العالميه الأولى سنه 1915 والتي قامت بموجبها دول العراق وسوريا ولبنان والاردن والسعوديه بعد انتصار الغرب في تلك الحرب وتمزيق الامبراطوريه العثمانيه التي كانت تسيطر علي هذه المناطق، وطبعاً كان قيام دوله اسرائيل علي انقاض أرض فلسطين اهم انجازات الغرب في هذه المرحله حتي تكون كلب الحراسه الذي يحمي لها مصالحها، ولما ورثت امريكا مكان بريطانيا وفرنسا في هذه المنطقه بعد الحرب العالمية الثانية.. وبالذات بعد العدوان الثلاثي علي مصر 1956، والذي تسبب في انهاء النفوذ البريطاني والفرنسي تماما من المنطقه، وحلول نفوذ الاستعمار الامريكي منفردا محله، بدا التفكير في إعادة صياغة حدود دول المنطقه، خصوصاً بعد ظهور تناقضات تكوين بعض هذه الدول من مجموعات عرقية ودينيه مختلفه مما لا يسمح المجال هنا لتفصيله، وكان الحل الامريكي الامثل لهذا التخطيط الجديد للمنطقه، والذي بداته امريكا في ثمانينيات القرن الماضي، وحملت شركاءها الصغار في دول حلف الناتو علي قبوله هو اعاده تركيب المنطقه من دويلات علي اساس عرقي وديني وطائفي بعد تفتيت الدول القائمه الي هذه الوحدات الاصغر التي تسهل السيطره عليها ويضمن الشرطي الاسرائيلي طاعتها لسادتها وسادته في واشنطن. وخرج الشكل النهائي الجديد للمنطقه الي الوجود في صوره خارطه تفصيليه نشرتها امريكا دون خشيه او حياء في عدد يونيه سنه 2006 من مجله «الجيش الأمريكي» الرسميه، وقد نشرنا هذا المشروع وخارطته في جريده «الوفد» في سبتمبر سنه 2006 واستصرخنا المسئولين العرب ليفيقوا من سبات اهل الكهف ويواجهوا الكارثه الزاحفه، ولكن كما يقول الشاعر العربي:

لقد اسمعت لو ناديت حيا/ ولكن لا حياه لمن تنادي

وقد وجدت امريكا والمجموعه الغربيه ضالتها في العميل المحلي المتميز الذي ينفذ لها مخططها في عصابات التيار المتاسلم الذي يخدر ملايين السذج برايه زائفه باسم الدين، وقد كان اول اختبار لامكانيات هذا التيار خلال حرب الاتحاد السوفيتي الاستعماريه في افغانستان بين سنتي 1980 و1988، ونجحت امريكا نجاحاً منقطع النظير في احياء التطرف الاسلامي لمحاربه «الملحدين الشيوعيين» وقتها، وكان علي راس «الابطال» المتاسلمين وقتها اسامه بن لادن وعبدالله عزام، وتدفقت مئات الملايين من الدولارات من السعوديه علي «المجاهدين» الذين زودتهم امريكا بمئات الالاف من اطنان الاسلحه التي دفع العرب ثمنها، وكانت ارض «مستعمره» باكستان الأمريكية هي المعبر الي ميدان القتال في افغانستان ومركز تدريب «المجاهدين» ضد «الكفره» الشيوعيين، وهكذا انهزم الاتحاد السوفيتي وتفكك بعد ذلك بقليل بعد انسحابه من افغانستان، وكسبت امريكا الحرب الباردة دون فقدان جندي واحد من جنودها، او اطلاق رصاصه واحده، او انفاق دولار واحد علي الحرب.

ناتي الان للجزء الثاني من المخطط الغربي وتضطرنا المساحه المتاحه للتركيز علي الجزء الخاص بمصر فيه، ويقتضي المخطط تقسيم مصر الي اربعه اقسام هي: ثلث سيناء الشمالي الشرقي يضم لقطاع غزه لتكون اماره اسلاميه به وبذلك ينتهي الصراع العربي - الاسرائيلي إلى الأبد، ودويله مسلمه بين المنيا والبحر الابيض، ودويله قبطيه من شمال اسيوط الي شمال اسوان مع منحها ممراً صحراوياً ينتهي عن مرسي مطروح التي تكون ميناؤها علي البحر الابيض، والقسم الرابع والاخير ارض النوبه المصريه التي تضم الي نوبه شمال السودان في دوله نوبية موحده.

اما العميل الامريكي المحلي الذي سيشرف علي تنفيذ هذا المخطط الشيطاني فليس الا جماعة الأخوان المسلمين التي تتمتع بالمزايا التاليه:

1- هي جماعه فاشستيه تحكم السيطره علي اتباعها، وبذلك فلا خطر من الانزلاق لديمقراطيه حقه.

2- هي جماعه لا تؤمن بالوطنيه المصريه كما نشانا عليها، فالعبره لديها بالرابطه الدينيه وبذلك فالتنازل عن ثلث غزه «لمسلمي» حماس شيء طبيعي، فمصر لدي الاخواني سكن لا وطن، ولعلنا مازلنا نذكر قول مرشد اخواني سابق - قطع الله لسانه- طظ في مصر.

وهكذا وجد الاستعمار الامريكي ضالته المنشوده في هذه الفئه الضاله المضلله واغدق عليها المليارات حتي يمكنها من الوصول للحكم عن طريق صندوق الانتخاب، بعد الاعيب شيطانيه مع المجلس العسكري الذي خلف مبارك في ظل مصر لفتره انتقال مؤقته، وبعد التلاعب بانتخابات رئاسيه قبل صدور دستور وطني توافقي يحدد سلطات الرئيس وباقي اجهزه الدوله التشريعيه والقضائيه، وهكذا قفز الاخوان الي السلطه في غفله من الزمن، وبفارق تصويت لايزيد علي 1.5٪ وكانت معظم الاصوات التي حصلوا عليها تصويتا عقابيا ضد المنافس لرغبه المصريين في انهاء الحكم العسكري وليس تصويتاً للاخوان.

وبمجرد وصول محمد مرسي لكرسي الرئاسه بدا علي الفور تنفيذ مخطط الاستعمار الامريكي لتقسيم المنطقه، فبدا في مهاجمه كافه مؤسسات الدوله المدنيه من قضاء وشرطه واعلام، وبدا اخونه اجهزه الدوله من محافظات وحكم محلي، وبدا التمهيد لتسليم جزء من سيناء لقطاع غزه بالضغط علي حماس بايقاف كافه اشكال مهاجمه اسرائيل تاكيداً لحسن النيه مع امريكا، وفي ضوء انقسام المجتمع والاستقطاب الشديد الذي ساده، وبدء استشراء نيران الفتنه الطائفيه بالاعتداء علي اخوتنا الاقباط واحراق كنائسهم حتي ينشغل المجتمع بصراعاته الداخليه، فيخلو الجو لخفافيش الظلام لاخراج مخططاتهم الي حيز التنفيذ السريع، وفي هذه الاثناء كان قد دخل علي خط المؤامره الشريره شريك اضافي هو اردوغان زعيم الاسلام السياسي في تركيا ورئيس حكومتها، فبعد ان فشل تماما في ادخال تركيا في عضويه الاتحاد الاوروبي، نقل احلام زعامته الي افق جيد هو اكذوبه ما يسمي بالخلافة الإسلامية، وتنصيب نفسه سلطانا جديداً لهذه الخلافه، بينما كان حلفاؤه الاشرار في مصر يديرون اسوا اداره حكوميه في تاريخ مصر الحديث سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

وتكشفت الصوره السوداء تماماً امام شعب مصر العظيم الذي كسر في ثوره يناير سنه 2011 حاجز الخوف والجهل التي الابد، فهب في 30 يونيه سنه 2013 في جوله ثوريه عارمه يسترد بها ثورته الي اختطفها لصوص عصابات الاخونه، وبلغت حشوده اكثر من عشرين مليونا وهو اكبر عدد خرج في مظاهره شعبيه في التاريخ، وخرج ابن مصر البار وقائد جيشها عبدالفتاح السيسي علي راس جيشها الباسل لحمايه ثورتها، وسقط حكم اللصوص والخونه، واصيبت امريكا وحلفاؤها الاشرار بالذهول والهلع للسرعه التي سقط بها المخطط الشيطاني الذي انفقوا علي اعداده ما يقرب من ربع قرن، وراحوا يحشدون رايهم العام ضد مصر ويتهمون ثورتها الشعبيه بانها انقلاب عسكرى اسقط سلطه شرعيه منتخبه، وخرجت جرذان العصابات الاخوانيه من جحورها تعيث في مصر فساداً وتدميراً، وتصرخ كلابها المسعوره علنا بانها اما ان تحكم مصر واما ان تحرقها.

ولكن الوقت كان قد فات علي امريكا وحلفائها الاشرار وعملائها المحليين الصغار لانقاذ مخطط الشر الذي كاد ينجح لولا يقظه شعب مصر وتفاني جيشها الباسل.

ستكون هناك طبعاً ذيول للاجرام وتصفيات لبؤر الاجرام وسندفع ثمن حريه مصرنا الحبيبه من دماء شهداء ابرار، ومن خسائر ماديه قد تكون كبيره احيانا، ولكن يهون في سبيل مصر اي ثمن ندفعه وسننتصر في النهايه بفضل اصرارنا وبفضل مسانده اشقائنا من العرب وكل الشعوب الحره، وستهرب فلول الاستعمار في النهايه كما هربت من فوق سطح السفاره الامريكيه في سايجون يوم تحريرها في ربيع سنه 1975 وسنسجد للمولي شكراً علي حمايه كنانته في ارضه وسنقول لمصرنا الحبيبه:

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل