المحتوى الرئيسى

خبراء: أسواق السلع والمعادن العالمية على صفيح ساخن .. بسبب الاضطراب

09/05 07:15

مع تنامي حدة المخاوف العالمية من اضطراب مؤكد سيصيب اسواق السلع مثل المعادن والنفط والعملات على خلفية الظروف السياسية العصيبة التي تمر بها دول العالم, أكد عدد من الخبراء إلى"السياسة" أن تذبذب وترنح تلك السلع قادم لا محالة لاسيما وان العامل الجيوسياسيي لعب الدور الاكبر في تحركها وسيحدد أسعارها في المستقبل .بحسب جريدة السياسة

ورأي فريق من الخبراء ان غالبية المستثمرين يلجأون الى تلك الاسواق كملاذ آمن من المخاطر المحتملة التي ستنجم عن الاحداث السياسية غير المستقرة, بيد ان فريق آخر رأى ان التداعيات تختلف حسب طبيعة وظروف كل سلعة معتباًر ان النفط من السلع الاساسية التي يصعب الاستغناء عنها ولهذا فانه عصي على التأثر باستثناء في حال ايجاد بدائل له وهذا الخيار في الوقت الحالي مستبعد .

اما بالنسبة للذهب فانه اثبت متانته وقدرته على مقاومة الظروف الصعبة واخيرا العملات التي وصفت بأنها لعبة الدول والاكثر تأثرا وقت الاضطرابات.

وأوضح فريق ثالث ان تلك الاسواق ترتبط طرديا بالسياسة وان اي اضطراب حادث في العالم يؤثر عكسيا على تلك الاسواق لافتا الى ان الدول يجب عليها توخي الحذر في تحركاتها حيال تلك الاسواق لاسيما وانها ملاذ المستثمرين الآمن, فلابد للمستثمرين من التكيف مع فكرة أنه سيكون هناك مزيد من التقلب من الآن فصاعداً وهناك مجموعة من الأصول ارتفعت أسعارها إلى حد كبير للغاية, وفي الوقت الذي تأخذ فيه أسعار الفائدة وضعها الطبيعي, لن تستطيع بعض هذه الأصول أن تعطي أداءً جيدا مثلما كانت تفعل في السابق والى تفاصيل التحقق الآتي:

قال الخبير الاقتصادي حجاج بو خضور, ان مخاوف خبراء العالم الاقتصاديين حيال اضطراب مستقبلي لاسواق المعادن والمال والنفط والعملات يعزى الى الاضطرابات الجيوسياسية التي تمر بها غالبية دول العالم حاليا , حيث رأى بو خضور ان الاسواق على انواعها مرتبطه بسعر الصرف وتتعلق بتحقيق نوع من التوازن في التجارة الخارجية , مشيرا الى ان العوامل الجيوسياسية السالفة الذكر تزيد من حده اضطراب سعر صرف العملات وتزيد من تكلفة التأمين بين الدول ما يشكل ضغوطا شعبية وعبئاً على صاحب القرار السياسي, واوضح ان الاسواق مرتبطة ارتباطا طرديا بالمؤشرات الاقتصادية الحادثة في العالم.

وقال ان الدول التي تشهد اضطرابات سياسية حاليا تعد لاعبا اساسا في ملعب الاسواق المالية العالمية, متوقعا ان يكون هناك وضعا اقتصاديا غير مريح خلال الفترة المقبلة لاسيما في ظل تسارع وتيرة الاحداث في غالبية الدول ودعا في الوقت ذاته الى الاسراع لتوظيف هذه الاوضاع لصالح الاسواق .

ويختلف قليلا عن الرأي السابق رئيس مجلس الإدارة في الشركة الأولي للاستثمار خالد السنعوسي, الذي قال ان الاضطرابات لن تستمر طويلا كما هو متوقع ولن يطول أمدها وان الاوضاع الراهنة مرتبط بحل الأزمة السياسية الراهنة وحتما هي في طريقها الى الحل.

وأشار الى ان أكثر الأسواق تذبذبا خلال الفترة المقبلة أسواق الأسهم وفقا لآلية البيع والشراء , أما أسواق الذهب فتأتي دائما عكسيا إذ انه يأخذ معدل تصاعدي في مثل هذه الحالات التي تتصاعد فيها وتيرة الأزمات السياسية وهو نفس الاتجاه الذي ينطبق على اسواق النفط.

وأضاف السنعوسي ان اسواق المال والنفط والمعادن تتأثر دائما نظرا لطبيعة أوضاعها وفقا للأوضاع السياسية, لافتا الى ان المنطقة كلها تعيش عدم الاستقرار وبالتالي ينعكس هذا بطبيعة الحال على اسواق المال بشكل سلبي.

قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة الدولية للتمويل جاسم زينل ان اسواق السلع الاساسية مثل الذهب والعملات هي الملاذ الامن للدول في حال الاضطرابات والتذبذبات السوقية لاسيما وانها سلع حقيقية وليست اوراق , لافتا الى ان الحاجة ملحة دائما لاستخدام مثل تلك السلع لاسيما النفط والعملات والمحاصيل , مشيرا الى ان الاوضاع السياسية والاضطرابات تلعب دورا كبيرا في ارتفاع اسعار تلك السلع الاساسية كما ان المستثمرين المحترفين يخرجون دائما من اسواق الاوراق والاسهم للاحتماء بأسواق السلع الاكثر امانا , واضاف زينل ان التكهن والتنبؤ بخارطة طريق ومستقبل تلك الادوات امر غاية في الصعوبة لاسيما وان اداءها مرتبط طرديا بالاوضاع السياسية .

من جهتها أفادت عضو مجلس ادارة بنك الكويت الدولي نجاه السويدي, ان الاضطرابات السياسية تلعب الدور الاكبر في تحرك اسواق المعادن والنفط والعملات وغيرها من الاسواق الاخرى بيد انها قالت ان هناك مواد اساسية ابرزها الذهب اثبت على مدى السنوات المنصرمة قدرته على الصمود والتصدي للازمات حيث مر بالكثير من الاضطرابات والتذبذبات القاسية بيد انه استطاع الخروج بسلام , من جهة اخرى قالت ان النفط يتأثر بشدة بالاجواء السياسية ولكن يمكنه استعادة مكانته بشكل سريع فيما بعد لاسيما وانه من السلع الضرورية والمهمة للدول ولكنها اشارت الى انه معرض للتراجع في حال تم اكتشاف بدائل للطاقة مستقبلا حيث سيتم الاستغناء عنه بشكل جزئي , واضافت السويدي " عند حديثنا عن العملات نجد ان الوضع مغاير حيث ان العملات تعد لعبة الدول تتأثر بالسياسة بشكل واسع لاسيما عملتي الدولار واليورو, مشيرة الى ان الاسواق في النهاية عرض وطلب والسياسة وغيرها من العوامل الاخرى تلعب دوراً فعالاً في تحرك تلك السلع .

واكدت الخبيرة الاقتصادية ووزيرة التجارة السابقة الدكتورة اماني بورسلي انه من الطبيعي ان عدم الاستقرار في المنطقة العربية سيكون مصدراً لظروف غير واضحة ومستقبل ذات مخاطر استثمارية مرتفعة لاسيما في ظل تزايد الخوف من اندلاع الحرب في منطقة الشرق الاوسط التي سيكون لها اثار اقتصادية وخيمة على الكثير من دول العالم لذلك فان اعصاب ونفسيات المستثمرين مشدودة حاليا وحتى عندما تستثمر فانها في الوقت الراهن تكون استثماراتها محدودة ووقتية ومضاربية سريعة.

واشارت بورسلي الى ان الاسواق العالمية في حالة احترازية لذلك نلاحظ تناقص الأموال الاستثمارية والسيولة الداخلة يوميا في الكثير من الأسواق وهي ردة فعل طبيعية للمستثمرين , فعندما تم ضرب الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر عام 2001 انهارت الأسواق العالمية وتكبدت الكثير منها خسائر فادحة فالمستثمرين تحكمهم العواطف .

وبينت بورسلي أن سوق الكويت للأوراق المالية له حالة استثنائية علما بأنه يتأثر بالأحداث العالمية والعربية المحيطة لكن له وضعيته الخاصة التي تسيطر على نتائجه الاستثمارية لذلك من المتوقع أنه لا تستمر هذه الخسائر في مؤشر السوق العام لوقت طويل لأننا قلنا في السابق أن السوق الكويتي يتأثر بشكل أكبر بالأحداث المحلية.

وطالبت بورسلي حكومة الكويت من التدخل لدعم السوق المالي وعدم تركه وحيدا في مواجهة الأزمة السياسية العالمية والعربية التي لن تؤثر علينا طويلا لأن اقتصادنا الوطني يعتمد على تصدير النفط الذي من المتوقع أن ترتفع أسعاره عما عليه هي اليوم ولكن يجب مساندة شركات القطاع الخاص التي من المحتمل أن تهبط أسعار أسهمها خصوصاً التي لديها استثمارات في الدول المتضررة وتعاني مشاريعها من التوقف أو الخسائر , ولكن نحن كمراقبين للاقتصاد والأداء الحكومي نتوقع أن الحكومة لن تتدخل بشكل جيد ومدروس وسريع لتلافي أي أزمة اقتصادية عالمية قد تطول أو تقصر وتتسبب في دخول الكثير من دول العالم في ركود يتسبب في جمود النمو العالمي.

وقالت بورسلي إنه يجب على المضاربين في سوق الكويت للأوراق المالية أن يراقبوا الأوضاع السياسية العالمية والعربية ومن ثم يتخذوا قراراتهم الاستثمارية وفقا للرؤية الحالية وتكون أهدافهم سريعة ويعتمدوا على أداء سهم الشركة الناجحة والتي تتميز بأدائها المالي الجيد ومشاريعها ومنتجاتها الجديدة حتى تستطيع أن تواكب العالم.

ومن جانبه قال عضو غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالله الملا إن سوق الكويت للأوراق المالية يتميز بوضعه المحلي البعيد كل البعد عن أي أحداث طارئة سواء عربية أو عالمية ولا يتعدى تأثيرها طويلا ومن المتوقع أن يتوقف استمرار نزيف النقاط اليومي بعد فترة قصيرة لأننا دولة منتجة لمادة النفط ومصدرة لها وبالتالي فمن الممكن ان ترتفع أسعار النفط عما عليه اليوم ونحقق أرباحاً.

وبين الملا قائلا إنه حتى مع الإشارات الكبيرة لحدوث الحرب العالمية في المنطقة العربي خلال أيام معدودة إلا أنه في الكويت نجد أن حكومتنا تعمل على تنفيذ مشاريع تنموية كبرى تندرج ضمن خطة التنمية لذلك فإن تأثير الحرب سيكون علينا وقتيا وسينتهي قريبا.

من جهته, اكد المستشار الاقتصادي ورئيس مكتب قسطاس للاستشارات الاقتصادية اياد المطوع, ان تفاقم الاوضاع السياسية سيصحبه ارتفاعات قياسية في اسعار النفط الامر الذي سيساهم بشكل كبير في امتصاص بعض من تداعيات الهزات المالية المتوقعة, الا انه في الوقت ذاته اكد ان الاعتماد على هذا العامل فقط في دعم الاقتصاد لن يكون كافيا وبالتالي لابد من مراعاة تنفيذ خطة التنمية والدعم الحكومي.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل