هنا المنيا: الإخوان حطموا الكنائس.. وبلطجية نهبوها

المنيا - عزه جرجس ومحمد ابو ليله:

الشوارع خاليه من الماره، وقوات الجيش والشرطه تطوق المباني الحكوميه خشيه اقتحامها، القناصه يؤمنون مديريه الامن في الشرفات، والمحلات مغلقه، خشيه مهاجمتها، علامات الترقب علي اوجه القليل.

كانت هذه هي الاجواء المسيطره علي محافظة المنيا، عروس الصعيد، كما تسمي، قبيل ساعات من تظاهرات الجمعه 30 اغسطس، التي نظمها انصار الرئيس السابق محمد مرسي للمطالبه بعودته.

محافظه المنيا كانت من اكثر محافظات الجمهوريه وقوعا في براثن العنف، بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضه، حيث قُتل ما يزيد علي 51 شخصا واصيب 231 اخرين، بحسب المصادر الرسميه، هذا الي جانب حرق  اكثر من 17 كنسيه ونهب منازل وممتلكات للاقباط.

بعد صلاة الجمعة، خرجت مظاهرات علي استحياء، من منطقه قبلي، التي يسكنها  قيادات للجماعه الاسلاميه، وضمت المسيرات العشرات من المشاركين، علي عكس المتوقع، و تمركز انصار مرسي بعد ذلك في ميدان ''بالاس'' لعدت ساعات، حتي حانت ساعه الحظر، فغادروا دون وقوع اشتباكات، كما حدث في السابق، وخاصه، ما اتفق اهالي المنيا علي تسميته بـ''يوم الاربعاء الدامي''؛ حيث تحولت شوارع المنيا الي حرب شوارع بعد فض اعتصامي القاهره.

ما حدث في المنيا يوم الاربعاء كان اشبه بانفلات امني، خصوصا بعدما تقاعست  الشرطه عن اداء دورها، وفقا لروايه عدد كبير من الاهالي.

''منصور'' سائق تاكسي، اكد ان ما حدث في المنيا، لا يقارن باحداث العنف في القاهره، فكلما بعدت مدينه عن العاصمه تزداد بها نسبه العنف، لعدم وجود قوات شرطه بعدد كبير كالتي في القاهره، لافتا الي انه حان لهذه التظاهرات ان تنتهي ''الناس هنا عاوزه تاكل عيش مش فاضيه للمظاهرات والكلام ده''.

التجول في شوارع المنيا يرسم صوره كامله الجوانب للعنف والخراب الذي حل بها، الا ان هذه الصوره لا تفشي عن متهمين بعينهم، مبني احد  البنوك الشهيره تعرض للتحطيم، وكنائس متناثره بطول المنيا وعرضها مكتسيه بالسواد من اثار حريق اتي عليها بالكامل، فيما هدمت مدارس وملاجئ قبطية ونهبت، واثار لطلقات رصاص حي تخترق اعمده الكهرباء.

وحيد، شاب يبدو في العقد الثالث من عمره، صاحب محل بقاله، بمنطقه ميدان صيدناوي، الذي شهد حرق مدارس ملاجئ  قبطيه، قال ان الداخليه تتحمل الجزء الاكبر مما حدث من حرق ونهب لممتلكات الاقباط.

واضاف :''لما عزلوا مرسي يوم 30 يونيو كان هناك تامين لكل المحافظه، اما يوم فض الاعتصامين كانوا يعرفون جيدا انه ستكون هناك احداث شغب، ولم يفعلوا شيئا''، وحيد لفت الي انه اجري اتصالا باحد رجال الشرطه يستغيث وقت الاحداث فكان رد الشرطي عليه ''احموا نفسكوا بنفسكوا''.

''الاخوان قاموا بتكسير بعض المحال وابواب الكنائس، وكان هناك بلطجيه يقومون بنهبها بعد ذلك''، بهذه الكلمات اشار وحيد الي ان الاخوان ليسوا وحدهم من قاموا بالاعتداء علي ممتلكات الاقباط، متابعا :''كل لما تقبل (تتجه الي الوجه القبلي من المحافظه) هناك ناس فقيره ومناطق شعبيه، يجدون فرصه وسط المظاهرات من اجل السرقه''.

في الناحية القبليه من المنيا، ينخفض مستوي المعيشه، وتنشط الجماعات الاسلاميه حيث يسيطرون علي المساجد الرئيسيه بها، وتشمل منطقه ابو هلال قبلي ، المنيا قبلي، عزبه المصاص، السبع، و ابو طبنجه. وبشهاده بعض الاهالي اكدوا ان من يذهب لهذه المناطق يتعرض للسرقه وللتحرش.

علي كورنيش النيل، تبدو الاجواء اكثر  هدوءً، ولم يلاحظ اي اشارات علي ان اعمال عنف مورست بهذه الناحيه التي بها مبني عام المحافظه وفنادق سياحيه لاثرياء المدينه، مدير احد المطاعم الشهيره هناك،  ويدعي ''حمدي'' قال لنا ان من قام باحداث  العنف وحرق الكنائس هم بلطجيه معروفين للشرطه لكنها لم تقبض عليهم.

وتابع مدير المطعم الذي تعلو ''الزبيبه'' جبهته: الاحداث اثبتت ان الاخوان والجماعات الاسلاميه ليس لهم علاقه بحرق الكنائس وان الموضوع ملفق لهم''، لافتا الي ان ''الحال واقف'' ولا يعمل جيدا كما كان بالسابق.

''ام صابر'' ريفيه طاعنه في السن، قالت ان قريتها ''المحرس'' التابعه لمركز ملوي، بها العديد من الاسلاميين المسلحين، واشارت الي انها لا تعلم اذا كان بامكانها العوده مره اخري لمنزلها ام لا بسبب الوضع الامني.

اثناء الحديث، نصحتنا بتوخي الحذر لخطوره الوضع في المنيا، بعدما استطاعت ان تخمن من نبره حديثنا اننا ''مصراويه'' – من القاهره - كما وصفتنا. مشيره الي ان الاوضاع في القري غير امنه منذ يوم 30 يونيو الماضي.

تلك السيده التي غطت التجاعيد علي ملامحها، ظهر جليا في حديثها نبره ذعر من الاسلاميين حيث قالت، بلهجة صعيدية، ''كفالله الشر بدقون كبيره ولا عمرنا شوفنا كده.. كل يوم يتظاهروا والدنيا مش امان''.

معلم باحدي المدارس، رفض ذكر اسمه، قال ان هناك بلطجيه كان لهم دورا كبيرا في الاحداث الاخيره بالمنيا وهم معروفون بالاسم لدي اجهزه الامن مسترسلا:'' دلوقتي هم الخطر علي المنيا والشرطه بتحميهم''، مشيرا الي ان الاخوان انتهوا شعبيا بسبب فشلهم الزريع في الحكم.