المحتوى الرئيسى

توترات دينية يثيرها راهب بوذي مناوئ للإسلام في بورما

08/31 15:21

اندلعت اعمال العنف الديني مره اخري في ميانمار هذا الاسبوع، وذلك بعد ان احرقت منازل المئات من المسلمين في منطقه ساجينغ من قبل مجموعه من الغوغاء البوذيين.

فخلال عام واحد فقط، لقي ما يزيد علي 200 شخص -غالبيتهم من المسلمين- مصرعهم وهُجّرت اعداد اخري من منازلها، وذلك مع حالة الاضطراب التي اندلعت في ولايه الراخين غربي ميانمار، التي كانت تعرف سابقا ببورما، وانتشرت في مدن عده في انحاء البلاد.

ويلقي العديد باللائمه في اندلاع تلك التوترات علي احد الرهبان المثيرين للجدل الي جانب احدي المنظمات القوميه التي يدعمها.

ففي احد الفصول الدراسيه بدير ماسويين، احد الاديره المشهوره بماندالاي، كان شين ويراثو يقوم بدوره التعليمي في تعليم صغار الرهبان متحدثا اليهم عن الاركان الخمسه في العقيده البوذيه.

وكان يتحدث اليهم في درس اليوم عن اهميه تجنب الانحراف الجنسي.

وبعد ان انتهي الدرس، خرج الراهب معي الي خارج الفصل، حيث وقعت عيني علي جدران فناء الدير التي تعلوها لافتات من الصور البشعه للبوذيين الذين سقطوا ضحايا لاحداث العنف والتمييز العرقي الاخيره التي وقعت في ولايه الراخين غربي ميانمار في اكتوبر/تشرين الاول من العام الماضي.

وقال ويراثو انه وضع تلك الصور كتذكير للبوذيين بان هذه البلاد تقع ضحيه لهجمه من ''الغزاه'' المسلمين.

واضاف: ''لا يكون سلوك المسلمين جيدا الا عندما يكونون ضعفاء.

وعندما يصبحون اقوياء، فانهم يستحيلون كالذئاب والثعالب التي تتصيد الحيوانات الاخري.''

ويؤمن ويراثو بان هناك ''خطه كبري'' اسلاميه في الطريق لتحويل ميانمار الي دولة إسلامية.

واذا ما كان ذلك صحيحا، فان ذلك سيكون مشروعا طويل الامد. فالتقديرات الاخيره تظهر ان نسبه البوذيين بين سكان ميانمار البالغ عددهم 60 مليونا تبلغ 90 في المئه، فيما تبلغ نسبه المسلمين خمسه في المئه فقط.

وقال ويراثو: ''خلال الخمسين عاما الاخيره، كنا نشتري من متاجر المسلمين وهو ما جعلهم يصبحون اكثر غنًي وثراء منا، ومكنهم ذلك من الزواج من بناتنا. وبهذه الطريقة، لم يتمكنوا من اختراق امتنا وتدميرها فحسب، بل نجحوا في ذلك مع ديننا ايضا.''

ويتمثل الحل الذي يقدمه ويراثو في منظمه قوميه مثيره للجدل تعرف بـ 969، وهي منظمه تدعو البوذيين للتعامل في البيع والشراء والزواج مع بني عقيدتهم فحسب.

حيث تقوم تلك المنظمه بتوزيع الملصقات الصغيره الملونه التي تقدم بوضوح اسماء الشركات التي يمتلكها بوذيون حتي يتم التعامل معها.

ويري داعمو منظمه 969 انها مجرد منظمه دفاعيه، انشئت لحمايه ثقافه البوذييين وهويتهم. وعندما تستمع الي الخطب التي يقدمها ويراثو وغيره من زعماء تلك المنظمه، لا يخالجك ادني شك بانها منظمه موجهه ضد المسلمين.

وقال ويراثو: ''في الماضي، لم تكن هناك اي تفرقه تعتمد علي اساس الدين او العرق، لقد كنا نعيش معا في اخاء وود. الا انه وبعد ان جري الكشف عن خطتهم الكبري تلك، لا يمكننا العيش في سلام مع بعضنا البعض.''

ومن ولايه الراخين الواقعه غربي ميانمار وحتي المدن الواقعه في الجزء الاوسط من البلاد مثل بلدتي ميكتيلا واوكان، هناك صله ما بين التوترات الدينيه المتناميه من جهه، وما بين الدعوه وانشطه الرهبان ومنظمه 969 من جهه اخري.

حيث ان شراره صغيره، وغالبا ما تكون جريمه من الجرائم او اهانه حسيه يقوم بها احد المسلمين ضد احد البوذيين، من شانها ان تتسبب في اطلاق موجه من الأعمال الانتقاميه التي يواجهها المجتمع المسلم في ميانمار.

ومنذ عشره اعوام، وتحت حكم المجلس العسكري، حبس ويراثو لوجهات نظره المضاده للاسلام. اما الان وفي هذا الوقت من التغيير، يتم ايصال رسالته علي نطاق واسع من خلال الاعلام الاجتماعي واقراص الدي في دي.

الا انه وفي يونيو/حزيران، ظهر ويراثو علي غلاف مجلة التايم ''كوجه الرعب البوذي''، وهو ما اثار ثائره الرهبان البوذيين وجعل رئيس ميانمار ثاين ساين يقف في صفه دفاعا عنه. بل ان ذلك العدد من المجله جري حجبه عن التداول، كما صدر تصريح يشيد فيه الرئيس بالراهب ويراثو واصفا اياه بانه ''ابن للرب بوذا.''

وتري بعض النظريات ان استمرار العنف الطائفي والديني يمكن ان يستغله الجيش كذريعه للمحافظه علي دور رئيسي في سياسات ميانمار.

وقال كايلار سا، وهو راهب حبس لمشاركته في ثوره الزعفران التي اندلعت عام 2007: ''نحن ايضا نتساءل عن ذلك.''

واشار الي ان الحكومه قررت بشكل حاسم انهاء المظاهرات التي كان يقودها الرهبان ضد احد مناجم النحاس التي يدعمها الجيش العام الماضي.

وقال: ''في الوقت الحالي، نعتقد ان حركه 969 غير ضروريه، واذا ما استمر ايلاء الاهميه لهذه الحركه، فربما تصبح عائقا يعترض سبيل الاصلاح الديمقراطي.''

فعلي مقربه من دير ويراثو، يقف المسلمون تطوعا كل ليله في حراسه مسجد جون، احد اكبر المساجد في ماندالاي.

حيث اخبرني هؤلاء انه وفي حال هجوم البوذيين علي المسجد، فانهم لا يتوقعون ان تكون هناك حمايه من قوات الشرطه او الجيش (التي يديرها البوذيون).

وقال سمار نيي نيي، وهو احد الرجال الكبار المتواجدين حول المسجد: ''لا يتحدث الجميع سوي عن العنف الذي يدور بين المسلمين والبوذيين، فليس هناك من يهتم بموضوع سد نهر الايراوادي، ولا يوجد من يهتم بقضيه خط الغاز. واذا كان هناك من يسيطر علي الامور، فلا بد انه شخص ذكي جدا.''

الا ان بعض المسلمين لا يزال لديهم بعض الامل في ان هناك اغلبيه صامته من البوذيين المعتدلين ممن يبدون تخوفاتهم من تلك الاحداث الاخيره، ويبدون بعض التعاطف سرا معهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل