بلعيد اغتيل بسبب انتقاده مشروع "المحجبات الصغيرات"
كشفت وزاره الداخليه التونسيه ان "انصار الشريعه" خططت لاغتيال شخصيات سياسيه واعلاميه مواليه ومعارضه، كما انها سعت الي تاسيس اول اماره اسلاميه في شمال افريقيا، مؤكده ان اغتيالها لبلعيد جاء بسبب انتقاده مشروع "المحجبات الصغيرات".
تونس: كشفت وزاره الداخليه التونسيه الاربعاء ان المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي قتل بالرصاص في 6 شباط/فبراير الماضي، اغتيل علي خلفيه انتقاده مشروع "المحجبات الصغيرات"، الذي اطلقه في تونس الداعيه الكويتي نبيل العوضي.
واعلن مصطفي بن عمر مدير الامن العمومي في وزاره الداخليه في مؤتمر صحافي ان قاتل بلعيد، ويدعي كمال القضقاضي، "قرر" بعد مشاهده برنامج تلفزيوني، شارك فيه المعارض اليساري، "اعطاءه الاولويه ضمن قائمه الاغتيالات الموجوده لديه".
وقال ان القضقاضي، الذي ينتمي الي جماعه "انصار الشريعه" السلفية الجهادية، "طلب الاذن" لاغتيال بلعيد من زعيم الجماعه سيف الله بن حسين (48 عامًا) الملقب بـ"ابو عياض"، وان الاخير "افتي" باغتيال المعارض اليساري. ويوم 28 كانون الثاني/يناير 2013 شارك شكري بلعيد في برنامج "التاسعه مساء"، الذي بثته قناه "التونسيه" الفضائيه.
خلال البرنامج انتقد بلعيد بشده زياره الداعيه الكويتي نبيل العوضي لتونس من اجل اطلاق "مشروع المحجبات الصغيرات" في البلاد، التي تحظي فيها المراه بحقوق فريده في العالم العربي. وطالب بلعيد السلطات بـ"منع هؤلاء (الدعاه) من دخول بلادنا لانهم يلوثونها ويستهدفون هويتنا". وقال ان تونس "فيها كوكبه (من شيوخ الدين) اخر واحد فيهم يعلم هذا الشيخ ومن شيّخوه".
وندد باستقدام "مجموعه من الدجالين (الي تونس) لبث ثقافه غريبه عن هويتنا" وبما سماه "الغزو الوهابي الاتي من بعيد ومن (منطقه) البترودولار"، في اشاره الي دول الخليج العربي. وزار نبيل العوضي تونس في كانون الثاني/يناير 2013.
وقد استقبله في قاعه الشخصيات الرسميه بمطار تونس/قرطاج عماد الدايمي وكان وقتئذ مدير ديوان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي. ويوم وصوله الي تونس اعلن نبيل العوضي في مقابله مع تلفزيون "الزيتونه" المحسوب علي حركة النهضة الإسلامية الحاكمه في تونس، ان مشروع المحجبات الصغيرات "سيكون احد مشاريعنا في تونس".
واشاد العوضي بوزير الشؤون الدينيه التونسي نور الدين الخادمي المحسوب علي حركه النهضه، الذي صلي وراء الداعيه الكويتي في احد جوامع تونس. وفي 9 ايار/مايو الماضي قال راشد الغنوشي رئيس حركه النهضه ان الدعاه الذين تستقدمهم جمعيات اسلاميه تونسيه "يقوّضون الاسس الدينيه للارهاب" في تونس، التي قال انه لم يبق فيها شيوخ دين محليون، بسبب سياسه "تجفيف المنابع" التي انتهجها الرئيسان الحبيب بورقيبه (1956-1987) وزين العابدين بن علي (1987-2011).
وفي 11 مايو الماضي انتقد المرزوقي توافد الدعاه الخليجيين علي بلاده قائلًا "نحن مع الدعاه التونسيين، وليس الدعاه الذين ياتون من مكان اخر.. فلنا ما يكفي من مشايخ (جامع) الزيتونه ومفكريها ليربحوا المعركه الفكريه ضد التطرف". وفي عهد بن علي لم يكن مسموحًا لدعاه اجانب بدخول البلاد.
لائحه لاغتيال نحو 20 شخصيه
وكشفت وزاره الداخليه التونسيه الاربعاء ان جماعه "انصار الشريعه" السلفيه الجهاديه خططت لاغتيال نحو 20 "شخصيه سياسيه واعلاميه"، بينها مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التاسيسي (البرلمان) ووداد بوشماوي رئيسه منظمه ارباب العمل "اوتيكا".واعلن مصطفي بن عمر المدير العام للامن العمومي في مؤتمر صحافي في مقر وزاره الداخليه ان قائمه الاغتيالات التي خططت لها الجماعه تضم سياسيين بارزين، مثل مصطفي بن جعفر (رئيس البرلمان) والطيب البكوش الامين العام لحزب "نداء تونس" (ابرز حزب معارض في تونس) وعامر العريض القيادي في حركه النهضه الاسلاميه الحاكمه.
واضاف ان القائمه تضم ايضًا وداد بوشماوي رئيسه "اوتيكا" واعلاميين معروفين في تونس، هم نوفل الورتاني وسفيان بن فرحات وهيثم المكي ولطفي العماري، والمفكرين محمد الطالبي والفه يوسف، والمخرج السينمائي نوري بوزيد، ورجل الدين المعتدل الشيخ فريد الباجي، اضافه الي الحبيب قزدغلي عميد كليه منوبه، التي تحظر دخول طالبات منقبات الي قاعات الدروس.
وتابع ان اجهزه الامن التونسيه احبطت في الثاني من اب/اغسطس الحالي عمليات اغتيال كانت تستهدف "علي الارجح" خمس شخصيات، بينها كمال مرجان اخر وزير دفاع في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المدير العام للامن العمومي ان وزاره الداخليه احدثت "فرقًا مختصه" لتامين الشخصيات المستهدفه بالاغتيال. والثلاثاء اعلن علي العريض رئيس الحكومة والقيادي في حركه النهضه ان "انصار الشريعه" مسؤوله عن اغتيال المعارضين البارزين شكري بلعيد في 6 شباط/فبراير الماضي، ومحمد البراهمي في 25 تموز/يوليو الماضي.
الي ذلك، اعلن مصطفي بن عمر مدير جهاز الامن العمومي في وزاره الداخليه التونسيه الاربعاء ان جماعه "انصار الشريعه في تونس"، التي صنفتها الحكومه "تنظيمًا ارهابيًا"، واصدرت مذكره توقيف دوليه بحق زعيمها "ابو عياض"، كانت تنوي "الانقضاض علي السلطه بقوه السلاح"، ثم اعلان اول اماره اسلاميه في شمال افريقيا.
وقال بن عمر ان الجماعه خططت لـ"قطع الكهرباء ووسائل الاتصال الهاتفي عن المواطن" وتفجير مصنعين للمواد الكيميائيه "الخطره" في العاصمه تونس، وتوجيه "ضربات متعدده" لمراكز امنيه وعسكريه في "اماكن مختلفه" في البلاد و"في حيز زمني قصير". وتابع ان الجماعه كانت تستهدف من وراء هذه المخططات احداث "فوضي سياسيه وفراغ امني، ثم الانقضاض علي السلطه بقوه السلاح، وفرض الامر الواقع، والاعلان عن تشكيل اول اماره اسلاميه في شمال افريقيا".
واورد ان "جل العناصر القياديه" في جماعه انصار الشريعه، ومنها زعيمها سيف الله بن حسين (48 عامًا) الملقب "ابو عياض"، قد "ترددت لفترات مختلفه علي ليبيا (المجاوره) بعد الثوره" التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واوضح ان هذه العناصر تلقت "تدريبات علي استعمال السلاح في شكل دورات في معسكرات سريه في ليبيا، وقد عاد البعض الي تونس، فيما توجّه البعض الاخر الي سوريا لممارسه (تطبيق) تدريباته علي ارض الواقع واكتساب الخبره".
واضاف ان اجهزه الامن والجيش احبطت مخططات الجماعه بفضل سلسه من التوقيفات في صفوف منتمين اليها كانوا يخططون لاعمال "ارهابيه"، وبفضل كشف مخازن اسلحه هرّبتها من ليبيا المجاوره واحباط عمليات "ادخال متفجرات بحرًا وبرًا من بلد مجاور"، في اشاره الي ليبيا. ولاحظ ان قصف الجيش التونسي اماكن في جبل الشعانبي (وسط غرب) يشتبه في انها تضم معسكرات لمسلحين ينتمون الي "انصار الشريعه" وتنظيم القاعده في بلاد المغرب الاسلامي، ساهم في اضعاف الجماعه.
ولفت الي ان منع الجماعه من عقد مؤتمرها السنوي الثالث، الذي كان مقررًا في 19 ايار/مايو الماضي في مدينه القيروان (وسط غرب) وحظر انشطتها "الدعويه بكامل تراب الجمهوريه" ساهم ايضًا في اضعافها. وقال ان "الشعب التونسي لا يعرف الا الوجه الدعوي المشرق من تنظيم انصار الشريعه في تونس". واضاف "اليوم نكشف لهم الوجه المظلم لهذا التنظيم". وافاد ردًا علي سؤال لمراسل فرانس برس ان جماعه انصار الشريعه تتلقي تمويلات من جهات لم يسمّها في ليبيا واليمن ومالي، ومن جهات اخري داخل تونس، قال انه يفضل "التكتم" علي هويتها في الوقت الحالي بسبب سريه التحقيقات.
تفكيك خليه "جهاد نكاح" في جبل الشعانبي
علي صعيد اخر، اعلن مصطفي بن عمر المدير العام لجهاز الامن العمومي في تونس الاربعاء عن تفكيك خليه لـ"جهاد النكاح" في جبل الشعانبي (وسط غرب) الذي يتحصن فيه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعده في بلاد المغرب الاسلامي. وقال بن عمر في مؤتمر صحافي ان جماعه انصار الشريعه، التي صنفتها تونس "تنظيمًا ارهابيًا"، قامت بـ"انتداب العنصر النسائي، بالتركيز خاصه علي القاصرات المنقبات، علي غرار الخليه التي تم تفكيكها في التاسع من اب/اغسطس الحالي، والتي تتزعمها فتاه من مواليد 1996".
Comments