المحتوى الرئيسى

«أهوار العراق».. محمية طبيعية تتحمل فاتورة صراعات الماضي

08/23 21:16

تنتظر «اهوار العراق» قبله الحياه لتستعيد لقبها الشهير «جنات عدن»ن بعد فاصل طويل من الخراب والدمار اصاب مناطقها المعروفه بكنوزها وثرائها البيولوجي، عندما تحولت اجزاء كثيره من هذا المكان في تسعينيات القرن الماضي الي اطلال علي يد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي نقل صراعاته السياسيه اليها وصارت كتله من الجحيم مضحياً بمساحات كبيره منها اثناء مطارده الشيعه الهاربين من قبضته وقتذاك.

ومنذ ايام، كشفت صحيفه «ديلي تليجراف» البريطانيه ان «اهوار العراق» استعادت اكثر من نصف ما فقدته من حياتها، موضحه ان هذه البؤره فازت بلقب «جنات عدن» باعتبارها المحميه الطبيعيه الاولي في العراق ومن ابرز القطاعات الرطبه علي مستوي الكرة الأرضية فضلاً عن انها اكثر مراكز التنوع الاحيائي في العالم لما تحتويه اراضيها ومواقعها من احياء مائيه وبريه فريده ونباتات وطيور نادره.

واشاد الكاتب جيفري ليون في الصحيفه بقيمه ومكانه «اهوار العراق» مشيراً الي انه قبل اكثر من 5 الاف عام بدا جزء كبير من الحياه الانسانيه الحديثه حول هذه المنطقه، حيث نشات الزراعه وبدات تظهر مدن حديثه، وهذا ما يفسر عمق المشاعر المؤلمه عندما تتراجع مساحه الاهوار بنسبه 93%، وانخفض عدد سكان المنطقه من مئات الالاف الي حوالي 20 الف شخص فيما وصفه برنامج البيئه التابع للأمم المتحدة بانه «اسوا كارثه بيئيه في القرن الماضي».

واهوار العراق عباره عن مناطق في الجنوب عند ملتقي نهري دجله والفرات، وتشكل الحوض الطبيعي لهما وروافدهما، وتكونت منذ الاف السنين من تغذيه هذين النهرين، واهم هذه الاهوار «الجبايش» التي تعد اكبر المناطق وتبلغ مساحتها نحو 600 كيلومتر مربع، بالاضافه الي المسطحات المائيه المتصله تقريبا ببعضها، وموزعه علي محافظات البصره وذي قار وميسان علي ارض تزيد مساحتها علي 3 ملايين دونم.

وامام كارثه بيئيه كهذه، سرعان ما تحرك مؤسس احدي المنظمات المهتمه بالبيئه في العراق عزام علوش، الحائز علي جائزه جولدمان للبيئه، وحاولت المنظمه اعطاء «قبله الحياه» لـ«الاهوار» لتتمكن من استعاده اكثر من نصف المنطقه حالياً بعد ان ابدت وزاره البيئه العراقيه منذ شهر تخوفها من نزوح السكان عن الاهوار لما تواجهه من مخاطر طبيعيه تهدد امن واستقرار الاهالي، وتعيش «الاهوار» علي مدار سنوات حاله من البؤس تتجسد في افتقار بعض القري الي المياه الصالحه للشرب والكهرباء، بينما تحتوي مناطق اخري علي مقذوفات حربيه وعنقوديه من نفايات الحرب والصراعات المسلحه مما دفع «البيئه» العراقيه الي مباشره المسح التقني لرفع الالغام بالتنسيق مع شركات مختصه في هذا المجال حفاظاً علي ما تبقي من رصيد تراثي وطبيعي لهذا المكان الحيوي.

ودق ملف «الاهوار» ناقوس الخطر في العراق، فبادرت الوزاره بتبني استراتيجية وطنية لحمايه البيئه تتضمن اليات لعمل وانشاء المحميات الطبيعية في مختلف البيئات العراقيه للحفاظ علي التنوع البيولوجي وحمايتها من التلوث او انقراض بعض انواعها مما قد يتسبب في اختلال التوازن الطبيعي للبيئه بعد سنوات من الاهمال وما صاحبها من سياسات خاطئه كلفت العراق خسائر فادحه من ثروته الحيوانيه والنباتيه.

ويعيش سكان الاهوار في جزر صغيره طبيعيه او مصنعه، ويستخدمون نوعاً من الزوارق يسمي بـ«المشحوف» في تنقلهم وترحالهم، ولـ«الاهوار» تاثير ايجابي علي البيئه انطلاقاً من كونها مصدراً جيداً لتوفير الكثير من المواد الغذائيه من الاسماك والطيور والمواد الزراعيه التي تعتمد علي وفره واستمرار المياه كالارز وقصب السكر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل