المحتوى الرئيسى

تقرير: السياسة الأمريكية حيال مصر.. مشي على حبل مشدود

08/22 15:51

واشنطن محرجه بين التمسك بالقيم الديمقراطيه وحمايه تحالفها الاستراتيجي مع القاهره، وتحاول التوازن بين الواقعيه السياسيه والقيم الاخلاقيه.

ويقول تقرير حول هذه القضيه: "لقد كشفت الازمه في مصر المعضله التي تواجهها الولايات المتحدة تجاه القاهره حيث تبدو محرجه بين تمسكها بالقيم الديمقراطيه وسعيها لحمايه تحالفها الاستراتيجي مع هذه الدوله العربيه الكبري".

ففيما شكلت واشنطن طوال 35 عاما سندا لنظامي الرئيسين السابقين المتسلطين انور السادات وحسني مبارك المؤيدين للغرب والمعارضين للاسلاميين، تبدو حاليا محرجه منذ سقوط مبارك في فبراير 2011 الذي تلاه في ربيع 2012 انتخاب الرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل عزله في 3 يوليو وحمام الدم الذي جري في الايام الاخيره.

واعتبر خبراء ان الولايات المتحده ممزقه بين المبادئ الاخلاقيه والواقعيه السياسيه وتعاني من صعوبه في اعتماد دبلوماسيه متماسكه حيال مصر. فكيف يمكن الجمع بين الترويج للديموقراطيه وحقوق الإنسان وهي قيم يهوي الاميركيون دفعها قدما وحمايه "مصالح امنهم القومي" اي حمايه تحالفهم مع بلد محوري للاستقرار في الشرق الاوسط.

وفي يوليو 2009 حث الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه الشهير في القاهره علي احلال الديموقراطيه في الدول العربية. ومنذ انطلاق الربيع العربي في 2011 تبني الاميركيون خطا اكثر "واقعيه" يجمع البراغماتيه الدبلوماسيه والقيم الاخلاقيه علي ما اوضح حسين ايبيش من "مجموعه العمل الاميركيه حول فلسطين".

واضاف بخصوص مصر ان واشنطن "تحاول الذهاب الي ابعد ما تستطيع علي مستوي القيم الاخلاقيه من دون تهديد اساس علاقتها الاستراتيجيه" مع القاهره متحدثا عن "توازن دقيق".

وبالتالي ـ حسب نفس التقرير ـ ادانت اداره اوباما من جهه القمع "المشين" للمتظاهرين المناصرين لمرسي وطالبت بعوده الديموقراطيه وهددت بتجميد مساعداتها العسكريه والاقتصاديه البالغه 1.55 مليار دولار سنويا. ومن جهه اخري تجنبت بعنايه وصف عزل مرسي بانه "انقلاب عسكري" وقبلت بحكم الواقع بالنظام الجديد الذي اقامه الجيش وامتنعت عن الحديث عن "حرب اهليه".

وتلخص الخارجيه الاميركيه معضلتها بالطريقه الفضلي. واوضحت مساعده المتحدث باسم الوزاره ماري هارف "علينا اتخاذ قرارات تستند الي مصالح امننا القومي لكن كذلك الي قيمنا ومبادئنا". واضافت "انه كالسير علي حبل مشدود".

ويري جريجوري جوز ـ استاذ العلوم السياسية في جامعه فيرمونت ـ ان النقاش بين القيم الاخلاقيه والمصالح الاستراتيجيه القوميه دائر في اوساط الدبلوماسيه الاميركيه منذ رئاسه جيمي كارتر (1977-1981) الذي شكلت حقوق الانسان نقطه اساسيه في سياسته الخارجيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل