بيان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" .. تقييم الموقف ورؤية للمستقبل

تنشر الحريه والعداله نص بيان التحالف الوطني لدعم الشرعيه ورفض الانقلاب رقم (72) والذي تلاه الدكتور مجدي قرقر امين عام حزب العمل، في مؤتمر التحالف بعد ظهر اليوم الثلاثاء .

تمر مصر بظروف صعبه وخطيره لم تشهدها طوال تاريخها الممتد لالاف السنين، وبما يهدد استقرارها ووحدتها ويدخلها في نفق من العنف لا تستطيع منه خروجا. ولقد حذر التحالف الوطني لدعم الشرعيه ورفض الانقلاب من احتمالات هذا الموقف قبل احداث 30 يونيو عندما بدات مؤشرات الافتئات علي الشرعيه عند بعض المعارضين والمتامرين علي الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.

لقد ظن قائد الانقلاب العسكري الفريق اول عبد الفتاح السيسي انه سيسرق الوطن بالدفع بجزء من الشعب في مظاهرات خادعه لعده ساعات لتكون مسوغا له للانقلاب علي الرئيس المنتخب. ولم يهنا قائد الانقلاب بالسلطه اذ سرعان ما انتفض الشعب ضد الانقلاب في موقف حضاري بهر به العالم كما بهره من قبل في ثوره 25 يناير المباركه. واعتصم الشعب لاكثر من شهر ونصف الشهر في ميداني رابعة العدوية والنهضه بمدينتي القاهره والجيزه وبعض عواصم الحافظات بما اكد علي استمراريه ثورته وديمومتها رغم المجازر التي ارتكبها سفاحو الانقلاب وحكومته ضد الركع السجود بالقرب من دار الحرس الجمهوري وضد الصائمين في مذبحه المنصه.

وازاء هذا الموقف الصامد من الشعب المصري العظيم ورفضه الرضوخ لمغتصبي السلطه قام قائد الانقلاب ومجرم الداخليه وحكومه الانقلاب بمذبحتي رابعه العدويه والنهضه فقتلوا ما يقرب من خمسه الاف شهيد واصابوا ما يزيد علي العشرين الف مصاب بابشع ما يمكن وصفه من جرائم حرب غير مسبوقه في تاريخ البشريه . ورغم هذه المذابح البشعه رفض الشعب المصري الاستكانه وخرج في مظاهرات مليونيه في "جمعه الغضب" وبلغت ذروتها في ميدان رمسيس بقلب القاهره فجن جنون السفاحين واطلقوا رصاص القناصه الحي من الطائرات المروحيه ومن اعلا كوبري 6 اكتوبر والبنايات المحيطه بالميدان ومسجد الفتح فقتلوا ما يزيد علي المائتين وجرحوا الالاف. وعندما قام المتظاهرون وذوي الشهداء بتكفين الشهداء وعلاج الجرحي تم محاصره المسجد بقوه ثلاثيه من الجيش والشرطه والبلطجيه واستمر حصار المسجد لما يزيد علي العشرين ساعه ليقتحموه بعد ذلك ويعتقلوا المئات ممن فيه من الرجال والنساء والشباب ويخرجوهم من المسجد كأسرى حرب. ثم كانت الجريمه الكبري اول امس بقتل المتحفظ عليهم في منطقه سجون ابو زعبل بعد تعذيبهم وحرقهم بغازات سامه وارتكاب جرائم حرب ضد الانسانيه قبل ان تكون ضد ابناء الوطن.

ولم يكتف قاده وحكومه الانقلاب بقتل وجرح واعتقال المتظاهرين والمعتصمين السلميين، بل لجئوا لتشويه وشيطنه المعارضين لهم المتمسكين بالشرعيه الرافضين للانقلاب، وساعدهم في ذلك اعلام الفلول الفاسد ومعه اعلام رجال الأعمال. واذا بهم يزيفون الحقائق ويكذبون ويفضحون انفسهم، بل ويرتكبون جرائم بحق مصريين ابرياء للتغطيه علي جرائمهم البغيضه اسفرت عن قتل ٢٥ جنديا في سيناء.

وبعد هذا الاستعراض السريع للاحداث يؤكد التحالف الوطني لدعم الشرعيه ورفض الانقلاب علي ما يلي:

1- ادانه احداث سيناء واتهام الاجهزه الامنيه التابعه لحكومه الانقلاب بتدبير هذه الاحداث لصرف الانظار عن المذبحه الاجراميه في سجن ابو زعبل والتي راح ضحيتها عشرات الابرياء ولايجاد مبرر للجرائم التي ترتكب بحق الشعب المصري.

2- ادانه اعمال العنف والحرق والنهب التي تمت ضد بعض الكنائس وبعض المنشات العامه ومباني المحافظات وكذا مراكز واقسام الشرطه، ويؤكد التحالف علي السلميه وان اهدافه تنحصر في استعاده الشرعيه ورفض الانقلاب كما يشير الي ان الاجهزه الامنيه لها تاريخ مرير وسيئ في ارتكاب مثل هذه الحماقات بهدف زرع الفتن في مصر كما حدث في كنيسه القديسين. لان مناخ الفتنه هو الذي يضمن لهم الاستمرار.

3- ان هذه الممارسات الخرقاء للانقلابيين دليل علي انهم دخلوا مستنقعا لا يستطيعون منه خروجا. كما يهدفون الي بث الرعب لاجهاض ثورتنا والانتقام للنظام البائد والعدو الصهيوني.

4-  ان ما تشهده مصر الان هي ثوره شعبيه بكل ما تعنيه الكلمه لاسترداد ثوره 25 يناير المجيده من براثن الانقلاب.

5- ان الشعب هو قائد الثوره الحقيقي وهو الذي يحرك كل الفعاليات السلميه المطالبه بالشرعيه والمناهضه للانقلاب وفي المواعيد والاتجاهات التي تحددها كل منطقه وفقا لظروفها، ولا يتعدي دور التحالف دور المنسق والمتابع لهذه الفعاليات والاعلام عنها لان الشعب هو صاحب السياده وهو صاحب الحق الاصيل في استرداد الشرعيه ورفض الانقلاب.

6- لقد اراد قائد الانقلاب في حديثه الاخير ان يوجه رساله لشعب مصر "ليس امامكم الا التسليم او الاباده" ، التسليم والخضوع للانقلاب العسكري والا الاباده كما حدث في مجازره، الا ان الشعب المصري العظيم لن يرضخ وسيستمر في فاعلياته السلميه الرافضه للانقلاب المطالبه بالشرعيه.

7-  ان شعب مصر ومن خلفه التحالف الوطني لدعم الشرعيه لن يفرط في دماء الشهداء والمصابين ويدعو الجميع لتوثيق الوقائع والشهادات الخاصه بالمجازر التي ارتكبها الانقلابيون وفضحهم اعلاميا وعلي صفحات مواقع شبكه المعلومات الالكترونيه.

8-  يدعو التحالف محاميي مصر الشرفاء ومنظمات حقوق الانسان للقيام بدورها في تقديم كل من اجرم في حق الشعب المصري العظيم للعداله في التوقيت المناسب داخليا او خارجيا.

9- استجابه للنداءات التي نادي بها الشرفاء من ابناء هذا الشعب للعصيان المدني فان التحالف يطالب بان يستخدم سلاح المقاطعه بالتدريج وفقا للبدايات التاليه:

- مقاطعه وسائل الإعلام ( صحف وقنوات فضائيه ومواقع الكترونيه ) والداعمه للانقلاب والمتستره علي مجازره، والتي تحرض علي الكراهيه وتروج للاكاذيب وتعمل علي تضليل الرأي العام.

- مقاطعه شركات رجال الاعمال المموله والمؤيده للانقلاب العسكري

- مقاطعه منتجات الدول المموله للانقلاب العسكري

- تصعيد اجراءات العصيان المدني تدريجيا وفقا للظروف والاحداث. 

يا شعب مصر العظيم لا تصدقوا من حنث اليمين والقسم ولا تصدقوا من خان رئيسه وقائده ولا تصدقوا من اعتدي علي اراده شعبه وحريته. ولا تصدقوا من خطف رئيس مصر المنتخب ولفق له التهم المضحكه ولا تصدقوا سفاحا مصاصا لدماء المصريين

لقد اكد التحالف من قبل عده مرات علي قبوله لمبادرات وطنيه عديده تقدمت بها رموز وطنيه وجهات مختلفه ومنها مبادرات للتهدئه حقنا لدماء المصريين ، الا ان الانقلابيين رفضوا كل هذه المبادرات كما اشار زعيمهم "ليس امامكم الا التسليم او الاباده" لكن ارادتنا باذن الله قويه وسنواصل نضالنا السلمي من اجل استعاده الشرعيه كامله باذن الله تعالي 

" وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا اَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "

حمي الله مصر وشعبها، والمجد والعزه لمصر والشهداء

التحالف الوطني لدعم الشرعيه ورفض الانقلاب