المحتوى الرئيسى

مكشاف ألماني لقياس الإشعاعات على المريخ

08/16 10:01

عندما حط مسبار الفضاء كيوريوسيتي علي سطح المريخ في 6 اغسطس/ اب 2012، عمت الفرحه خبراء وكالة الفضاء الأمريكية – ناسا، الذين كانوا يراقبون العمليه من غرفه التحكم في باسادينا بولايه كاليفورنيا. وقد تميزت عمليه الهبوط بالاثاره، فعلي ارتفاع نحو 20 مترا من سطح المريخ اشتغلت محركات صاروخيه مثبته علي منصة تعمل بشكل عكسي وعندئذ نزل المسبار بهدوء معلقا في مظله بواسطه كابلات علي سطح المريخ.

بعدها انفصلت المنصه عن المسبار وطردت بعيدا عن موقع الهبوط حتي لا يتسبب ارتطامها بالسطح ببعثره رمال او حجاره علي المسبار. وتتمثل مهمه كيوريوسيتي في دراسه جيولوجيا وكيمياء المريخ، والبحث عن وجود الكربون وغاز الميثان وبعض المركبات العضويه الاخري لهذا الكوكب القريب من الارض.

فرحه هبوط كيوريوسيتي بنجاح علي سطح المريخ امتدت ايضا الي المانيا، فقد تابع فيزيائيون من جامعه كييل عمليه الهبوط باعصاب مشدوده لانهم هم من قاموا ببناء احد المجسات الموجوده علي المسبار. انه كشاف للاشعاعات من نوع عداد غايغر. وعن ذلك يقول يان كولير، وهو باحث فزيائي في جامعة كيل: "توجد علي المريخ انواع مختلفه من الاشعاعات، و المكشاف الذي صممناه سيقوم بقياس اكبر عدد من هذه الاشعه لتحديد مدي خطورتها علي الانسان او علي الحياه بشكل عام".

خلال رحلته الي المريخ تم تجهيز المسبار كيوريوسيتي بمكشاف الماني

في مختبره في جامعه كيل يفتح كولير احدي الحقائب ويخرج منها اسطوانه معدنيه لا يتجاوز حجمها حجم علبه كوكا كولا وهي نسخه من مِكشاف الاشعه الذي ركب في مسبار كيوريوسيتي. وقد تعمد الباحثون ان يكون حجم هذا المكشاف صغيرا ووزنه خفيفا، لان كل غرام اضافي يضيف مصاريف اكثر لمهمه كيوريوسيتي والتي كلفت مليارين ونصف المليار دولار. بالاضافه الي تحدٍ اخر وهو ندره الكهرباء في مسبار كيوريوسيتي، الامر الذي حتم علي الباحثين تطوير مكشاف مقتصد في استهلاك الكهرباء.

وتكمن المهمه الاساسيه لهذا المكشاف في قياس كل انواع الاشعه الموجوده في الفضاء وهي جسيمات النواه التي تنتشر في الفضاء والتي تقارب سرعتها سرعة الضوء، وكذلك الاشعه السينيه. علاوه علي ذلك يقيس هذا المكشاف ايضا التوهجات الشمسيه، وهي انفجارات كبيره تحدث في الغلاف الجوي للشمس وتصدر طاقه هائله. وسيتم تخزين البيانات التي يقيسها المكشاف بشكل مؤقت في مسبار كيوريوسيتي قبل ارسالها عبر الأقمار الصناعية الي الارض.

وقد قام كولير وفريق عمله بتشغيل المكشاف طيله رحله المسبار للمريخ، والتي استغرقت تسعه اشهر "للتعرف علي كميه الاشعاع التي يتعرض لها رائد الفضاء خلال رحلته للمريخ".

اشعاعات كثيره تتواجد بالمريخ لا يقوي الانسان علي تحملها

تسعي وكاله الفضاء الامريكيه ناسا الي ارسال اول شخص للكوكب الاحمر في عام 2030. وحسب قياسات قام بها الباحثون في جامعه كيل فان جرعه الاشعاعات اليوميه في المريخ تقدر بـ 1,8 ميللي سيفرت. وهي كميه تعادل الاشعاعات الطبيعيه التي يتعرض لها المواطن الالماني سنويا. وحتي بالنسبه لرواد الفضاء الذين سيسافرون للمريخ ستكون نسبه الاشعاعات التي سيتعرضون لها اكثر بكثير مما هو مسموح به لحد الان. وفي رحله الذهاب فقط سيتعرضون لجرعات اشعاعيه تساوي كل الاشعاعات التي من المفترض ان يتعرضوا لها طيله مسيرتهم المهنيه.

لذلك يتوجب حسب الباحثين توفير حمايه اكثر لمركبه الفضاء التي تحمل علي متنها اشخاصا، وذلك بواسطه احاطتها بجدران سميكه تقوم بحجب الاشعه، بالاضافه الي اختيار طريق اقصر في الرحله وخفضها الي اربعه اشهر بدل تسعه، غير ان ذلك يتطلب تكاليف اضافيه بسبب الزياده في استهلاك الوقود.

"كيريوسيتي" يحتفل بعيد ميلاده وحيدا علي سطح المريخ

رحلات الفضاء الي المريخ واخطار الاشعاع علي رواد الفضاء

امال مراكز الفضاء في اكتشاف حياه علي المريخ

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل