المحتوى الرئيسى

حماية البيانات في الإنترنت على الطريقة الألمانية

08/13 20:49

من المقلق جدا ان تعلم ان هناك جهات ما في هذا العالم تقوم بقراءه رسائلك الالكترونيه او بالتجسس علي بياناتك في شبكة الانترنت، حتي وان لم يكن لديك اي شيء تخفيه. فانت تنطلق من فرضيه ان شركات الإتصالات تعمل - وكما تعد - باحترام الخصوصيه الفرديه وسريه المعلومات.

بيد ان الحقائق الخطيره التي كشف عنها ادوارد سنودن، عميل الاستخبارات السابق في وكاله الأمن القومي الامريكيه، اظهرت العكس واثبتت ان لا احد قد يسلم من مراقبه اجهزه الاستخبارات الأمريكية، وذلك بموافقه وتزكيه عدد كبير من حكومات دول العالم.

ما كشف عنه سنودن يطرح سؤالا ملحا، يتعلق بمدي التعاون القائم بين المؤسسات الاستخباراتيه وشركات الانترنت الكبري، مثل ياهو ومايكروسفت وغوغل وغيرها. من جهتها، تنفي تلك الشركات انها سمحت لاي طرف ثالث باستخدام او بالحصول علي بيانات زبائنها. لكن تسريبات سنودن تشكك في ذلك، وهي التي تتحدث عن وجود برنامج سري للتجسس لم يكن العمل به ممكنا الا بموافقه شركات الإيميل.

خوادم المانيه افضل من نظيرتها الامريكيه

ادوارد سنودن يحصل علي حق اللجوء في روسيا، هربا من المتابعه القانونيه اثر الكشف عن برنامج التجسس في بلاده.

وعلي ما يبدو، جُمد نشاط شركتي ايميل في الولايات المتحدة الإمريكية بسبب رفضهما السماح للسلطات بالحصول علي بيانات الزبائن. واحدي تلك الشركتين تدعي لافابيت/ Lavabit وكان سنوندن قد استخدمها بعد فتره هروبه.

وفي حوار مع DW، اوضح الصحفي روبين كومبل المتخصص في قضايا الانترنت، ان للمؤسسات الحكوميه بالولايات المتحده صلاحيات اوسع للحصول علي بيانات المواطنين، وذلك مقارنه بنظيرتها الالمانيه. وفي هذا الاطار اكدت شركه تيليكوم الالمانيه، وهي أكبر شركه اتصالات في البلد، في اكثر من مناسبه، انه لا يمكن لها السماح باستخدام بيانات زبائنها الا بتصريح قضائي. ولهذا السبب يضيف الخبير انه "يفضل شخصيا استعمال خوادم المانيه او اوروبيه علي اخر امريكي، وان كان ذلك لا يستثني تعرضه للتجسس".

غالبيه شركات الايميل داخل المانيا، منضويه تحت لواء شركه يونايتد انترنت الام. ونحو ثلثي مستخدمي الانترنت الالمان، يستخدمون تلك الشركات بشكل رئيسي، خاصه بعدما اندمجت شركه يونايتد انترنت مع شركه تيليكوم العملاقه. ودوافع هذا الاندماج تتمثل - حسب اداره الشركتين - في تقديم حمايه اكبر لبيانات المستخدمين.

وياتي هذا في اطار مشروع تمّ تقديمه يوم الجمعه (التاسع من اغسطس/ اب 2013) تحت اسم "صنع في المانيا"، يقضي بتشفير جميع الرسائل الالكترونيه عبر تقنيهSSL ، وهي في طريقها الي مراكز البيانات المختلفه. بيد انها تخزن في مركز البيانات نفسه بطريقه غير مشفره.

واضاف توماس تشيريش، المسؤول عن قسم الامن المعلوماتي في شركه تيليكوم في مؤتمر صحفي، "انه وخلال هذا البرنامج، يتم تخزين البيانات بشكل يحترم القانون الالماني القاضي باحترام البيانات والخصوصيه الفرديه بشكل صارم".

الخبير روبين كومبل: "مستخدم الانترنت المسؤول الاول عن امن بياناته".

تعد تقنيه SSL من الاليات التي تلقي ثناء كبيرا من قبل الاخصائيين، الا ان روبين كومبل يشدد علي ان اليات "صنع في المانيا" لشركتي تيليكوم ويونايتد تيليكوم ما هما الي قطره ماء علي ارض قاحله، لانها لا تجدي الا لحمايه الرسائل الالكترونيه اثناء عمليه تنقلها بين خوادم شركات معينه. اي بين شركه تيليكوم وجي. ام. اكس مثلا، في حين ان من له حساب لدي غوغل الامريكيه مثلا، لا يمكنه الاستفاده من اليات الامن الالكتروني".

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل