طوابير سيارات تنتظر ساعات لدخول جبل طارق بسبب الاجراءات الاسبانية المشددة

اضطر سائقو السيارات الي الانتظار خمس ساعات للدخول الي جبل طارق الثلاثاء ما اثار غضبهم وانزعاجهم حيث اضطر بعضهم الي دفع السيارات يدويا لتوفير الوقود، فيما تطبق اسبانيا اجراءات تفتيش حدودية مشدده اثارت جدلا متصاعدا مع بريطانيا حول هذه المنطقه الصغيره.

وفي جبل طارق نفسه، اعلن السكان بتحد انهم بريطانيون في هذه المنطقه التي يحمل كل ما فيها طابعا بريطانيا من البارات الانكليزيه التي تقدم السمك والبطاطا المقليين الي صناديق البريد الملكي وكابينات الهواتف ذات اللون الاحمر.

ويؤيد سكان جبل طارق لندن بشده في الخلافات الاخيره بينها وبين مدريد حول مصير هذا الجيب البريطاني الواقع في الطرف الجنوبي لاسبانيا وعلي مرمي النظر من خط الساحل الافريقي.

وثار الخلاف الاخير عندما قامت سلطات جبل طارق ببناء جرف صخري اصطناعي في المياه المتنازع عليها ما جعل من المستحيل علي قوارب الصيد الاسبانيه العمل في المنطقه. وقال كيم بيكرستاف (42 عاما) من سكان جبل طارق "لا نريد ان ننتمي الي اسبانيا، نحن سعداء بكوننا بريطانيين"، وقال ان القيود الحدوديه تضر بالسكان وبالعمإل ألوافدين.

وبالفعل فان الحياه في جبل طارق الذي تنازلت عنه اسبانيا لبريطانيا في 1713 بموجب معاهدة أوترخت، تبدو بريطانيه بجداره حتي مع رجال شرطتها الذين يضعون الخوذات الطويله.

ولكن يستثني من ذلك القرود التي تجوب الشوارع وتعيش في غابات جبل طارق المطله علي المضيق، والتي تختفي اثناء النهار عندما يظهر السياح.

ويعمل نحو 10 الاف اسباني في جبل طارق ذات الحكم الذاتي البالغه مساحتها 6,8 كلم مربع، ويسكنها نحو 30 الف شخص وتحظي باهميه استراتيجيه نظرا لانها تطل علي المدخل الوحيد الي البحر المتوسط من المحيط الاطلسي.

ويعيش نحو 6 الاف من مواطني جبل طارق في الجانب الاسباني نظرا لرخص اسعار السكن، طبقا لمدريد.

وقال رافائيل ماركينا (46 عاما) الموظف الحكومي من بلده لا لينيا الحدوديه الذي كان في زياره لعمته في جبل طارق "من لديهم اقارب او يعملون هنا لديهم وجهه نظر مختلفه عن باقي الاسبان. نحن لسنا ضد سكان جبل طارق".

واضاف ان "جميع المشاكل تاتي من نقطه بدايه غير صحيحه وهي ان جبل طارق اسباني. ولكن جبل طارق منطقه بريطانيه وسكانه يشعرون انهم بريطانيون".

واضاف "في اليوم الذين يقبلون فيها حقيقه ان هذه المنطقه هي في الحقيقه بريطانيه، سيتمكنون من حل ايه مشكله والتوصل الي اتفاقات".

وفي هذه الاثناء ينتظر السائقون بفارغ الصبر الدخول الي جبل طارق والاستفاده من الضرائب المنخفضه التي تجتذب العديد من الاسبان الراغبين في شراء السجائر والوقود الرخيصين.

ووصلت مده الانتظار الي خمس ساعات في ساعات الظهر، بحسب شرطه جبل طارق.

وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو في بيان ان "اسبانيا فرضت اليوم مجددا علي السيارات التي تدخل جبل طارق اجراءات تفتيش مشدده بشكل مبالغ فيه" داعيا المفوضية الأوروبية الي اجراء تحقيق فوري في تلك الاجراءات.

واطفات كارمن فيرنانديز القادمه من بلده سان روك المجاوره في اسبانيا للعمل في التنظيف في جبل طارق، محرك سيارتها وبدات في دفع السياره لتوفير الوقود.

وقالت كارمن (36 عاما) التي تنتظر منذ ساعتين "انا اعمل بالساعه، ولا استطيع الدخول سيرا علي الاقدام لان ذلك يعني ان علي ان ادفع مقابل موقف لسيارتي هنا، واجره الحافله داخل جبل طارق".

اما فرانسيس بيريث (30 عاما) عامل البناء العاطل عن العمل فقال اثناء انتظاره عبور الحدود الي جبل طارق مع عائلته "لقد حدث لي هذا عده مرات علي الاقل ست او سبع مرات" في الايام الاخيره.

وكغيره من سكان المنطقه جاء بيريث من مدينه قيدونيه القريه القريبه من قادش التي تبعد حوالي خمسين كيلومترا عن جبل طارق للحصول علي الوقود او لشراء سجائر باسعار اقل في الارض البريطانيه حيث ضريبه المبيعات اقل.