المحتوى الرئيسى

زيارة خاصة إلى "رابعة"

08/12 13:18

زرت مرتين متتاليتين ميدان "رابعه العدويه"، وامضيت في كل مره اكثر من ساعتين متجولا ما بين المنصة، والشوارع الجانبيه، حيث تنتشر "الخيم"  بشكل غيّر تماما من  "هويه المكان".. فلا تكاد تعرفه حتي لو كنت من سكان ضاحيه مدينه نصر.

الزياره كانت "مجازفه".. وكثير من اصدقائي وزملائي نصحوني ان لا افكر في مثلها، خوفا من رد فعل الاخوان، حال راوني متجولا بين ظهرانيهم في رابعه.

النصيحه استندت الي كتاباتي النقديه للجماعه، ولا اخي قلقي انا شخصيا، بسبب رسائل "السب والقذف" والشتائم والعنف والتطرف التي ما نفك يستقبلها  "ايميلي" الخاص من قراء غالبيتهم ينفي عن نفسه عضويته في الجماعه ولكنه "متعاطف" مع "المشروع الاخواني".. وبعضهم الاخر لا يخفي انتماءه اليها.. بلغت في عنفها حد التهديد المباشر بـ"التصفيه".

ومع ذلك انتصرت لفضولي الصحفي، مدفوعا بالرغبه في الاطلاع علي تفاصيل الواقع بنفسي بدون وسطاء.دخلت الميدان من ناحيه شارع الطيران، كان مشهد "لدٌشم" و"عسكره " المدخل.. وانتشار الشباب المسلح بالعصي "الشوم" وبجوارهم اكوام "الزلط" .. يبعث علي الخوف.. توقفت امامهم مترددا.. وهم مشغولون بالاطلاع علي هويات كل من يرغب  في دخول الميدان .. اقترب مني شاب وسالني ما اذا كنت راغبا في الدخول، متفحصا وجهي، ثم قال بلهجه ودوده : الست فلان؟!  حين تعرف علي ذاكرا اسمي بصوت عال لفت انتباه زملاءه من حراس المكان.. قلت في نفسي" ها قد جاءك الموت يا تارك الصلاه.

توقعت ان اعامل معامله سيئه، وان تطاردني الشتائم وربما الطرد من الميدان قبل ان ادخله، غير اني فوجئت بحفاوه غير متوقعه، مع اصرار من الشباب علي ان يصطحبوني الي الداخل ومرافقتي الي ان انهي زيارتي.شكرتهم بلطف.. وطلبت منهم تركي بحريتي.

عند المنصه.. كان المشهد مؤثرا الي حد بعيد.. ولفت انتباهي اعداد النساء والاطفال والصبايا.. حيث يفوق عددهن عدد الرجال.. وهي الملاحظه التي جعلت البعض يتشكك في نوايا الجماعه بشان وجودهن، بوصفهن "دروعا" لردع الامن حال قرر فض الاعتصام.. او للمتاجره بدماء الضحايا منهن امام المجتمع الدولي.

الوجوه التي قابلتها ليست في غالبيتها "اخوانيه".. وقال لي شاب "ملتح" تعرف علي وانا بجواره: ان اغلب الموجودين من شاب السلفيه او المتعاطفين مع الجماعه القادمين من الارياف للدفاع عن الاسلام الذي يتعرض لـ"مؤامره" من "السيسي" كما يعتقدون.. وهمس في اذني قائلا.. نحن "خائفون" و"متشككون" لاننا لاحظنا الغياب التدريجي لشاب الاخوان.. فلا تكاد تجد منهم الا عددا قليلا.. مضيفا: يبدو انها سحبت رجالها، لشغل الفراغ في الاقاليم.. وتركت لغيرهم ميداني رابعه والنهضه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل