مقاطع من مشهد العبث

عفواً عزيزي القاريء .. المشهد العام مرتبك امام اعيننا لكنك لو دققت النظر سوف تكتشف ان ثوره 25 يناير يجري شطبها من الوجود بعدما عاد أمن الدولة بكل جبروته وعنفوانه واخذ القانون اجازه اجباريه ، وجلس علي كرسي الوزاره عدد من رجال مبارك وجمال مبارك ، وتم تشييع شعارات الثوره الي مثواها الاخير فلا عيش ولا حريه ولا عدالة اجتماعية.. ورغم شواهد كثيره علي ذلك فان الناس تبدو كما لو كانت "سرقاها السكينه" علي راي جدتي الله يرحمها .    

يسالني قاريء : وما دليلك علي ما تقولين ؟ وهو سؤال مشروع تعالوا معاً نبحث في الاجابه عنه عبر عده مقاطع تبدو متفرقه لكننا اذا جمعناها بجوار بعضها فسوف تكتمل الصوره والاجابه ايضاً..

مقطع رقم واحد    

يوم الخميس 25 يوليو ، اعلن د. أحمد جلال وزير الماليه في حكومه الانقلاب انه تقرر صرف العلاوه الاجتماعيه بنسبه 10% فقط ، وتكلم سيادته كما لو كان يزف خبراً جديداً بينما المعروف ان الرئيس محمد مرسي كان قد قرر رفع نسبه العلاوه من 10% الي 15% لمواجهه اعباء الحياه المتزايده ، الا ان الحكومه الببلاويه المحت في وقت سابق الي انه سيتم الغاؤها مما كان له رد فعل غاضب من جانب العاملين بالدوله، فتراجعت عن هذا القرار لكنها في الوقت نفسه قررت تخفيضها بدلاً من الغائها.    

وهكذا يستقبل الناس الاعياد وقد طارت منهم نسبه لا باس بها لمواجهه اعباء الحياه ولكن الدلاله الاكبر في ذلك هو تعطيل اي اجراء يمكن ان يخدم شعار العدالة الاجتماعية الذي قامت الثوره من اجله ،ولا تتعجبوا من ذلك فوزير الماليه هو كبير مهندسي السياسة الاقتصادية التي سعي جمال مبارك لتطبيقها ، وهو من اخلص رجال جمال مبارك من خلال المركز البحثي الذي يراسه ويضم في عضويته اعضاء لجنه السياسات تبع وحيد زمانه جمال مبارك .   

والان .. ما راي الذين خرجوا يوم 30 يونيه ، وبدون شماته هل التفويض المزعوم الذي منحوه للسيسي يشمل اعاده نظام مبارك بشخوصه وفساده وسياساته واجهزه امنه ؟ ما لي اراكم لا تتكلمون ؟

مقطع رقم 2    

من قبل ان تصل العلاوه الببلاويه بعد تخفيضها لجيوب المصريين ، اشتعلت الاسعار وتدهورت الخدمات.. فالكهرباء تنقطع بالساعات والمياه ايضاً والناس  " سكتم بكتم " والحكومه طناش .. واللحمه ازداد سعر الكيلو منها عشره جنيهات وفي بعض المناطق عشرون جنيهاً .. والبيضه اصبحت بجنيه .. ورغيف العيش تدحدر حالة بعد ان كان قد تحسن وفق خطه الوزير باسم عوده ,, والبلطجه علي عينك ياتاجر طالما هي لمواجهه الاسلاميين .. والقائمه تطول في هذا المجال بينما الحكومه غائبه او تتفرج لانها فيما يبدو متفرغه للانتقام من الشعب الذي فجر ثوره 25 يناير ومشغوله في التشفي في الاسلاميين كما لو كانوا كائنات غريبه لا يمتون بصله للشعب المصري ووصل العهر باعلام الفتنه ان يطلق كلمه "ارهابيين" علي شباب زي الورد لمجرد انهم مع شرعيه الرئيس محمد مرسي ، ولم يحترم هذا الاعلام جلال الموت واطلق هذه الصفه علي شهداء من خيره الشباب في تخصصات علميه عديده.

مقطع رقم 3    

اكاذيب لا اول لها ولا اخر يرددها انصار الانقلابيين وصلت الي حد الادعاء زوراً بان انصار مرسي يجعلون النساء يتصدرن المسيرات كدروع بشريه وهي اكذوبه كبري وافتراء علي الحق ولا يمكن ان يصدقها عاقل ، وبحكم كوني شاهده علي ذلك فاننا نحن النساء نسير في منتصف المسيره ويحيط بنا الرجال في الاطراف وهذه شهاده حق يحاسبني عليها الله سبحانه وتعالي.    

وكذلك زعموا ان قيادات الاخوان يصدرون الشباب للموت بينما ينعمون هم وابناؤهم بالحرير ، ولا ادري من هذا المجرم الذي اطلق هذه الكذبه وما رايه في استشهاد قيادات كبيره منها علي سبيل المثال لا الحصر النائب محمد مختار اللقاني، عضو مجلس الشوري الاخواني في احداث النصب التذكاري ، وايمن زهيري امين حزب الحريه والعداله في شمال سيناء رحمهما الله وتقبلهما مع الشهداء هم وكل الذين قضوا نحبهم برصاص العسكر  .    

ولا ينفصل هذا عن محاولات الداخليه والجيش لتدبير ما يشبه حادثه المنشيه مره ثانيه حتي يمكنهم ان يعتقلوا كل الاخوان ويعدموا نصفهم بتلفيق جرائم بشعه لهم و"تلبيس" كل الشغب والقتل لهم وايهام الشعب بانهم فصيل دموي يفعل ذلك من اجل اطماع سلطويه، لكن الاغبيه لا تريد ان تفهم ان الزمن تغير كتيراً والشعب كذلك تغير كتيراً، ولا تريد الاغلبيه ان تستوعب ان الثوره الحاليه ليست قائمه علي الاخوان فقط فهناك ملايين يشاركون في مسيرات الشرعيه في كافه انحاء الجمهوريه ولذك فان اعتقال كل الاخوان سيزيد الامر اشتعالاً وكذلك فان اي محاوله لفض الاعتصامات بالقوه هي جريمه بكل المعايير الدوليه لحقوق الانسان.

جاءتني هذه الرساله من اخ من الجزائر, وحملني امانه توصيلها لجموع الشعب المصري ويقول فيها:

من جزائر الجهاد والشهاده ازف اليكم تحيه من عند الله مباركه طيبه، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد: قلوبنا تعتصر دما وحزنا علي ما يجري في بلدنا الشقيق مصر، لكن والله كلنا امل في ان مصر ستخرج من محنتها بفضل الله ثم بفضل المخلصين من ابنائها.[اختي الفاضله بلغي سلامنا من الجزائر الي جموع المصريين الشرفاء، و اوصلي لهم نصيحتنا التي خرجنا بها بعد ازمه دامت اكثر من عشره سنوات...."لا تستجيبوا للعنف ولا تنجروا اليه" فقد نجح عسكر الجزائر في 92 بسبب انجرار الشعب للعنف فوجدوا الذريعه للانقضاض عليه بمباركه انظمه خليجيه ومن ورائهم الفرنسيون والامريكان.. ثبت الله خطاكم قلوبنا معكم نصركم وايدكم "ولا تهنوا ولا تحزنوا و انتم الاعلون ان كنتم مؤمنين"]

انتهت رساله الاخ الكريم ويبقي لي تعليق قصير حتي يتذكر اولو الالباب ، فهو يشير الي عام 1992 ولمن لا يعرف ففي ذلك العام اكتسح الاسلاميون الانتخابات واصبح من حقهم حكم الجزائر ولكن شريعه الغاب رفضت ذلك ولان العسكر هم العسكر في كل البلدان فقد تحرك الجيش هناك والغيت نتائج الانتخابات وبدات مرحله طويله لمطارده الاسلاميين.