المحتوى الرئيسى

سليمان بن صُرَد يصرخ: «يالثارات الحسين»

08/07 13:22

كان المختار - شانه شان الشيعه كافه- يبحث عن عدو عدوه «بني امية» ليتحالف معه، ومن هنا كان سعي «المختار» الي عبدالله بن الزبير في مكه. «دخل المختار المسجد فطاف وصلي ركعتين وجلس، فاتاه معارفه يحدثونه، ولم ياتِ ابن الزبير، واتاه عباس بن سهل وساله عن حاله، ثم قال له: مثلك يغيب عن الذي قد اجتمع عليه الاشراف من قريش والانصار وثقيف؟! لم تبق قبيله الا وقد اتاه -يقصد عبدالله بن الزبير- زعيمها فبايع. فقال: اني اتيته العام الماضي وكتم عني خبره، فلما استغني عني احببت ان اريه اني مستغنٍ عنه. فقال له ابن سهل: القه الليله وانا معك. فاجابه الي ذلك، ثم حضر عند ابن الزبير بعد العتمه، فقال المختار: ابايعك علي الا تقضي الامور دوني، وعلي ان اكون اول داخل، واذا ظهرت استعنت بي علي افضل عملك. فقال ابن الزبير: ابايعك علي كتاب الله وسنه رسوله. فقال: وشر غلماني تبايعه علي ذلك؟! والله لا ابايعك ابداً الا علي ذلك، فبايعه، فاقام عنده وشهد معه قتال الحصين بن نمير وابلي احسن بلاء وقاتل اشد قتال، وكان اشد الناس علي اهل الشام.

ويحار المحلل امام موقف «المختار» وهو يؤكد علي عبدالله بن الزبير الا يقطع الاخير امراً دون مشورته وان يكون اول الداخلين عليه، او بعباره اخري ان يكون شريكاً له في صناعه القرار، ويسال: وهل كان المختار يسعي الي الثار، او الي القياده والرئاسه، او كان يهدف من موقفه هذا الي دفع عبدالله بن الزبير الي مشاركته السعي للثار من قتله الحسين؟ ركب المختار راحلته نحو الكوفه فاخبره اهلها خبر سليمان بن صرد وانه علي المنبر، فحمد الله ثم قال: ان المهدي ابن الوصي -يقصد محمد بن الحنفية- بعثني اليكم اميناً ووزيراً واميراً، وامرني بقتل الملحدين والطلب بدم أهل بيته والدفع عن الضعفاء، فكونوا اول خلق الله اجابهً. فضربوا علي يده وبايعوه. وبعث الي الشيعه وقد اجتمعت عند سليمان بن صرد وقال لهم نحو ذلك، وقال لهم: ان سليمان ليس له بصر بالحرب ولا تجربه بالامور، وانما يريد ان يخرجكم فيقتلكم ويقتل نفسه، وما زال بهذا ونحوه حتي استمال طائفهً من الشيعه وصاروا يختلفون اليه ويعظمونه.

فلما خرج سليمان يقصد الثار لقتل الحسين قام اتباعه بالقبض علي المختار، والقي به في السجن، فكان يقول في السجن: اما ورب البحار، النخيل والاشجار، والمهامه والقفار، والملائكه الابرار، والمصطفين الاخيار، لاقتلن كل جبار، بكل لدن خطار، ومهند بتار، بجموع الانصار، ليسوا بميل اغمار، ولا بعزل اشرار؛ حتي اذا اقمت عمود الدين، وزايلت شعب صدع المسلمين، وشفيت غليل صدور المؤمنين، وادركت ثار النبيين، لم يكبر عليّ زوال الدنيا، ولم احفل بالموت اذا اتي. كان المختار بن عبيد الله ينوح علي الحسين في سجنه -وربما يكون اول من اخترع فكره النواح عليه رضي الله عنه- في الوقت الذي خرج فيه سليمان بن صرد للثار للحسين، في ربيع الآخر من عام 65. فلما اتي النخيله دار في الناس فلم يعجبه عددهم، فارسل حكيم بن منقذ الكندي والوليد بن عصير الكناني، فناديا في الكوفه: يالثارات الحسين! فكانا اول خلق الله دعوا: يالثارات الحسين. وقيل له: ان المختار يثبط الناس عنك، فاقام بالنخيله ثلاثاً يبعث الي من تخلف عنه، فخرج اليه نحو من الف رجل. فقام اليه المسيب بن نجبه فقال: رحمك الله! انه لا ينفعك الكاره ولا يقاتل معك الا من اخرجته النيه، فلا تنتظر احداً، وجدّ في امرك. قال: نعمَ ما رايت. ثم قام سليمان في اصحابه فقال: ايها الناس، من كان خرج يريد بخروجه وجه الله والآخرة فذلك منا ونحن منه، فرحمه الله عليه حياً وميتاً، ومن كان انما يريد الدنيا فوالله ما ناتي فيئاً ناخذه وغنيمه نغنمها ما خلا رضوان الله، وما معنا من ذهب ولا فضه ولا متاع، وما هو الا سيوفنا علي عواتقنا، وزادٌ قدر البلغه، فمن كان ينوي غير هذا فلا يصحبنا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل