المحتوى الرئيسى

"إعلام مضلل" وألعاب نارية وحضور أقل.. "انقلاب" الشيخ جبريل على طقوس ليلة 27 بجامع عمرو

08/05 13:16

لاكثر من 20 سنه، ظل الشيخ محمد جبريل محافظا علي طقوس عاديه في ليله 27 رمضان التي يعتقد علي نطاق واسع انها تصادف ليله القدر ذات المكانه الخاصه في الدين الاسلامي، لكن مساء امس الاحد، حيث احتشد وراء جبريل عدد اقل من المعتاد كل عام، في "مسجد عمرو بن العاص". فانه خرج علي كثير، مما استقر عليه رواد الليله، بما يشكل "انقلابا" ناعما علي طقوس حرص عليها طوال سنين.

وفي مشهد غريب علي المصلين في جامع عمرو، وبمجرد ان انتهت الصلاه قام بعض الشباب باطلاق عشرات من الألعاب النارية امام سوق الفسطاط، في جو غير مالوف في المنطقه خاصه خلال تراويح رمضان، حيث اصبحت المنطقه تشبه احتفالات ميدان التحرير، ما فسره البعض بانه تعبير عن الغضب مما يبدو انه توجه سياسي للقارئ الاشهر في العالم الإسلامي.

لم يقرا جبريل في صلاة القيام من اجزاء القران التي تقع بين الجزءين 25 و27 وفقا لما هو متبع من قراءه جزء كل ليله، لكنه قرا الجزء الاخير في القران، كما اتاح لائمه وخطباء الحديث في مكبرات الصوت خلال فترات الراحه بين الركعات، ملمحين لمواقف سياسيه، تصريحا او تلميحا، فقد دعا احدهم للحوار والمصالحه، بينما قال اخر بوضوح "كونوا مع الاسلام".

ركز جبريل لسنوات علي الاشارات والمعاني الدينيه الجامعه بين المسلمين، في ليله القدر، وكانت فلسطين والقدس والمسجد الاقصي مفردات حاضره دائما في دعائه، لكنها غابت لاول مره بعد ان كانت القضيه الفلسطينيه عنصرا اساسيا في دعاء جبريل، الذي فاز بلقب القارئ الاول في العالم الاسلامي في مسابقه اقيمت بمكه المكرمه منذ اكثر من 20 عاما.

ولم يرد ذكر سوريا، التي دعا لها بقوه في العامين الاخيرين، حتي ان جبريل ردد في العام الماضي اكثر من مره "اللهم عليك بالطاغيه بشار"، لكنه لم يذكره في دعاء امس، الا انه قبل انتهاء الدعاء بدقائق، استدرك "اللهم ارحم ضعف اخواننا في الشام وفي بورما".

الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهوريه المعزول، والمحتجز في مكان غير معلوم، لم يرد ذكره تصريحا او تلميحا، بالرغم من ان جبريل دعا له بالتوفيق والسداد، وان يهيئ الله له البطانه الصالحه، في العام الماضي.

ولم يذكر جبريل شهداء الجيش المصرى خلال العمليات الاخيره في سيناء، بينما دعا لهم في ليله القدر العام الماضي بعد ايام من الهجوم علي نقطه حدوديه عسكريه في رفح والتي سقط فيها نحو 16 شهيدا.

اعتاد المصلون في جامع عمرو افتراش الارض في المسافه بين محطتي مترو الملك الصالح ومار جرجس لاكثر من كيلو متر، وكان من المعتاد ان يكون الزحام شديدا كل عام، غير ان الحضور امس كان اقل من المعتاد، حيث استطاعت عشرات السيارات الدخول للشارع المقابل لبوابه المسجد، وهو ما لم يكن مسموحا به لمسافه كبيره، في محيط المنطقه، خلال الاعوام الاخيره.

كما خلت احدي حارات الطريق امام المسجد من المصلين بعد ان كانت تتكدس بالالاف، كما لوحظ انخفاض اعداد السيدات والفتيات عن كل عام.

ويقع جامع عمرو في منطقه تتسم بالتنوع في دور العباده التابعه للديانات السماويه الثلاث، حيث تضم كنيسه ابي سيفين والروم الارثوذكس، اضافه الي الكنيسة المعلقة التي انشات علي حصن بابليون الاثري، ومعبد بن عزرا للطائفه اليهوديه.

في الركعه الاولي من صلاه التراويح قرا الشيخ جبريل سوره "النبا"، وفي الركعه الثانيه توقف عند الايه 40 حيث كرر ثلاث مرات جمله "يوم ينظر المرء ما قدمت يداه"، وقد كانت اول عباره يعلو فيها صوته عن النبره المعتاده.

وفي الركعه الثالثه قرا سورة النازعات ووصل للايه رقم 34 ، وبدا صوته متاثرا، وهو يقرا "فاذا جاءت الطامه الكبري"، حيث اطال جبريل المد في كلمه إلطامه التي تضم حركه مد واحده-وفقا للرسم العثماني بالمصحف الشريف- بينما قراها بمضاعفه المد وهو ما لاقي تجاوبا من المصلين، حيث تلخص الكلمه الازمه التي تعيشها مصر حاليا بعد 30 يونيو فقد ورد في معجم لسان العرب ان الطامه هي الداهيه تغلب ما سواها.

بعد 4 ركعات وخلال استراحه استمرت نحو ثلث الساعه، تحدث عدد من الخطباء والائمه، وقام احدهم-ولم يتضح اسمه- بتقديم التعازي لاحد عمال المسجد الذي فقد ابنه في احداث المنصة، قائلا نعزي زميلنا.... الذي قتل ابنه في المنصه" وكررها ثلاث مرات، دون ان يستخدم لفظ "استشهد".

عبدالحفيظ غزال امام مسجد الفتح برمسيس، قال ان الرجوع للحق خير من التمادي في الباطل، وذكر حديث "من اعان علي قتل مسلم"، واضاف ان من يساعد في قتل مسلم بكلمه او فعل او تفويض فهو اثم.

غزال الذي شهد المسجد الذي يعمل به اشتباكات خلال رمضان الحالي بين مؤيدين للدكتور محمد مرسي ومعارضين له، ناشد الجميع: احذروا دماء المصريين وطالب بان يدعو المصلين باصلاح مصر وقال كونوا مع الاسلام.

اما الشيخ احمد عمر، فقد تحدث عن جزء عم الذي قراه جبريل قائلا انه يتحدث عن الدار الآخرة والرحله في العالم الاخر، وهو ما يذكرنا بان نعمل لاخرتنا.

تحدث الشيخ مصطفي وصفي عن فضل الدعاء وطلب الاخلاص في الدعاء لاصلاح "مصر التي نحبها"، وقال ان الحوار هو اللغه الرسميه الان وطلب احترام الرموز الدينيه، وعدم اهانتهم، فيما يبدو انه اشاره لانتقاد البعض للداعيه الشيخ محمد حسان بعد وساطه قام بها بين الجيش وجماعه الاخوان، وكذلك انتقاد شيخ الأزهر بعد تاييده عزل مرسي.

وطلب وصفي من المصريين عدم التخوين لافتا ان اهل مصر عليهم البحث عما يوحدهم بدلا من التشرذم وتساءل متي يتحد المصريون؟ ملمحا ان مصر ليست لفصيل واحد وتيار واحد وشدد من الدعاء اللهم احقن دماء المصريين.

في الركعه الخامسه اخطا جبريل في بدايه سوره التكوير، لكنه بكي عندما وصل للايه 26 عندما قرا "فاين تذهبون" وهو سؤال علي لسان الله بعد عده ايات تصف الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم)، كما علا صوت جبريل بالبكاء عندما وصل للايه 8 من سوره البروج عندما قرا "ومانقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد"، وتتحدث الايات التي سبقتها عن اصحاب الاخدود، وهم اهل كتاب من بقايا المجوس- كما ورد في تفسير الطبري-، امنوا بغلام خرج علي الملك الذي اعتبره مثيرا للفتنه فقتله، وحفر اخدودا من النيران ليقذف فيه من يؤمن بدعوه الغلام.

في ركعتي الشفع والوتر لم يصل جبريل ركعتين ثم ركعه كما اعتاد كل عام، بل صلي ثلاث ركعات بتكبيره واحده، ولم يقرا من قصار السور كما هو معتاد وماخوذ عن سنه الرسول وقرا في الركعه الثانيه "لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اَمْوَاتًا بَلْ اَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

استمر دعاء الشيخ محمد جبريل لنحو ساعه، وبعد قليل من بدايته قال " اللهم انك تهب الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء" ولم يات علي ذكر اي قائد سياسي او عسكري.

وبدا بعد عشرين دقيقه في الدعاء لمصر قائلا اللهم عليك بكل من اشاع الفتنه بين المصريين واستمر بين 20 و25 دقيقه يدعو لمصر مرسلا اشارات واضحه.

وبينما قال جبريل " اللهم وحد كلمه المصريين والمسلمين فقد لوحظ انه لم يتحدث عن المسلمين فقط ولكنه قرن المصريين بالمسلمين في اشاره واضحه لغير المسلمين، وهو ما لم يفعله ابدا قبل ذلك بمثل هذا الوضوح؟ كما دعا جبريل-في جراه- لشهداء المصريين والمسلمين اللهم ارحم شهدائنا المصريين والمسلمين. ومن المعروف ان بعض التيارات الاسلاميه تحرم اعتبار غير المسلمين شهداء كما تمنع الترحم عليهم.

ودعا جبريل "اللهم احقن دماء المصريين واحفظنا من فتنه الدماء وترويع الامنين، ودعا علي المنافقين وعن الذين يكذبون والخائنين".

واضاف: اللهم لاتسلط علينا قساه القوب، ارحم هذه الامه واكشف عنها الغمه وارفع عنها كل فتنه. كما دعا علي علماء السلطه ومن وصفهم باذنابها.

بعد نصف ساعه من الدعاء علا صوت جبريل: حسبنا الله ونعم الوكيل في الفاسدين ومن يقتلون الامنين، وتعالي صوته اكثر "حسبنا الله ونعم الوكيل في الاعلام المضلل، الاعلام الفاسد، الاعلام المجرم المضلل الذي يهدم ولا يبني". وكرر ذلك قبل ان يقول "اللهم ارنا فيهم ايه عجائب قدرتك". وينحو مؤيدو مرسي باللائمه علي ما يصفونه بـ"الاعلام المضلل" في اسقاط نظام الاخوان وتشويه صورتهم.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل