المحتوى الرئيسى

"أوروبا تبحث عن كارثة"

08/02 15:25

DW: في الندوه التي اقيمت في مدينه فرانكفورت حول امن الطاقه، قلتم اننا نميل الي التركيز علي تاثير البشر علي البيئه، ولكن ينبغي ايضا دراسه تاثير البيئه علي سلوك البشر. هل يمكن تفسير هذا اكثر؟

كليوباسكال: نحن نعيش في عالم يعرف تغيرات ليست فقط مناخيه ايكولوجيه، ولكن بسبب ارتفاع عدد السكان واستنزاف المياه الجوفيه، لذلك فاغلبيه السكان ينتقلون الي مناطق معرضة للخطر علي نحو متزايد، فما حدث في نيواورلينز  اثناء اعصاركاثرينا كان نتيجه للبناء علي سهول فيضية. فقد كانت مدينه في منطقه اعصار اصابها الاعصار. فالامر لم يكن مفاجئاً، لكنه تسبب في كارثه اجتماعيه وسياسيه واقتصاديه، لم تتعاف منها المنطقه تماماً.

لذلك فالتغير المناخي واثره علينا يظهر بشكل جلي ومتسارع، وهذا ما يتطلب اعاده النظر في طرق تعزيز الاقتصادات لبعضها البعض، وتفاعل البلدان مع بعضها البعض بغيه الحفاظ علي البيئه.

فيضانات هذا العام تسببت في دمار عده منازل وطرق في اوروبا بما في ذلك المانيا

في حديثكم قلتم ان البني التحتيه الاوروبيه يتم انشاؤها دون التفكير بما سيحدث بعد عشرين او ثلاثين او خمسين سنة، واعطيتم مثال الفيضانات عن ذلك. وقلتم ان البناء بالقرب من المياه كان امرا طبيعيا  قبل 300 سنه لكنه ليس فكره جيداً اليوم، فهل يمكنك تفسير ذلك؟

للاسف المانيا عانت قريبا من فياضانات جد ماساويه. اذا ما نظرنا لهذه المدن فان اغلبيتها قديمه، وهذا يعني انها لم تكن تتعرض لفيضانات باستمرار، والا لكان السكان رحلوا عنها. اذا فقد تم انشاؤها لوقت معين وفي مكان محدد جداً ولحجم سكان محدد جداً، اصغر بكثير من الوقت الحالي، واكثر حركه ويعيشون في ظروف مناخيه مختلفه، وثابته جداً.

في معظم مناطق اوروبا، وبما في ذلك المانيا، تم اختيار شكل البنيه التحيه قبل  500 او 700 او الف سنه. لقد تغير الكثير منذ ذلك الوقت، ولكننا لم نغير الاماكن التي نضع بنيتنا التحتيه فيها نتيجه لذلك. هذه المدن صممت لعشره الاف شخص وليس لمائه الف شخص. وبذلك بتنا عرضه علي نحو متزايد للتغيرات البيئيه.

هل هذا يعني في منظوركم البدء بالتفكير في الانتقال الي اماكن اكثر امانا، او بناء مدن جديده بدل من تقويه البني التحتيه للمدن الحاليه؟

بدا قطاع التامين في مناقشه هذا الموضوع لانهم هم من يدفعون الثمن. ويمكن بالفعل ملاحظه ان هناك منازل في بعض الاماكن بالمملكه المتحده علي سبيل المثال، لا يسمح لاصحابها بالحصول علي التامين. وبدون تامين، لا يمكنك بيع منزلك.

لا يحصلون علي التامين لانهم عرضه للكوارث؟

في المملكه المتحده، قاموا ببناء منازل علي سهول فيضيه. وقال بائعو المنازل: "نحن نضمن حصولكم علي التامين". وبالتالي اصحاب المنازل يتوفرون علي تامين لبيوتهم. وفي حالة تعرضهم لفيضان يحصلون علي تعويض. لكن شركات التامين صرحت بعدم دفع تعويض مره اخري. والان يجد اصحاب المنازل انفسهم عالقين في المشكله لانهم بنوا بيوتهم علي سهول فيضيه. وليست هذه حالات فرديه، لكنها حاله عشرات الالاف من المنازل في اوروبا، وتتزايد المشكله مع تزايد مساحات السهول الفيضية.

نيو اورليانز منطقه اعصارات. وهي مازالت تعاني من اثار اعصار كاتارينا بعد ثماني اعوام.

ماذا ترغبون قوله لصناع القرار؟

يجب علي صناع القرار فتح نقاش حقيقي حول المخاطر المحدقه بالبيئه، من خلال دراسه جل العوامل المرتبطه بالموضوع. اذا كان المكان خطراً، لا نبني عليه حتي لو كان بتامين.

هذه مشكله تشمل جميع انحاء العالم الغربي، ولهذا فالبرنامج القومي للتامين ضد الفيضانات للولايات المتحدة مفلس علي الدوام: لان سوق العقارات قال ان هذه المساكن خطره للغايه، لكن الحكومه قالت انها تريد عائدات الضرائب من تلك المساكن الساحليه. ولذلك فهي تلقي بمسؤوليه خطر الفيضانات علي دافعي الضرائب علي مستوي الدوله من خلال تخصيص برنامج فيدرالي للتامين ضد الفيضانات.

منزل تحت الانقاض بسبب الفياضات

كيف تتعامل اوروبا مع الوضع؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل