المحتوى الرئيسى

حُكم الصوم للمسافر فى رمضان

08/02 09:56

السؤال: ايهما افضل في رمضان للمسافر الصوم ام الفطر؟ وما مسافه القصر؟ وهل اذا انشا السفر من يومه يفطر؟ وهل يفطر المسافر من التجار والجمال والملاح وراكب البحر؟ وما الفرق بين سفر الطاعه، وسفر المعصيه؟

الجواب: الفطر للمسافر جائز باتفاق المسلمين، سواء كان سفر حج، او جهاد، او تجاره او نحو ذلك من الاسفار التي لا يكرهها الله ورسوله عليه الصلاه والسلام. وتنازعوا في سفر المعصيه، كالذي يسافر ليقطع الطريق ونحو ذلك، علي قولين مشهورين، كما تنازعوا في قصر الصلاه.

فاما السفر الذي تقصر فيه الصلاه: فانه يجوز فيه الفطر مع القضاء باتفاق الائمه، ويجوز الفطر للمسافر باتفاق الامه، سواء كان قادراً علي الصيام او عاجزاً، وسواء شق عليه الصوم، او لم يشق، بحيث لو كان مسافراً في الظل والماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر والقصر.

ومن قال: ان الفطر لا يجوز الا لمن عجز عن الصيام فانه يستتاب، فان تاب والا قتل، وكذلك من انكر علي المفطر، فانه يستتاب من ذلك.

ومن قال: ان المفطر عليه اثم، فانه يستتاب من ذلك، فان هذه الاحوال خلاف كتاب الله، وخلاف سنه رسول الله – صلي الله عليه وسلم - وخلاف اجماع الامه وهكذا السنه للمسافر انه يصلي الرباعيه ركعتين، والقصر افضل له من التربيع عند الائمة الأربعة: كمذهب مالك وابي حنيفه واحمد والشافعي في اصح قوليه.

ولم تتنازع الامه في جواز الفطر للمسافر؛ بل تنازعوا في جواز الصيام للمسافر: فذهبت طائفه من السلف والخلف الي ان الصائم في السفر كالمفطر في الحضر، وانه اذا صام لم يجزه بل عليه ان يقضي.

وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – عن النبي – صلي الله عليه وسلم – انه قال: «ليس من البر الصوم في السفر»، لكن مذهب الائمه الاربعه انه يجوز للمسافر ان يصوم، وان يفطر.

كما في الصحيحين عن انس قال: «كنا نسافر مع النبي – صلي الله عليه وسلم – في رمضان فمنا الصائم، ومنا المفطر، فلا يعيب الصائم علي المفطر، ولا المفطر علي الصائم».

وقد قال الله تعالي: «وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً اَوْ عَلَي سَفَرٍ فَعِدَّهٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» الايه، (البقره:185).

وفي المسند عن النبي – صلي الله عليه وسلم – انه قال: «ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يكره ان تؤتي معصيته» .

وفي الصحيحين ما معناه: «ان رجلاً قال للنبي – صلي الله عليه وسلم -: اني رجل اكثر الصوم افاصوم في السفر؟ فقال: «ان افطرت فحسن، وان صمت فلا باس». وفي حديث اخر «خياركم الذين في السفر يقصرون ويفطرون».

اما مقدار السفر الذي يقصر فيه ويفطر:

فمذهب مالك والشافعي واحمد انه مسيره يومين قاصدين بسير الابل والاقدام، كما بين مكة وجده، وقال ابو حنيفه: «مسيره ثلاثه ايام». وقالت طائفه من السلف والخلف: بل يقصر ويفطر في اقل من يومين. وهذا قول قوي، فانه قد ثبت ان النبي – صلي الله عليه وسلم – كان يصلي بعرفه، ومزدلفه ومني، يقصر الصلاه، وخلفه اهل مكه وغيرهم يصلون بصلاته، لم يامر احداً منهم باتمام الصلاه.واذا سافر في اثناء يوم، فهل يجوز له الفطر؟ علي قولين مشهورين للعلماء، هما روايتان عن احمد. اظهرهما: انه يجوز ذلك.

كما ثبت في السنن ان من الصحابه – رضوان الله عليهم - من كان يفطر اذا خرج من يومه، ويذكر ان ذلك سنه النبي – صلي الله عليه وسلم – وقد ثبت في الصحيح عن النبي – صلي الله عليه وسلم – انه نوي الصوم في السفر، ثم انه دعا بماء فافطر، والناس ينظرون اليه.

واما اليوم الثاني: فيفطر فيه بلا ريب، وان كان مقدار سفره يومين في مذهب جمهور الائمه والامه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل