المحتوى الرئيسى

24ــ رسم الحروف (الخط العربى)

08/02 09:02

الذائع المشهور من كتابات الباحثين الجادين ان «رسم الحروف العربية» نشا في اليمن في ظل حضاره «حمير» ثم انتقل الي الطائف وقريش، والذي لا شك فيه ان العرب قد عرفوا نوعين من الخط (رسم الحروف) احدهما «الخط الجنوبي» في اليمن وما حولها، والاخر هو «الخط الشمالي» في مكه وما فوقها وغربها، وهو الرسم الذي كتب به المصحف لاول مره في عصر الرسول وبواسطه كُتاب الوحي، و«الخط الشمالي» يسمي «الخط المسند» وقوامه تسعه وعشرون حرفا مثل سائر الابجديات الساميه، وذلك دون ضبط في اواخر الكلمات ولا علامه السكون او التشديد، ويكتب من اليمين الي اليسار.

«رسم الحرف العربي» (خطوط الكتابه) قد استعمل رمزا واحدا لعده اصوات مختلفه فقد كانت (ب/ ت/ ث/ ن/ يـ) دون نقط لها شكل واحد، (د/ ذ)، (ج/ ح/ خ)، (ف/ ق)، (ص/ ض/ ط/ ظ)، (ع/ غ) هكذا لو حذفت النقط لاصبحت تلك المجموعات كل مجموعه لها شكل واحد، هكذا كانت الكتابه العربيه ساعه تنزل القرأن الكريم، وهذا التشابه بين الحروف (حيث لا تنقيط) كان سببا في صعوبه تعلم الكتابه والقراءه لكون تلك الحروف بشكلها دون تنقيط تحتاج الي جهد عقلي وذهني شديد.

ومع نزول القران حرص الرسول علي امرين هامين اولهما ضروره كتابة القرآن وتوثيقه اولا باول من خلال اكثر من نسخه، والامر الثاني الا يكتب شيء اخر حتي ولو كان الحديث النبوي، وذلك حرصا منه علي صيانه القران بعدم مزاحمته باي شيء اخر، فقد قال «لا تكتبوا عني اي شيء غير القران، ومن كتب عني غير القران فليمحه»، وقد تجاوز مجموع كتاب الوحي اكثر من اربعين كاتبا من المهاجرين ثم من الانصار، واشهر هؤلاء جميعا زيد بن ثابت، واُبي بن كعب، وعثمان بن عفان، وعلي بن ابي طالب، وقد اجمع من يعتد باجماعهم في هذا الشان ان جميع القران الكريم قد كتب في عصر النبي وتحت اشرافه المباشر، بل ان الغالبيه الغالبه سمعت القران بهذا النص اكثر من مره من فم الرسول، ومن غيره سواء في الصلوات اليوميه او في جلسات التعليم والتثقيف.

وجميع المثقفين يعلمون ان الرسول كان يراجع القران كل عام مره مع جبريل اثناء الاعتكاف السنوي في رمضان، ولما كان رمضان الاخير من عمر الرسول حدث ما لم يحدث من قبل، اذ اصطحب الرسول زيد بن ثابت واقام له خيمه بجوار خيمته التي يعتكف فيها، وقال الرسول ان جبريل قد راجعني القران مرتين علي غير العاده واظن ان الوحي قد قارب الختام، وان الاجل قد دنا، وعلي ذلك فقد قرا جبريل القران كله بهذا الترتيب الموجود وكان رسول الله يسمع ثم قرا الرسول وكان جبريل يسمع، وفي نهايه كل جلسه يلتقي رسول الله بزيد بن ثابت ويراجع ما معه من الصحف والاكتاف.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل