المحتوى الرئيسى

23-افتتاحيات السور

08/01 08:47

في القران الكريم عدد 29 سوره بدات بحروف مقطعه، لا عهد للاساليب البلاغيه شعرا ولا نثرا بهذه البدايات شديده الدهشه رفيعه الوقار، وقد جاءت بدايات تلك السور في انساق متغايره فهناك ثلاث سور تبدا بحرف واحد وهي «ص»، «ق»، «القلم»، و9 سور تبدا بحرفين وهي «طه»، «يس»، «النمل» وتبدا بحروف «طس»، وتشترك 6 سور في البدايه بلفظ «حـم» وهي «غافر»، «فصلت»، «الزخرف»، «الدخان»، «الجاثيه»، «الاحقاف»، 13 سوره تبدا بثلاثه احرف، منها 6 سور تبدا بحروف «الم» وهي «البقره»، «أل عمران»، «العنكبوت»، «الروم»، «لقمان»، «السجده»، 5 سور تبدا بحروف «الر» وهي «يونس»، «هود»، «يوسف»، «ابراهيم»، «الحجر»، سورتان تبدا كل منهما بحروف «طسم» وهما «الشعراء»، «القصص»، ثم سورتان تبدا كل منهما باربعه احرف وهما «الاعراف» تبدا بحروف «المص»، و«الرعد» تبدا بحروف «المر»، واخيرا سورتان تبدا كل منها بخمسه احرف وهي «مريم» تبدا بحروف «كهيعص»، «الشوري» تبدا بحروف «حم عسق».

هذه 29 سوره فاجات بلغاء العرب بهذه الافتتاحيات غير المعهوده فلم يعترضوا عليها، ولم يوجهوا لها اي نقد، ولم يطعنوا في بلاغتها بل ان بلغاء العرب قد تمنوا ان يكون القران قد نزل علي واحد منهم هو (الوليد بن المغيرة)، ((وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْانُ عَلَي رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ))، الزخرف (43). وقد تعود اساتذه التلقين والتحفيظ ان يساعدوا التلاميذ علي تذكر المحفوظات فيصيغون كلمات تجمع الموضوع مثل قول علماء النحو: حروف المضارعه هي (ا،ت،ن،يـ) وتجمعها كلمه «انيت»، وكذلك حروف العلة (ا،و،ي) وتجمعها كلمه «واي»، وقإل آلمفسرون ان افتتاحيات السور الـ29 بلغت 18 حرفا هي (ا/ح/ر/س/ ص/ ط/ع/غ/ ق/ك /ل/ م/ن/هـ/ي) وتسهيلا لحفظ هذه الحروف جمعوها في عباره رشيقه هي «قول حكيم قاطع له سر»، والحروف العربية هي تسعه وعشرون حرفا اذا اعتبرنا الالف والهمزه حرفين، فالحروف الافتتاحيه قد استعملت نصف عدد الحروف «14حرفا»، ولا يغيب عن بالنا ان المسلمين وغيرهم استمعوا لهذه الحروف تتلي فلم يعترضوا ولم ينتقدوا، بل لم يسالوا عن معناها، وعدم سؤالهم يعني ان جميع الناس قد استوعبوها، فالرافضون لم ينتقدوها والمؤمنون لم يسالوا الرسول عنها، فلعل هؤلاء جميعا قد راوا «الاحرف المقطعه» افتتاحا مبهرا يلفت القارئ والسامع بل ربما يكون افتتاحا «وظيفيا بلاغيا»، حيث يشير الي الماده الرئيسه في البلاغ وهي الحروف.

علي ان اهل اللغه قد نظروا الي الحروف نظره لغويه، ودققوا في علم الاصوات ولذلك قرروا ان الحروف المقطعه وهي 14 حرفا تمثل نصف عدد الحروف الأبجدية كما قررنا، وليس ذلك فحسب فقد جائت هذه الحروف تمثيلا لوظائف اخري: فاولا من حيث الهمس والجهر فالحروف المهموسه عشره احرف تجمعها كلمه «فحثه شخص سكت»، ونحن نجد من هذه الحروف العشره 5 احرف من الحروف المقطعه وهي حروف «ص،ك،هـ،س،ح» وحروف الجهر 18حرفا جاء منها في الحروف المقطعه 9 احرف، وكذلك الحروف «الشديده والرخوه» والحروف «المطبقه والمنفتحه» وحروف «القلقه» فكل نوع من هذه الحروف ذكر نصف عدده، فاذا سالنا انفسنا سؤلا عقليا: هل امرنا الله امرا لازما بتفهم وتفسير وتاويل هذه الحروف؟ والجواب المتيقن ان الله لم يامر، ولن يسالنا عنها حيث انها لا تحمل امرا ولا نهيا، ولا تشير الي معتقد.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل